السبت 27 ابريل 2024

قوة مصر الناعمة (3) ...مسرح مصر الآن

31-7-2022 | 15:26

 

كنت قد تناولت فى المقال السابق نشأة ومراحل تطور المسرح المصرى، وفى هذا المقال نستعرض حال المسرح المصرى الآن، وهل يليق بدولة بحجم مصر وتاريخها المسرحى المضىء؟

والحقيقة أن مسرح الدولة شهد فى الفترة الأخيرة طفرة ملحوظة على مستوى العروض التى تقدم من حيث الكم والأفكار التى تقدم وإن كان معظمها إعادة تقديم لأفكار قدمت من قبل فى السينما، مثل «الحفيد» التى تقدم حالياً على المسرح القومى برئاسة الفنان إيهاب فهمى، الذى استطاع أن يعيد للمسرح رونقه وبريقه.

المسرحية تقوم ببطولتها النجمة لوسى وتحمل رؤية جديدة لروايتى «أم العروسة» و«الحفيد» لعبد الحميد جودة السحار واللتين تم تحويلهما لفيلمين سينماييين.

 أما مسرحية «سيد درويش» التى تقدم على مسرح البالون ويقوم ببطولتها محمد عادل، ولقاء سويدان فهى تقدم لمحات من سيرة حياة «موسيقار الشعب» سيد درويش، التى تم تقديمها من قبل سينمائياً ومسرحياً أيضاً، وكذلك عرض «ألمظ وعبده الحامولى» بطولة مروة ناجى ووائل الفشنى، هذه الأعمال وغيرها تؤكد أن لدينا أزمة فى النصوص المسرحية وأن المسرح المصرى يحتاج لضخ دماء جديدة فى شرايينه لتقديم أفكار مبتكرة لم يسبق تقديمها من قبل، وقد يكون الهدف من إعادة تقديم هذه الأفكار التى حققت نجاحاً سينمائياً استثمار هذا النجاح وتحقيق النجاح السهل، ولكن على أية حال أستطيع أن أقول إن هناك حالة حراك ملحوظة فى المسرح التابع للدولة فى ظل رئاسة الوزيرة النشيطة دكتورة إيناس عبد الدايم لوزارة الثقافة، فهى تعطى كل الدعم لمسارح الدولة المختلفة، أما فى مسرح القطاع الخاص فقد غابت الفرق الكبرى التى كانت تميز أعمال كبار نجوم المسرح مثل عادل إمام وسمير غانم وسعيد صالح وسهير البابلى وغيرهم، وبإستثناء مسرح محمد صبحى الذى يقدم الفكر الجاد بالإضافة للمتعة والتسلية .

وعلى جانب آخر هناك محاولات ناجحة من المخرج والمنتج مجدى الهوارى لتقديم أفكار جديدة خارج الصندوق للمسرح المصرى بعروض تحمل قدراً كبيراً من المتعة البصرية من خلال الإبهار فى الملابس والديكورات والإضاءة وغيرها، ويقوم ببطولتها عدد من كبار النجوم مثل «ليلة من ألف ليلة وليلة» ليحيى الفخرانى ومعه عدد من الشباب و«علاء الدين» لأحمد عز، وهذه المسرحيات تحمل أفكاراً مهمة.

 ‏أما المخرج محسن رزق فله تجربة مهمة فى مجال مسرح الطفل والعائلة، حيث قدم عدداً من العروض المسرحية من إنتاج الفنانة مروة عبد المنعم وقامت ببطولتها أيضاً، وهى «ريبونزيل» ومن قبلها «أليس فى بلاد العجائب» و«سنو وايت» وهى عروض أيضاً مأخوذة من الأدب والمسرح العالمى، مما يؤكد أننا نعانى من قلة النصوص المسرحية المصرية الجيدة.. فهل نضب التراث المصرى من الشخصيات والنماذج الإيجابية التى تصلح لتقديمها لأطفالنا؟!

 ‏وبين الحين والآخر يطل علينا نجم بعرض مسرحى جديد مثل هانى رمزى الذى استغل أيضاً نجاح شخصية «أبو العربى» التى قدمها فى السينما بفيلم يحمل نفس الاسم وأعاد تقديمها من خلال مسرحية «أبو العربى»، التى شاركته بطولتها داليا البحيرى.

 ‏ومع انطلاق موسم الرياض وموسم جدة ظهرت بعض العروض المسرحية التى أنتجت خصيصاً للعرض هناك حتى أنها لم تعرض فى مصر، منها عروض لمحمد سعد ومحمد هنيدى وغيرهما.

 ‏ولكن لابد من أن أكرر السؤال الذى بدأت به

 ‏هل ما يقدم حالياً من عروض يليق بتاريخ ومكانة المسرح المصرى؟

 ‏الإجابة بالتأكيد لا.

 ‏إذن ما المطلوب؟

 ‏مطلوب البحث عن مؤلفين جدد وتقديم أفكار جديدة وجريئة تسطيع جذب الجمهور لها.

مطلوب جذب عدد أكبر من النجوم للمشاركة فى العروض المسرحية من أجل جذب جمهورهم لحضور مسرحياتهم.

‏مطلوب أن يكون المسرح للجميع، القادر وغير القادر مادياً، لأن المسرح يستطيع أن يؤثر ويغير للأفضل أو كما قال الكاتب الكبير ويليام شكسبير «أعطنى مسرحاً أعطك شعباً عظيماً».