رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

من الرد الشعبى على «منشورات ترامب» إلى مواجهة «التجاوزات الأخلاقية» الرأى العام والـ«سوشيال ميديا»


1-5-2025 | 14:34

.

طباعة

فى أيامنا الحالية لا يمكن لأحد أن ينكر أو يتجاهل حالة التأثير التى أصبحت عليها مواقع التواصل الاجتماعى فى إظهار قوة الرأى العام، فـ«السوشيال ميديا» التى انحصرت الرؤية عنها فى بدايات ظهورها فى زاوية «الترفيه والتواصل» -تحولت فى غضون سنوات قليلة إلى لاعب مهم على رقعة الأحداث، فهى تكفل «الانتشار»، ومنشور واحد على مواقع التواصل الاجتماعى لديه من قوة الانتشار ما لا يملكه العديد من المنصات الأخرى، وهو ما يمكن أن يبرر الاتجاه ناحية الاستفادة من هذا الانتشار من جانب المنصات الإعلامية، ومحاولة إتقان أبجدية «اللايك والشير».

قطعًا، هناك سلبيات عدة لـ«السوشيال ميديا»، ومن غير المنطقى التغاضى عنها أو محاولة التغافل عن تأثيرها، ومن أبرزها استخدامها فى نشر الشائعات وتزييف الحقائق لأغراض خبيثة من بعض هُواة الفوضى داخليًّا وخارجيًّا ضمن ما يُسمى بحروب الجيلين الرابع والخامس، غير أن هذا لا يمنع من التأكيد فى الوقت ذاته على تأثيرها فى إظهار كواليس بعض القضايا، وتركيز الضوء على سلبيات لم تكن لتظهر على سطح الأحداث لو لم تكن هناك تقنية «الشير» السريع الذى توفره مواقع التواصل الاجتماعى، مما يضاعف دورها فى إظهار ما يمكن وصفه بـ«الرأى الشعبى» لفئة ليست بالقليلة من المواطنين.

ولعل متابعة ردود أفعال المصريين -غير الرسمية- على ما طرحه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال الأيام القليلة الماضية، حول أحقية السفن الأمريكية (التجارية، والعسكرية) فى المرور من القنوات المائية دون تسديد «رسوم المرور» -تكشف أن الـ«سوشيال ميديا» وفّرت ظهيرًا شعبيًّا، وصنعت رأيًا عامًّا لا يمكن الاستهانة بقوته أو تجاهله.

يُشار هنا إلى أن دراسة بحثية حديثة حول التحول الرقمى فى الدول العربية كشفت أن عدد مستخدمى الإنترنت فى العالم العربى بلغ نحو 348 مليون مستخدم، يمثلون 70.2 فى المائة من إجمالى السكان البالغ عددهم 496 مليون نسمة، فى حين بلغ عدد مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى حوالى 228 مليون مستخدم بنسبة 46 فى المائة من إجمالى عدد السكان، وأظهرت الدراسة أن مصر فى المرتبة الأولى عربيًا من حيث عدد مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى، مسجلةً نحو 50.7 مليون مستخدم.

وبحسب الدراسة، جاءت مصر فى المرتبة الأولى عربيًا من حيث عدد مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعي، مسجلة نحو 50.7 مليون مستخدم، وحل فى المرتبة الثانية العراق بـ34.3 مليون مستخدم، ثم المملكة العربية السعودية بـ34.1 مليون. وجاءت الجزائر فى المرتبة الرابعة بـ25.6 مليون مستخدم، ثم المغرب بـ21.3 مليون، والإمارات العربية المتحدة بـ11.3 مليون، وتشكل هذه الدول مجتمعة ما نسبته 77 فى المائة من إجمالى مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى فى المنطقة العربية، ما يعكس تركّزها فى عدد محدود من الدول.

وبالعودة إلى «قوة السوشيال ميديا»، فإن «المنشورات» التى شاركها رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر ردًا على تصريحات «ترامب» -تناقلتها وسائل إعلام إقليمية وعالمية، وتعاملت مع غالبيتها فى إطار «الرد الشعبى» على «ترامب» الذى استخدم هو الآخر منصته على الـ«سوشيال ميديا» لطرح هذا الأمر، ومن قبله أمور أخرى، وذلك فى إطار إدراكه لقوة منصات «التواصل الاجتماعى» فى جسّ نبض الرأى العام.

«ترامب» وتصريحاته حول «العبور المجانى» لم تكن الشاهد الوحيد على قوة الـ«سوشيال ميديا»، فقد شهد الأسبوع ذاته إسدال الستار على واحدة من القضايا التى كانت إحدى منصات «التواصل الاجتماعي» فاعلًا فيها، وهى القضية التى تُعرف إعلاميًّا بـ«قضية طبيبة كفر الدوار»، التى خرجت منذ عدة أشهر فى بث مباشر، تحدثت خلاله عن متابعتها -بحكم تخصصها فى أمراض النساء والتوليد- لحالات حمل ناتجة عن علاقات غير شرعية، وقد تسبب هذا الفيديو الذى وصل لأكثر من 7 ملايين مشاهدة فى ردود فعل واسعة؛ بسبب ما اعتبره عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى «إفشاءً لأسرار المرضى»، وسريعًا تحركت نقابة الأطباء لمواجهة الأمر، وأحالت الشكاوى ضد الطبيبة إلى لجنة آداب المهنة.

وبالتوازى مع تحرك «الأطباء»، قررت هيئة النيابة الإدارية إحالة الطبيبة إلى المحاكمة التأديبية العاجلة، لتقضى المحكمة التأديبية بمجلس الدولة بالبحيرة برئاسة المستشار طارق شعيب، فى جلسة الأحد الماضى، الحكم فى قضية الدكتورة وسام شعيب، طبيبة أمراض نساء وتوليد، والمعروفة إعلاميا بـ«طبيبة كفر الدوار»، بوقفها 6 أشهر عن العمل مع خصم نصف المرتب.

أخبار الساعة