رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«السينما والإنسان» شعار «الكاثوليكى السينمائى» فى دورته الـ٧٣


3-5-2025 | 15:04

.

طباعة
تقرير: سما الشافعى

يطل علينا الكاثوليكى للسينما المصرية، أقدم مهرجان سينمائى فى مصر،باحتفالية فنية كبرى لدورته الـ73، والتى تحمل أعمالًاً بمعايير إنسانية دينية، وتكريمات استثنائية للإبداع، واحتفاء بالقيم النبيلة، تحت شعار «السينما والإنسان»، مع إلغاء مظاهر الاحتفال والغناء حدادًا على روح قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية بالعالم.

بأكثر من سبعة عقود من العطاء والتأثير، يستعد مهرجان المركز الكاثوليكى المصرى للسينما، لإطلاق دورته الثالثة والسبعين، ليواصل مسيرته كمنارة تحتفى بالفن السابع الراقى والهادف.

ففى الثانى من شهر مايو لعام 2025م، ستشهد القاهرة حفل افتتاح بهيج إيذانًا ببدء فعاليات المهرجان، الذى يحمل فى طياته إرثًا عريقًا ورؤية متجددة، وذلك تحت شعار «السينما والإنسان»، كعادة اهتمام المهرجان بالإنسانية أولًاً، من خلال الثقافة والشاشة الكبيرة.

الأب بطرس دانيال، مدير المركز الكاثوليكى للسينما المصرية، يؤكد دائمًا أن مهرجان المركز الكاثوليكى يعتبر أقدم مهرجان للسينما فى مصر، وتبعيته للكنيسة الكاثوليكية تجعل أحد أهدافه الرئيسية، تشجيع الفن الهادف والرسائل المحبة للجمال، فهو مهرجان فى حب الثقافة والسينما والإنسانية.

بدورها، أعلنت إدارة المهرجان بشكل رسمى عن قائمة النجوم المكرمين فى هذه الدورة، الذين سيحظون بتقدير خاص عن مجمل أعمالهم وإسهاماتهم البارزة فى عالم السينما، حيث يتم التكريم بجائزة الريادة السينمائية، للفنان القدير محمود الحديني، الفنانة صابرين، الفنان القدير أحمد ماهر، الفنانة القديرة سميرة محسن، والفنانة لوسـي.. كما ستذهب جائزة المركز الكاثوليكى الخاصة، إلى الكاتبة والمؤلفة مريم نعوم، فيما تكون جائزة فريد المزاوي، من نصيب المخرج هانى لاشين، على أن تذهب جائزة الأب يوسف مظلوم، إلى الفنان شريف الدسوقي، بينما تنال الإعلامية هالة حشيش جائزة التميّز.

أما عن جوائز الإبداع الفنى، سيتم تكريم الفنانة إنتصار، المنتج الفنى حسين القلا، الفنانة مادلين طبر، عازفة البيانو القديرة مارسيل متى، ومدير التصوير القدير مصطفى عزالدين، وذلك على هامش فعاليات افتتاح المهرجان نسخة 73.

وبالنسبة للتقليد السنوى الذى اعتاد عليه المهرجان، وهو تقديم تكريمات لصناع الدراما المؤثرين فى الوعى والإنسانية، قررت اللجنة العُليا للمهرجان، منح بعض الجوائز المعبرة عن الإنسانية، حيث تقدم جائزة أحسن ممثلة فى عمل درامي، إلى الفنانة إيمان العاصى عن دورها فى مسلسل «برغم القانون»، جائزة أحسن ممثل فى عمل درامى إلى الفنان طه الدسوقى عن دوره فى مسلسل حالة خاصة، جائزة المركز التشجيعية للفنانة هاجر السراج.

كما اختارت اللجنة العليا للمهرجان، المذيعة والإعلامية لميس سلامة لتقديم فقرات حفلى افتتاح وختام المهرجان للعام الخامس على التوالي، وسيذاع كلا الحفلين على الهواء مباشرة عبر قناة «نايل سينما» على القمر الصناعى نايل سات والبث الأرضى.

وكانت اللجنة العليا للمهرجان برئاسة الأب بطرس دانيال رئيس المهرجان وعضوية مجدى سامى وميشيل ماهر، قد اختارت ستة أفلام وفقًا للمعايير الإنسانية والأخلاقية والفنية، من أصل 44 فيلمًا، قد عُرضت تجاريًا هذا العام، إلى جانب أفلام عُرضت بالمهرجانات السينمائية المختلفة، كما قررت اللجنة أيضًا أن تُقام عروض الأفلام والندوات الفنية مع أبطال وصُنّاع الأعمال الفنية، وفقًا للجدول المُحدد مُسبقًا، الذى سيتم توزيعه على جمهور المهرجان فى حفل الافتتاح.

فى تصريحات لـ«المصور»، أكد الأب بطرس دانيال، رئيس المهرجان، على أهمية التكريمات كتقليد سنوى يهدف إلى الاحتفاء بالقامة الفنية، التى أثرت وجدان الجمهور وقدمت أعمالا خالدة، قائلاً: «ننظر إلى السينما كقوة ناعمة قادرة على الارتقاء بالذوق العام وطرح القضايا المجتمعية المهمة، وتكريم المبدعين هو أقل ما يمكن تقديمه لهم عرفانًا بجهودهم، كما أنه تم ترتيب برنامج سينمائى متنوع يواكب أحدث الأعمال الفنية، مشيرًا إلى أن البرنامج السينمائى للدورة الـ73 يضم مجموعة مختارة من أحدث الأفلام المصرية والعربية التى تتسم بالجودة الفنية والموضوعات الهادفة، حيث بذلت لجنة المشاهدة والاختيار مجهودًا مكثفًا لتقديم توليفة متنوعة ترضى مختلف الأذواق وتبرز التطور الذى تشهده صناعة السينما فى المنطقة، مؤكدًا أن أفلام المهرجان لا بد أن تناسب كل الأسر، ووجود ملايين المعجبين بالفنانين يجعلهم أكثر تأثيرًا من بعض رجال الدين فى أحيان كثيرة، لذلك علينا أن نخاطب الوعى بشكل صحيح عن طريق الفن.

وأضاف الأب دانيال، أن الدورة الجديدة ستشهد إضافة بعض الفعاليات والندوات التى تهدف إلى تعزيز الحوار والتفاعل بين صناع السينما والجمهور، لأن المهرجان ليس مجرد عرض للأفلام، بل هو ملتقى ثقافى وفنى يسهم فى إثراء النقاش حول قضايا السينما وتأثيرها على المجتمع، ومن المقرر أن يشارك فى هذه الدورة من المهرجان، أفلام «ليه تعيشها لوحدك»، «رحلة 404»، «الهوى سلطان»، «رفعت عينى إلى السماء»، «الفستان الأبيض»، وفيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» للمخرج خالد منصور.

وعن تبنى مؤسسة دينية للفن والثقافة، أشار بطرس دانيال، إلى أن هناك مؤسسات دينية كثيرة مثل المركز الكاثوليكى العالمى يدعمون الفن، ويكونون متواجدين فى مهرجانات «كان» و«فينيسيا»، لكن الكنيسة الكاثوليكية بشكل عام تهتم بالفن الذى يقدم رسالة مهمة وإنسانية للمجتمع ككل، وهناك أنواع للفنون تتفق مع قيم الأديان السماوية، لأن الهدف من الدين هو تعليم البشر الأخلاقيات، وهذا ما يتفق معه الفن الهادف لتقديم رسالة راقية تخدم الجميع.

وواصل الأب دانيال، حديثه، مشيرًا إلى إلغاء جميع مظاهر الاحتفال والفقرات الغنائية التى كان من المقرر إقامتها فى حفل الافتتاح حدادًا على البابا فرانسيس، معلقًا: «البابا الراحل كان صديقًا للفقراء، لأنه كان دائمًا يشعر بمعاناة بسطاء الحال، وكان يسعى للسلام دائمًا، وجميع الشخصيات العامة والقادة من الملوك والرؤساء جاءوا حبًا فيه، والدليل على هذا أن الجنازة ضمت الكبار والصغار والفقراء والمهمشين وكافة فئات المجتمع الدولى، وهنا فى مصر نخلد ذكراه، وملتزمون بفترة الحداد، لتظل ذكرى البابا فرنسيس فى مخيلتنا جميعًا.

من جانبها، قالت الناقدة الفنية ماجدة موريس، المستشارة الفنية للمهرجان، إن «روح الفريق الواحد هى سر نجاح المهرجان على مر السنوات الماضية، والجميع يعمل بحماس وشغف لإنجاح هذه الدورة وتقديم تجربة سينمائية مميزة للجمهور، مؤكدة أن مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما يحمل على عاتقه رسالة سامية تتجاوز مجرد الترفيه، حيث يسعى المهرجان إلى تكريم الأعمال السينمائية التى تحمل قيمًا إنسانية نبيلة وتساهم فى بناء مجتمع أفضل، وهو نفس الحال منذ ثلاثة وسبعين عامًا، موضحة أن المهرجان يهدف إلى تشجيع الحوار بين الثقافات وتعزيز التفاهم المتبادل من خلال لغة السينما العالمية.

أما الفنانة صابرين، فأعربت عن سعادتها وتقديرها لهذا التكريم، كونه يمثل لها الكثير ويحملها مسئولية كبيرة تجاه جمهورها وفنها، مشيرة إلى أهمية مهرجان المركز الكاثوليكى ودوره العريق فى إثراء الحركة السينمائية فى مصر.

كما أشارت صابرين إلى أن تكريمها «تاج على رأسها»، ويأتى تتويجًا لمشوارها الفنى الطويل، معربة عن شكرها للمركز الكاثوليكى ولجنة المهرجان على هذه اللفتة الكريمة.