بدأت مناورات "دايناميك مونغوز 25"، وهي التمرين المتقدم لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، في مجال الحرب المضادة للغواصات في أقصى شمال المحيط الأطلسي، في المياه المحيطة بآيسلندا وتستمر حتى نهاية الشهر الجارى.
ويستضيف خفر السواحل الآيسلندي التدريبات، تحت قيادة القيادة البحرية المتحالفة للناتو (MARCOM) بمشاركة قوية من القوات البحرية والجوية للدول الأعضاء، بهدف تعزيز قدرات القتال تحت الماء وتقوية التعاون عبر الأطلسي.
وذكر بيان لحلف الناتو نشره اليوم الثلاثاء، أن نسخة هذا العام من التمرين تشمل سفنًا سطحية، وغواصات، وطائرات دورية بحرية، ومروحيات من 9 من دول الناتو، وهى كندا، الدنمارك، ألمانيا، آيسلندا، هولندا، النرويج، بولندا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة. وستجري هذه القوات سلسلة من السيناريوهات الواقعية والمعقدة التي تركز على اكتشاف وتعقب ومهاجمة الغواصات في بيئة متعددة التهديدات، بحسب بيان صحفى لحلف الناتو نشره اليوم الثلاثاء.
وقال القائد البحري ستيفن ماكاليستر، من البحرية الملكية البريطانية، ونائب رئيس أركان الغواصات في قيادة القوات البحرية المتحالفة للناتو:"تعد مناورات دايناميك مونغوز تمرينًا بالغ الأهمية في مجال مكافحة الغواصات في أقصى شمال الأطلسي، حيث توفر فرصة ممتازة للدول الحليفة في الناتو للتدريب المشترك والبناء على قدرات التشغيل البيني المتقدمة التي نمتلكها بالفعل."
وأضاف "تمثل فجوة جرينلاند– آيسلندا– المملكة المتحدة (GIUK) تقاطعًا بحريًا استراتيجيًا حاسمًا، وستشهد تدريبات قواتنا البحرية المتحالفة لضمان حرية الحركة في المنطقة، والحفاظ في الوقت ذاته على جاهزيتنا الأمنية المستندة إلى القيم عبر البحار."
وتعد "دايناميك مونغوز" مناورة سنوية متخصصة في الحرب المضادة للغواصات والحرب المضادة للسفن السطحية (ASuW)، وتهدف إلى إعداد أطقم القوات البحرية التابعة للناتو للتعامل مع مختلف أنواع التهديدات، من أعماق قاع البحر وحتى الفضاء.
وتمثل هذه المناورات فرصة لتدريب أطقم الغواصات على التملص والرد من أعماق البحر، بينما تدرب في الوقت ذاته السفن السطحية والطائرات على اكتشاف الغواصات والتعامل مع التهديدات تحت الأمواج.
وستشارك سفن المجموعة البحرية الدائمة الأولى للناتو (SNMG1) في هذه المناورات.
وقال العميد البحري آرجن س. وارنار، قائد المجموعة البحرية SNMG1: "تعد دايناميك مونغوز 2025 تمرينًا بالغ الفائدة بالنسبة للمجموعة البحرية الدائمة الأولى، حيث تجمع بين مجموعة متنوعة من قدرات الناتو المتقدمة في مجال مكافحة الغواصات، وتُجرى في فجوة جرينلاند-ايسلندا الحاسمة، حيث يحتاج الحلف إلى استجابة فعالة لتهديد الغواصات."
وأضاف:"توفر هذه المناورات تدريبًا واقعيًا عالي المستوى لوحداتنا الجوية والسطحية وتحت السطح، وهي فرصة سنستفيد منها إلى أقصى حد."
وتظل القدرة على حماية خطوط الاتصال البحرية ومراقبة أنشطة الغواصات من أهم أولويات حلف الناتو، وتلعب آيسلندا دورًا محوريًا في أمن شمال الأطلسي بفضل موقعها الاستراتيجي داخل فجوة GIUK.
وخلال المناورات، ستتناوب القوات البحرية المشاركة بين أدوار "الصياد" و"الفريسة"، مما يدفع الأطقم للتأقلم مع ظروف تكتيكية متغيرة بسرعة.. وستقدم طائرات الدورية البحرية الدعم من خلال تنفيذ عمليات استطلاع ومراقبة وشن هجمات منسقة على غواصات "معادية" افتراضية.
ومن أعماق المياه الباردة والظروف الجوية القاسية، إلى التحديات التكتيكية المتطورة، تجسد دايناميك مونغوز 25 المهارة والاحتراف والقدرة على التكيف التي تتمتع بها القوات البحرية التابعة لحلف الناتو.