رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«القيامة» وشم النسيم والجمهورية الجديــــدة


20-4-2025 | 16:41

.

طباعة
بقلـم: القس رفعت فكرى سعيد

يتساءل الكثيرون: لماذا يأتى يوم شم النسيم يوم الإثنين الذى يلى يوم أحد الاحتفال بعيد القيامة؟.. وللإجابة عن هذا السؤال يمكننا القول: أولًا: عيد شمّ النسيم هو عيد مصرى قديم، من حوالى 2700 قبل الميلاد، أى أنه عيد عمره أكتر من 4700 سنة. وكان أجدادنا المصريون يحتفلون به مع مطلع فصل الربيع.

وكلمة «شم النسيم» swm `nnicim هى كلمة قبطية (مصرية)، ولا تعنى «استنشاق الهواء الجميل»، بل تعني: «بستان الزروع».. «شوم» swm تعنى «بستان»، و«نيسيم» nicim تعنى «الزروع».. وحرف «إن» بينهما للربط مثل of فى الإنجليزية.. فتصير الكلمة «شوم إن نسيم» بمعنى «بستان الزروع».. وقد تطوَّر نطق الكلمة مع الزمن فصارت «شم النسيم» التى يظن الكثيرون أنها كلمة عربية، مع أنها فى الأصل قبطية (مصرية).

ثانيًا: بعد انتشار المسيحية فى مصر حتى غطتها بالكامل فى القرن الرابع، واجه المصريون مشكلة فى الاحتفال بهذا العيد (شم النسيم)، إذ إنه كان يقع دائمًا داخل موسم الصوم الكبير المقدس الذى يسبق عيد القيامة المجيد.. وفترة الصوم Fasting تتميَّز بالنُسك الشديد والاختلاء والعبادة العميقة، مع الامتناع طبعًا عن جميع الأطعمة التى من أصل حيواني.. فكانت هناك صعوبة خلال فترة الصوم فى الاحتفال بعيد الربيع، بما فيه من انطلاق ومرح وأفراح ومأكولات.. لذلك رأى المصريون المسيحيون وقتها تأجيل الاحتفال بعيد الربيع (شم النسيم) إلى ما بعد فترة الصوم، واتفقوا على الاحتفال به فى اليوم التالى لعيد القيامة المجيد، والذى يأتى دائمًا يوم أحد، فيكون عيد شم النسيم يوم الإثنين التالى له.

ولهذا ارتبط دائما يوم شم النسيم بعيد القيامة، وقيامة السيد المسيح هى دعوة إلى التحرير، فهو الذى قال: (إن حرركم المسيح فبالحقيقة تكونون أحرارًا)، إنه جاء ليحرر الإنسان من خطاياه وتعصبه وجهله وعنصريته وكراهيته ورفضه لأخيه فى الإنسانية، وإذا كانت قيامة المسيح لتحريرنا وخلاصنا من الشرور والخطايا والآثام، لذا فليس من المنطقى أن يحتفل الكثيرون بقيامته وهم لا يزالون موتى فى قبور الخطايا والآثام، إن القيامة تتطلب توبة حقيقية وتقوى غير مظهرية.

وقيامة السيد المسيح هى دعوة لنا إلى أن ننهض من قبور الكسل والتراخى لنقوم ونعمل معًا بجد واجتهاد من أجل بناء بلدنا الحبيب مصر، فبدون قيامة من قبور الكسل والتراخى لا يمكن أن تكون مصر «أد الدنيا»، كما نتمنى لها أن تكون.

وقيامة السيد المسيح هى دعوة لنا إلى أن نقوم وننهض من قبور الخرافات والخزعبلات، فلا يختلف اثنان على أن الفكر الخرافى أحكم سيطرته على عدد غير قليل من المصريين، ومن ثَمَّ انتشرت بكثرة فضائيات تفسير الأحلام، وفضائيات تغييب العقل، الأمر الذى أدى إلى زيادة رقعة الدجل والشعوذة، لقد غاب المنهج العلمى فى التفكير عند الكثيرين باستثناء أقلية قليلة، ألسنا فى حاجة إلى قيامة؟!!. ألسنا فى حاجة إلى أن نتحرر من عقلية الدجل وذهنية الخرافة فى عصر أصبح فيه العالم المتقدم لا يرتكن فى تقدمه إلا على الأساليب العلمية والتكنولوجية؟!!

وفى الجمهورية الجديدة اختلف حال مسيحيى مصر عما كان من قبل، وبفضل القيادة الحكيمة الرئيس عبد الفتاح السيسى وإيمانه الراسخ بالمواطنة والعدالة والمساواة يعيش المسيحيون فى مصر عصرا مزدهرا بالمواطنة وحقوق الإنسان فعلى سبيل المثال وليس الحصر تم بناء وترميم مئات الكنائس وتقنين أوضاعها، الأمر الذى لم يكن موجودا من قبل كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يحرص دائما على وجود كنيسة فى المدن الجديدة.

وفى ظل الجمهورية الجديدة يقوم الرئيس بزيارة كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية فى كل عيد ميلاد لتهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، الأمر الذى لم يكن موجودا من قبل، ومن داخل الكاتدرائية يتحدث رئيس الجمهورية مخاطبا جموع المصريين والعالم عن أهمية التنوع والتعددية وعن ضرورة الوحدة والترابط وترسيخ الحب بين المصريين وأن معيار الكفاءة هو أهم معيار فى تبوؤ الوظائف فى الجمهورية الجديدة دون اعتبار لجنس أو دين أو معتقد.

كل عام ومصر بشعبها الأصيل الطيب بخير وصحة وسعادة وسلام.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة