يبقى الصدام بين «حرية الإبداع» من جهة و«القيم والذوق العام» من جهة أخرى.. فهل دور الفن والإبداع هو تقديم كل مضمون أيا كان.. أم أن دوره الارتقاء بالقيم والذوق العام وتصدير نماذج إيجابية من الواقع؟.. تحدث إلينا في هذا الاتجاه المخرج الكبير عمر العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية..
هناك دائما جدل حول حرية الإبداع والدور الذى يؤديه المبدع بل ويقدمه العمل الفنى فكيف ترى الأمر؟
بالطبع كلنا مع حرية الإبداع، ولكن لابد أن يكون بداخل المبدع ردار، وكذلك بداخل المشاهد، ينبغى على المشاهد أن يسال نفسه ماذا يريد أن يرى على الشاشة، وأعرف أنه اختلفت الآراء حول بعض الأعمال الفنية ولكنى بشكل عام ضد الهجوم على الفنانين من الأساس، فعلى سبيبل المثال أرى بعض المشاهد في التلفزيون كانت غير مقبولة عن مشاهد السينما بمراحل، لانك حين تقوم بعمل فيلم مصري تتوجه للرقابة المصرية، فهناك سيطرة على السينما إلى حد ما كما أن أغلب المسلسلات تعرض حلقاتها الأخيرة في رمضان على الهواء بعد تصويرها بساعات فالخطورة أصحبت تأتي من التليفزيون وليس السينما رغم الدور الذي تقوم به الجهات الإعلامية المعنية بهذا.
فكرة «حرية الإبداع» دائما تصطدم مع الذوق العام.. كيف يمكن حل هذه المعادلة الصعبة؟
بداخل كل مخرج أو فنان لابد أن يكون هناك رقابته التى تربى عليها، لا يمكن أن تكون هناك حرية إبداع بلا رقابة في مجتمع نسبة الأمية فيها عالية ، لذلك أنا مع الرقابة قلبا وقالبا.
وكيف يساهم الفن في الارتقاء بالذوق العام في وجهة نظرك؟
أن تكون الأعمال نابعة من داخلنا.. تعبر عنا.. تشبهنا.. تقترب من ظروفنا وهمومنا وتلمس واقعنا.. للأسف بعض الأعمال الدرامية ما بين الكومباوندات وكأن كل سكان مصر «عايشين في كومباوندات وفيلل وقصور وكأنهم في كوكب آخر أو تجد على الجانب الآخر حواري منحدرة ، فأين الطبقة المتوسطة في أعمالنا الدرامية.. أتذكر فيلم في بيتنا رجل مثلا .. تجد فيه العائلة المصرية «ناس شبهنا» في كل شىء.. هذه الطبقة المتوسطة أصبحت غائبة تماما عن الدراما، رغم نسبتهم العالية.
ولكن هناك أيضا أعمال «موازية» اجتماعية ووطنية وغيرها تم عرضها مؤخرا.. كيف تقيم وجودها على الساحة؟
يعجبنى وجود مثل هذه الاعمال التى تشبهنا.. على سبيل المثال مسلسل أبو العروسة بأجزائه المتنوعة، وكذلك تجارب المسلسلات الوطنية التى لاقت نجاحا كبيرا مثل «الاختيار» وهجمة مرتدة» وغيرها، وهذا هو اتجاه الدولة.. أن تقدم أعمالا تعزز الإنتماء لبلدنا.. وأتمنى أن نستمر في تقديم هذه الأعمال التى لاقت قبولا ونجاحا حتى يرتقي الذوق العام بشكل أكبر.
وما هى نوعية الأعمال الأخرى الغائبة التى تتمنى عودتها إلى الساحة؟
أتمنى أن نعود في رمضان مثلا إلى تقديم الاعمال الدينية والتاريخية، فالجيل الجديد للأسف لم يشاهد مثل هذه الأعمال، وهذا خطر جدا، علما بأن الأعمال الدينية والتاريخية تباع بشكل جيد جدا، وأذكر مسلسل «محمد رسول الله» الذي عرض عام 1993 وشاهده الملايين.. وحقق نجاحا كبيرا وقتها رغم أن التنفيذ كان بدائيا جدا في هذه الفترة، ما بالك الآن بالتقنيات الحديثة والامكانيات المتطورة بالتأكيد ستكون أعمالا ناجحة جدا ولكن يتحمس لها المنتجون.
ماذا عن مشروعاتك الجديدة؟
لديّ مشروعات كثيرة، فأنا لم أخرج منذ 2012، واستغليت تلك الفترة في تحضير ورقي كي أصبح جاهزًا للعودة للإخراج من جديد، وأنا لن أعود للساحة الإخراجية إلا عندما يعود زملائي الكِبار مرة أخرى، كي لا يُقال إنني عُدت لأني رئيس اتحاد النقابات.