الأربعاء 29 مايو 2024

عروض كاملة العدد .." عمان السينمائي" تطور يواكب السينما الأردنية

مهرجان عمان السينمائي الدولي

1-8-2022 | 19:56

محمد نبيل

 

شهدت العاصمة الأردنية عمان على مدار الأيام الماضية الطبعة الثالثة من مهرجان عمان السينمائي الدولي، والذي استقطب عددا كبيرا من الجمهور من مختلف المناطق لمشاهدة نخبة من أفضل الأفلام العربية التي انتجت مؤخرا، وحظيت البرمجة على ثناء الحضور من صناع السينما، فالميزة الأساسية لهذا المهرجان تركيزه على الأعمال الأولى، حيث إن المهرجان هو الأوَّل من نوعه الذي يسلط الضوء على الإنجازات الأولى في صناعة الأفلام، وهو الأمر الذي يشكل مساحة رحبة للأصوات السينمائية الواعدة في التعبير عن أفكارهم ومشاركتها مع الجمهور.

يهدف مهرجان عمـّان السينمائي الدولي – أول فيلم إلى إحداث حراك إبداعي بين المخرجين والمشاهير وعشاق السينما على اختلافاتهم، من خلال تقديم أفلام عالية الجودة بغض النظر عن عائدات شبـّاك التذاكر، واختار المهرجان «الفيلم الأول، الحب الأول» كموضوع فني لهذه الطبعة، لكونه أحد المهرجانات الدولية القليلة في العالم والوحيد في العالم العربي الذي يركز بالكامل على الأفلام الأولى من نوعها، فإن الأعمال الفنية لهذا العام تحمل رؤية المهرجان وحبه للإنجازات لأول مرة.

برنامج أفلام متنوع

ويتضمن جدول المهرجان ٥٢ فيلماً من إنتاج أو إنتاج مشترك من ٢٩دولة، منها الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة العربية والعالمية والأفلام العربية القصيرة. وقد تم تنسيق التشكيلة الفريدة من نوعها بعناية من ضمن مئات الطلبات المقدمة، مما يتيح للجمهور فرصة مشاهدة أفلام قد لا تصل إلى دور العرض التجارية في الأردن، جميع هذه الأفلام من ٢٠٢١ و٢٠٢٢ تتنافس في أربع فئات مختلفة ويحصل الفائزون على جائزة السوسنة السوداء بالإضافة إلى جوائز نقدية.

عريب زعيتر، مديرة قسم البرمجة في المهرجان، تقول: «كانت مهمتنا صعبة في انتقاء أفلام الدورة الثالثة للمهرجان، فصناع الأفلام ذوي الأعمال الأولى ينهضون بقوة بأصواتهم ويسردون قصصاً تعبـّر عن واقعهم وآرائهم، في هذه الدورة، اشتدت المنافسة بين الطلبات المقدمة مقارنةً بالعام الماضي، عملنا بجد في انتقاء قائمة أفضل الأفلام وأكثرها قوة وتأثيرا من ضمن الطلبات المقدمة، أضف إلى ذلك دقة المواضيع المختارة وكفاءة صناع الأفلام المشاركين».

ومن بين أبرز الأفلام المشاركة بالمهرجان :

«قدحة» من إخراج أنيس الأسود (تونس)

«كوستا برافا» من إخراج مونيا عقل (لبنان)

«بنات عبدالرحمن» من إخراج زيد أبو حمدان (الأردن)

«فرحة» من إخراج دارين ج. سلام (الأردن)

«غدوة» من إخراج ظافر العابدين (تونس)

«سعاد» من إخراج آيتن أمين (مصر)

«سولا» من إخراج صلاح أسعد (الجزائر)

«أطياف» من إخراج مهدي هميلي (تونس)

وفي المسابقة الوثائقية:

«السجناء الزرق» من إخراج زينة دكاش (لبنان)

«فياسكو» من إخراج نيكولا خوري (لبنان)

بخلاف مجموعة منتاه من الأفلام القصيرة تمثل مختلف الإتجاهات السينمائية العربية.

أيام عمان لصناع الأفلام

على هامش المهرجان كذلك، عقدت مجموعة من الورشات والنقاشات، منها يوم بيئي - سينمائي، يركز على «سرديات البيئة»، وخصوصا أزمة المياه، ويعرض مجموعة من التجارب السردية التي ركزت على هذا الموضوع، وأكثر من ندوة حول تحديات صناعة الفيلم الأول، بحضور عشرات الأسماء من خارج الأردن، أتاحت الفرصة للجمهور في الأردن لقاء صانعي الأفلام والممثلين والممثلات والمنتجين وموزعي الأفلام وغيرهم. ومن بين الضيوف.

على جانب آخر ساهمت المنصة في توفير جوائز لمشاريع أفلام من داخل وخارج الأردن والإستفادة من حزمة من المزايا المادية والعينية لتقديم مخرجي السينما الشباب أفلامهم بحرية، كما أتاحت هذه الأيام فرصا عديدة للتشبيك بين صناع الأفلام والمنتجين والموزعين من المنطقة والعالم، وأقيمت في ثلاثة من أكثر المناطق شعبية في عمان، تشمل المواقع سينما تاج في عبدون، والمسرح المفتوح في الهيئة الملكية للأفلام (RFC) في جبل عمان، وسينما Drive-in الأكثر حداثة في منطقة العبدلي التي تم بناؤها خصيصا من قبل المهرجان كل عام.

وتختار لجان تحكيم دولية أفضل فيلم عربي روائي طويل وأفضل فيلم عربي وثائقي طويلة وأفضل فيلم عربي قصير. في حين يختار الجمهور فيلمه الدولي المفضل لمخرج في عمله الأول. تحصل جميع الأفلام الفائزة على جوائز نقدية.

حضور مصري مميز

شارك الوفد المصري في مختلف فعاليات المهرجان وأقسامه، وأدار النقاد رامي عبد الرازق، أحمد شوقي، ندوات ومناقشات بحثية هامة، كما شاركت المخرجة نادين خان في لجنة تحكيم المسابقة العربية الطويلة، واحتفى المهرجان بالمخرج يسري نصر الله هذا العام ضمن قسم الأول والأحدث، وهو قسم غير تنافسي لصانعي أفلام مخضرمين، ويسلط الضوء على أعمالهم وعلى التغيرات في أسلوبهم لصناعة الأفلام على مر السنين.

وتطرقت الندوة لأفلام يسري نصر الله في رحلة تبدأ بفيلمه الأول، للاطلاع على التجارب التي أثرت في لغته السينمائية، وصولاً إلى أحدث إنتاجاته. يشاطر المخرج معرفته وخبراته والدروس التي اكتسبها في مشواره السينمائي ويستعرض التحديات التي ساهمت في نضوج عمله كمخرج.