رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الإعلامى الكبير محمد نوار: تخطينا مرحلة «التوجيه» ودورنا الآن «التوعية»


30-5-2025 | 21:19

الإعلامى الكبير محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية

طباعة
حوار: هشام الشريف عدسة: إبراهيم بشير

«هنا القاهرة».. الجملة التاريخية التى نطق بها الإذاعى أحمد سالم، معلنًا عن ميلاد واحدة من أقدم وأعرق الإذاعات فى العالم، الإذاعة المصرية، التى انطلق أثيرها فى 31‏ مايو عام 1934 فأصبح هذا اليوم عيدا للإذاعة المصرية ومن بعده يوما للإعلاميين.

وعلى مدار 91 عاما استطاع «صوت الميكروفون» الوصول إلى كل بقعة من أرض المحروسة، ليس هذا فحسب، لكن «صوت مصر» كان حاضرًا فى أرجاء القارة السمراء وفى العواصم العربية.

«التنوع»، ركيزة من الركائز التى تأسست عليها «توجهات الإذاعة»، الأمر الذى ساعد فى قيام المحطات الإذاعية بتقديم مجموعة متنوعة من البرامج ووجهات النظر والمحتوى الغنى، وأن تكون مرآة صادقة لتنوع الجماهير فى إطار مؤسساتها وعملياتها، ولا تزال الإذاعة تقوم بدورها التنويرى والتثقيفى كونها الوسيلة الإعلامية الأوسع انتشارا.. وفى هذا الإطار وتزامنًا مع احتفالات الإذاعة بالذكرى الـ 91 لإنشائها، تحدثت «المصور» مع الإعلامى محمد نوار، رئيس الإذاعة المصرية.. وكان الحوار التالى:

أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بالذكرى الـ 91 لإنشاء الإذاعة المصرية.. كيف ترى حال الإذاعة الآن؟

الإذاعة المصرية كانت وستظل إحدى مؤسسات الدولة العريقة، كما أنها تقف الآن على قدمين ثابتتين راسختين، ومنذ إنشائها عام 1934 والكل يعلم أدوارها التثقيفية والتنويرية والسياسية إلى أن جاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقاد ثورة فكر مختلفة، لا سيما وأنه كان يعلم جيدًا قيمة الميكروفون، وما يمكن أن يفعله فى العالم، وعلى هذا تم منح الإذاعة المصرية كل الإمكانيات المتاحة، لا سيما وأنه آنذاك لم يكن هناك تلفزيون، وعند افتتاح مبنى التلفزيون عام 1960 كانت استديوهات الإذاعة لا يوجد لها مثيل فى العالم، حتى فرنسا عندما أنشأت مبنى الإذاعة والتلفزيون استعانت بالنموذج المصرى فى المبنى بعدها بحوالى من سبع إلى ثمانى سنوات، وتصميم المبنى له دلالة حيث كان يريد الرئيس جمال عبد الناصر أن يخيف الأعداء بهذا المبنى العتيق.

ما الدور السياسى للإذاعة؟

الدور السياسى للإذاعة المصرية بدأ يختلف ويتفاعل.. بداية من عام 1952، فمنذ هذه اللحظة والإذاعة المصرية أصبح لها رونقها لدى المستمعين ولا يوجد شخص مصرى أو عربى إلا وله ذكريات معها.

حدثنا عن خططك وطموحاتك التى تحققت والتى لا تزال فى طور التنفيذ فيما يخص الإذاعة المصرية؟

توليت منصبى منذ 6 سنوات، عام 2019، ومنذ اللحظة الأولى أعددت خططا وأفكارا أردت تنفيذها، والبداية كانت بإذاعة القرآن الكريم لأنها الشبكة الأهم، وشكلنا لجنة استمرت لمدة أربعة أشهر، وكان الناتج اختصار البرامج من 60 فى المائة إلى 40 فى المائة، وزودنا مساحة بث القرآن من 60 إلى 80 فى المائة، ومددنا الشبكة بمتحدثين شباب عمرهم من 40 إلى 45 عاما وتم زيادة الإعلانات حتى وصلت إيراداتها إلى 45 مليون جنيه حتى توقفت قريبا.

بعد ذلك، انتقلنا إلى شبكة الشباب والرياضة، والتى تعتبر من المحطات الجماهيرية، ثم إذاعة الأغانى وشبكة الإذاعات الموجهة والذى كان يتراءى لدى البعض فى وقت ما عدم أهميتها، حتى إن هناك منْ طالب بغلقها وتوفير المبالغ المالية التى تنفق عليها، لكنها عادت وأثبت أنها تؤدى دورها الوطنى مع أشقائنا فى القارة الإفريقية والأوروبية، وقد استقبلت فى مكتبى أكثر من 80 سفيرا ممثلى دول العالم المختلفة لإدراكهم أهمية الإذاعة المصرية صاحبة التاريخ، وتمت استضافتهم فى شبكات ومحطات الإذاعة، ووقعنا العديد من بروتوكولات التعاون مع بعض الدول، وكذا تجديد البروتوكولات التى عقدت مسبقًا، ومنحنا برامج جديدة وأغانى وموسيقى بدون مقابل من خلال هؤلاء السفراء، وخلال المرحلة القادمة سنعمل على تطوير شبكتين مهمتين «صوت العرب» وإذاعة «البرنامج العام»، ونسعى لاستقبال زملاء مذيعين ومقدمى برامج ومخرجين من الدول العربية الشقيقة يعملون لمدة عام فى شبكة صوت العرب حتى تكون «صوت العرب» بالفعل صوتا لكل العرب.

هل هناك ترحيب بهذه الفكرة من جانب الدول العربية؟

بالفعل هناك ترحيب من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وفى انتظار رد الدول العربية الأخرى على المقترح حتى ننفذه فى أسرع وقت ممكن.

ماذا يتضمن مخطط تطوير إذاعة «البرنامج العام»؟

هناك خطة لتطوير إذاعة البرنامج العام نظرًا لأهميتها لدى جمهور المستمعين، وأريد توضيح أنه على مدار هذا الشهر حتى الاحتفال بالذكرى الـ 91 للإذاعة المصرية يوم 31 مايو الجارى نذيع تراث ماسبيرو من الرواد الأوائل الذين تعلق بهم معظم الشعب المصرى بجميع طوائفه.

ما أبرز المحطات أو الشبكات التى تركت بصمة فى تاريخ الإذاعة؟

تعد إذاعة صوت العرب من أهم الإذاعات، حيث فى فترة الخمسينيات قامت بدور بارز فى ثورات التحرير للكثير من الدول مثل الجزائر واليمن وتونس والمغرب وسوريا ودول أمريكا اللاتينية وبعض الدول فى آسيا، كما أن الإذاعة المصرية كان لها دور بارز فى شحذ الهمم وتعريف الناس بأهمية المصانع التى أنشئت فى هذه الفترة لدعم الاقتصاد المصري، مثل مصانع الحديد والصلب والسيارات والألومنيوم، إلى جانب مشروع السد العالي.

«الجمهورية الجديدة» تواجه تحديات كثيرة خاصة فيما يتعلق بقضايا الوعي، ما الذى يمكن أن تقدمه الإذاعة المصرية فى نشر الوعى وتثقيف الرأى العام؟

نحن تخطينا مرحلة «التوجيه»، ومصر الآن تعيش معطيات عصر مختلف من خلال التطور التكنولوجى الذى يشهده العالم الذى أصبح قرية صغيرة، وبالطبع دور الإذاعة لابد وأن يتماشى مع معطيات هذا العصر ، ودائما أكرر أن «الصناعات الثقيلة ليست الحديد والصلب أو الأسمنت أو الألومنيوم» بل هى الاستقرار والأمن، وهذا ما يقدمه الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ عام 2014 حتى الآن، والأمثلة كثيرة، ودور الإذاعة الآن يتمثل فى أن تصل إلى كل القرى والنجوع والمراكز والمحافظات لتعريف الناس بخطط التنمية وبالإنجازات التى تحدث على أرض الواقع، وأذكر أن الرئيس السيسى طلب أن يكون معه إعلام الرئيس جمال عبد الناصر لإيمانه الكامل بأن كل ما يقدمه الرئيس من مشروعات تنموية واقتصادية واستثمارية لا بد أن يصل للشعب من خلال البرامج والأغانى والمسلسلات، لأن هذه الوسائل تصل إلى الناس بشكل أسرع، وأزعم أن الإذاعة المصرية لديها رصيد كبير لدى الشعب المصرى خلاف أى وسيلة إعلامية أخرى، فالصوت عامل مؤثر جدًا ويصل إلى القلب بسهولة.

ما طبيعة مشروع إحياء تراث ماسبيرو؟

تمتلك الإذاعة أكثر من 425 ألف شريط وأكثر من 30 ألف اسطوانة و30 ألفCD، وهذه كمية مهولة من الشرائط والوثائق غير مسبوقة منذ عام 1934 وحتى الآن نقلنا حوالى 30 فى المائة على «الهاردات»، ولكى نستخدم هذه الكنوز كان لا بد من إنشاء إذاعة متخصصة، وبالفعل سنطلق خلال أيام إذاعة «دراما fm»، ويرجع هذا الفضل لرئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، الذى تحمس لهذه الفكرة ومنحنا كل الصلاحيات المتاحة بما يليق باسم وتاريخ هذا المبنى العريق ماسبيرو، فمن غير المعقول أن تمتلك الإذاعة كل هذا الكم من العمل الدرامى الإذاعى الذى شارك فيه كل عظماء مصر من الفنانين والفنانات والمطربين دون أن يستمتع جمهور الإذاعة بهذا التراث والكنوز الإذاعية الذى تمتلكها مصر دون غيرها من الدول.

لكن إذاعة ماسبيرو FM كانت موجودة قبل ذلك وأغلقت، ما الداعى لتكرار التجربة؟

بالفعل كانت موجودة وأغلقت لأنه فى وقت ما لم يكن لدينا فريق عمل مؤهل لإدارتها بشكل يليق بطبيعة المرحلة، وقريبا سنطلقها فى ثوبها الجديد بعد تجهيزها جيدا لتعمل معا بجانب إذاعة دراما FM التى أعددنا لها جيدا ووفرنا لها 18 زميلا، وقريبا سيكون لهم مكافآت لتشجيعهم وتحفيزهم على العمل.

ما الخطة المستقبلية للإذاعة خلال المرحلة المقبلة؟

المرحلة المقبلة من أهم المراحل وهى متعلقة بـ«الاستمرارية» فى أداء أدوارنا التثقيفية والتنويرية والتوعوية وسنزيد من جرعات الثقافة مع تغيير فى خطط الشرائح والجمهور المستهدف حتى نصل إلى الـ60 فى المائة من سكان مصر وهم الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعى التى سيطرت بشكل كامل على معظم عقول الشباب حول هذا العالم الافتراضي، أما شبكات ومحطات الإذاعة فلها جمهورها المنتشر فى كل أنحاء المعمورة.

لكننا لكى نصل إلى الشباب نحتاج الاستعانة بفكر شبابى فى تقديم المحتوى البرامجى الإذاعي.. تعقيبك؟

بالفعل بدأنا الاستعانة بشباب الجامعات فى تقديم برامج على إذاعة الشرق الأوسط، وخلال المرحلة المقبلة ستتم الاستعانة بمجموعة كبيرة من الشباب لتقديم البرامج على الشبكات والمحطات الإذاعية الأخرى.