الأربعاء 24 ابريل 2024

سميرة عبدالعزيز: سعيدة بلقب «أم العظماء»

سميرة عبد العزيز

25-8-2022 | 11:53

أميمـة أحمـد

فنانة من العيار الثقيل، دائماً ما تحمل أعمالها أهدافاً وقيماً عظيمة، صاحبة تاريخ فنى كبير يناهز النصف قرن من الزمان، لها فى الإذاعة بصمتها، وعلى خشبة المسرح تملك العالم، وفى التليفزيون هى «أم العظماء»، واليوم تظهر فى شخصية الجدة «زينات»، ضمن أحداث مسلسل «وسط البلد»، تلك المرأة الصعيدية الحازمة وصاحبة القلب الحنون والعقل الراجح فى ذات الوقت.

إنها الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز، التى التقتها «الكواكب» وكان لنا معها هذا الحوار من القلب، لتفصح لنا عن مشاركتها الأخيرة فى مسلسل «وسط البلد»، وأهم ما لفت انتباهها وجذبها لتقديمه، كما تحدثت عن بدايتها المسرحية وكيف أثار نجاحها غيرة البعض وقتها، واستعدادها لعمل مسرحى جديد مع النجم محمد صبحى، وغيرها من التفاصيل فى الحوار التالى...

بداية نتحدث عن مسلسلكِ الأخير «وسط البلد» الذى حقق نجاحاً كبيراً.. ما الذى جذبك للاشتراك به؟

منذ الوهلة الأولى لقراءة السيناريو علمت أنى بصدد عمل مهم ورائع، وذكرنى بمسلسل «عائلة مرزوق أفندى»، فهو مسلسل عائلى يهتم بمشاكل عائلة كاملة، سواء الأب أو الأم أو الأولاد، وحتى الجيران، فهو مسلسل مناسب جداً لمجتمعنا وأنا سعيدة جداً به.

قدمتِ شخصية «زينات» الجدة الحنونة وأيضاً الحازمة فى آن واحد.. كيف رأيتِ «زينات» من وجهة نظركِ.. وهل كانت هناك استعدادات خاصة لها؟

حقيقة بداية تحمسى لزينات أنها الجدة الصعيدية، وهى الوحيدة الصعيدية بهم، والتى احتفظت بلغتها الأم، فعرفت أن من وراء لهجتها رسالة ولم تكن لهجتها الصعيدية دون هدف بالمسلسل، فالمؤلف يريد أن يقول إن أساس أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا من الصعيد، فهم مازالوا متمسكين بالعادات والتقاليد إلى الآن، وقد سعدت جداً بالشخصية التى تتصف بالحزم ومع ذلك فهى الجدة التى يلجأ لها الجميع فى مشاكلهم بسبب رأيها الصائب، على الرغم من أنها صعيدية أصيلة.

أما بالنسبة للاستعدادات الخاصة، فلم تكن هناك استعدادات معينة، سوى وجود شخص متخصص لهجات صعيدى دائماً معى أثناء التصوير حتى تكون اللهجة صحيحة.

 

مسلسل «وسط البلد» اجتماعى يدور حول مشاكل الأسرة المصرية وقدم العديد من الرسائل المهمة.. برأيك ما أهم الرسائل التى قدمها؟

أهم ما لفت نظرى فى كل القضايا التى ناقشها المسلسل هى علاقة الأبناء بالأم والأب، فحالياً الشباب لا يسمعون إلا أنفسهم، ولا يقتنعون إلا برأيهم، ومعتقدون أنهم أصبحوا كباراً ويستطيعون الاعتماد على ذواتهم والاستغناء عن رأى الكبار، ولكن المسلسل أراد أن يثبت عكس ذلك، وأن يعود الأبناء الى صوابهم عن طريق استشارة الأب والأم ومناقشتهم.. وعلى الأب أيضاً أن يتابع أولاده فى شئونهم وعلاقاتهم، وتقديم النصيحة لهم، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة للمجتمع حتى نربى النشء بشكل سوى.

هناك الكثير من المسلسلات الاجتماعية التى عاشت لسنوات وما زالت.. هل تتوقعين ذلك أيضاً لمسلسل «وسط البلد»؟

بالطبع، فهذا المسلسل مكون من 200 حلقة، ناقشنا من خلالها العديد من القضايا المتنوعة التى تهم كل بيت مصرى، واستطاع المسلسل أن يتحدث فى كثير من المشكلات المجتمعية، التى لا يخلو منها بيت فى المجتمع.

هل طول المسلسل وامتداده عبر 200 حلقة أوجد لديكِ مخاوف خصوصاً فى ظل انتشار الدراما القصيرة؟

التخوف كان موجوداً، ولكن ليس بسبب طول المسلسل، بل كان موجوداً خشية تكرار القضايا، ولكن هذا لم يحدث، فقد قام بتأليف العمل أكثر من مؤلف وليس شخصاً واحد، بإشراف شخص واحد، وكل واحد من هؤلاء المؤلفين تطرق لمناقشة مشاكل مختلفة، فلم يحدث أى تكرار للأحداث أو ملل، وجميعها مشاكل جديدة حتى الآن.

نعرف جميعاً حرصكِ فى اختيار السيناريو والعبارات الموجودة به.. عندما قرأتِ سيناريو «وسط البلد» هل كانت لكِ بعض التعديلات عليه؟

لا، فلم أعترض عليه إطلاقاً، بل أحببته من كل قلبى، وكما قلت من قبل شعرت بأننى فى أيام مسلسل «عائلة مرزوق أفندى» الذى كنا نشاهده عندما كنا صغاراً، فهو كان مسلسلاً إذاعياً يناقش مشاكل الأسرة، وظل يعرض لفترة طويلة جداً، فشعرت أن مسلسل «وسط البلد» هو عائلة مرزوق أفندى الجديدة الذى لطالما أحببته، وكنت سعيدة جداً أن المسلسل عرض مشاكل كثيرة مختلفة سواء بين الأم والأب أو الأولاد والأخوات وأيضاً مشاكل الميراث بين الأخوة، وكلها مشاكل حياتية نعيش بها الآن.

قدمتِ دور الأم فى الكثير من الأعمال المهمة جداً حتى لقبتِ بـ«أم العظماء».. ما وقع هذا اللقب على قلبك؟

أنا حرفياً سعيدة به جداً جداً، فأنا قدمت دور الأم لخمسة أئمة وقدمت أيضاً دور أم كوكب الشرق، أم كلثوم وأم عبدالوهاب، فقلت أنا كل أولادى عظماء بالفعل، وعندما أُطلق عليّ هذا اللقب كنت فى غاية السعادة.

قدمتِ دور الأم بجميع أشكالها.. ما أقربهم لقلبك؟

أحبب جداً دورى فى مسلسل أم كلثوم، وتجسيدى لدور أمها، خاصة أن دورى بالمسلسل كان إيجابياً جداً فى ظهورها ونجاحها، فكنت سعيدة بهذا الدور جداً.

نعرف جميعاً أن لكِ معايير خاصة لاختيار أدواركِ.. ما هى؟

أختار كل دور من أدوارى على حسب تصديق قلبى له، فعندما أقرأ الدور وأشعر بصدقه بداخلى أوافق عليه، ولكن أحياناً تعرض عليّ سيناريوهات يكون الكلام بها غريباً لا يناسبنى، فأرفضه قطعاً.

معظم أعمالكِ تدور حول الحنان والاحتواء.. هل هناك دور مازلتِ تتمنين تقديمه؟

لا، فأنا كل أدوارى كانت قريبة من قلبى، حيث قدمت كثيراً من الأدوار المهمة، سواء كنت بها غنية أو فقيرة أو شديدة أو العكس، فقد مر عليّ الكثير من الأدوار.

ما بين الإذاعة والمسرح والتليفزيون.. أيهم الأقرب لقلب الفنانة سميرة عبدالعزيز؟

جميعهم، فأنا قدمت فى الإذاعة برنامج «قال الفيلسوف»، الذى استمر لسنوات طوال، وأكون فى منتهى السعادة إلى الآن عندما يقال لى من شخص إنه تعلم اللغة العربية ونطقها الصحيح من خلال البرنامج، ولكن الأقرب لقلبى هو المسرح فأنا عاشقة له، وأشعر عند وقوفى على خشبته بأننى أمتلك العالم كله، ثم الإذاعة؛ لأننى بدأت العمل الفنى من خلالها فكنت فى الجامعة، وقدمت مسرحية ناجحة ورآها الفنان كرم مطاوع رحمة الله عليه، وعجبته حينها فطلب منى الذهاب معه إلى القاهرة، ولم أكن أحلم بذلك، وقال لى إنه يقدم مسرحية على المسرح القومى لعبد الرحمن الشرقاوى، ويريد أن أكون البطلة، فذهبت إلى المسرح القومى، وكانت تلك المسألة لها وقع كبير على كثير من الفنانات اللائي لم يعجبهن أن أكون البطلة، لكن الفنانة الكبيرة سميحة أيوب تصدت لهن، وكانت مصدر دعم كبير لى، ومن وقتها ونحن أصدقاء جداً، وهى صديقة عمرى.

وفى نفس الوقت كنت أعمل فى إذاعة الإسكندرية، فقلت لحافظ عبدالوهاب وكان مدير إذاعة الإسكندرية حينها، أريد أن أنتقل إلى إذاعة القاهرة بسبب عملى فى المسرح، فأرسل لهم فى إذاعة القاهرة خطاباً يقول فيه عنى «أهديك صوتاً جميلاً ومثقفاً»، فسألونى ماذا يعنى «صوت مثقف»، فقلت لهم إننى أجيد اللغة العربية، وعملت فى أكثر من برنامج باللغة العربية، فأرسلونى إلى البرامج الثقافية وقتها، ومن ثم انتقلت إلى برنامج «قال الفيلسوف»، الذى استمر لأربعين سنة.

ما الجديد لكِ فى الفترة المقبلة؟

مازلت أصور فى مسلسل «وسط البلد»، فلم أنتهِ منه بشكل كامل، كما أستعد حالياً لعمل مسرحى كوميدى راقٍ جداً مع الفنان محمد صبحى، بعنوان «عائلة اتعمل لها بلوك».