بقلم : محمد سعد
جمعت بينهما صفات وأشياء كثيرة بدأت بالاسم ذاته فقد كانا اسما على مسمى، فكلاهما كان خير صديق وسمير أو كما يقال صاحب صاحبه وقد جمعتهما صداقة عمر وعشق للفن والكثير من الصفات الشخصية ولم لا وهما مواليد نفس البرج «الجدى» حيث ولد سمير صبرى فى ٢٧ ديسمبر عام ١٩٣٦ بينما ولد سمير غانم فى ١٥ يناير ١٩٣٧ فتميزا بالطيبة الشديدة والطموح والتواضع والشعور دائما بالرضا والسعادة؛ وقد جمعهما عشق الفن وشاركا فى عدد من الأفلام التى حققت نجاحا كبيرا وصلت لأكثر من 30 فيلما منها : «أهلا يا كابتن»، «العيال الطيبين»، و«أقتل مراتى ولك تحياتي» و«13 كدبة وكدبة»، «جنس ناعم»، «شفاه لا تعرف الكذب «شبان هذه الأيام»، «بنت اسمها محمود»، «عالم عيال عيال»، «سيقان في الوحل»، «فى الصيف لازم نحب»، «الأحضان الدافئة، «لسنا ملائكة»، «30 يوم فى السجن»، «شباب مجنون جداً»، «إضراب الشحاتين».. وغيرها .
عن الصداقة القوية التي جمعت بينهما قال لى الفنان الراحل سمير صبرى فى لقاء أجريته معه بعد ندوة تكريم سمير غانم فى مهرجان القاهرة السينمائى: «يجمعنى بسمير غانم شواطىء الإسكندرية وعشقنا لبلدنا وللفن وحلمنا أن نصبح مثل كبار النجوم الذين كانت صورهم تزين أفيشات الأفلام .
وأضاف سمير صبرى.. اشتغلنا مع بعض أكثر من 30 فيلما.. منها: «أهلا يا كابتن.. أحضان دافئة.. فى الصيف لازم نحب»، الذى صورناه بالكامل على شاطئ الإسكندرية ولى معه ذكريات كثيرة جميلة .
وعن تألق سمير غانم فى الكوميديا قال: ذات مرة سألت الأستاذ فؤاد المهندس من يضحكك بعد نجيب الريحاني فقال سمير غانم وأعتقد أن سر نجاحه يكمن فى تلقائيته والغريب أن أى ممثل كوميدى فى حياته الخاصة لا يضحك لكن مع سمير غانم تضحك وتشعر أنك «عايش» سافرنا مع بعض كثيرا وجمعنا نفس المرض».
وقد ظل كلاهما يعمل حتى آخر العمر فقد شارك سمير غانم فى مسرحية «الزهر لما يلعب» التى قدمها خلال عام ٢٠٢٠، وشارك فى بطولتها معه شيرين، وإيمان السيد، وإيمى طلعت زكريا، وطارق الإبيارى، ورضا حامد، حيث تعد المسرحية التجربة الإخراجية الأولى للفنان طارق الإبيارى، ومن تأليف الكاتب المسرحى الكبير أحمد الإبيارى فى تعاونه المسرحى السابع مع الفنان سمير غانم.
ولولا وفاته كان سيعاد عرضها مرة أخرى عام 2021.
أما سمير صبرى فقد قدم آخر أعماله فى السينما 2) طلعت حرب» والذى عرض فى المسابقة الرسمية لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية فى دورته الحادية عشرة، وحصل على جائزة مؤسسة شباب الفنانين المستقلين (لمنظمة للمهرجان) كأفضل فيلم، ونوهت لجنة التحكيم بأداء الفنان سمير صبرى ضيف شرف الفيلم، كأحسن ممثل وبعدها انطلق عرضه على إحدى المنصات الرقمية؛ الفيلم تأليف هانزادة فكرى وإخراج مجدى أحمد على، بطولة: سمير صبرى، محمود قابيل، عبير صبرى، أحمد مجدى، سهر الصايغ، شريف دسوقى، ياسمين الخطيب، على صبحى، جنا سليم، عمر زهران، رحاب حسين، ميرت عمر الحريرى، ودارت أحداثه فى إطار اجتماعى سياسى، فى شارع طلعت حرب عبر شقة سكنية، تطل على ميدان التحرير بمصر، ويستعرض الفيلم أربع حكايات مختلفة على مدار فترة زمنية طويلة.
ويشاء القدر أن يجمعهما أيضا يوم وفاة واحد فقد رحل سمير صبرى فى نفس يوم وفاة صديق عمره سمير غانم فى 20 مايو ولكن بعد عام واحد من رحيله .
رحمهما الله بقدر ما أمتعانا بأعمالهما الفنية الجميلة.