الجمعة 19 ابريل 2024

تسلية وفبركة برامج المقالب فى عيون الجمهور والفنانين

برامج المقالب

7-12-2022 | 15:59

موسى صبري
برامج الكاميرا الخفية والمقالب هى نوع من البرامج الفكاهية التى يقوم فيها طاقم البرنامج بوضع الأشخاص فى مواقف غير محتملة، على اعتبار أنه موقف واقعى وغير مفتعل، مع تصويرهم دون علمهم وعرض ردود أفعالهم أمام المشاهدين، وغالباً ما تتسم تلك البرامج بالطابع المرح والفكاهى، بما تسفر عنه من ردود أفعال طريفة، ولكن ردود الأفعال قد تكون أحياناً غريبة أو مفاجئة أو حتى عنيفة تجاه من ينفذ المقلب. ومع استقطاب هذه النوعية من البرامج للجمهور عبر السنين، تم إنتاج عدد ضخم منها، وهو ما استثمره صناعها فى جذب الإعلانات. ويأتى على رأس تلك البرامج فى السنوات الأخيرة، ما يقدمه رامز جلال، من برنامجه «رامز عقله طار»، وغيره من البرامج مثل «كريزى تاكسى ٣» و«خمس نجوم»، ولكن زيادة تلك البرامج ساهمت أحيانا فى زيادة العنف وعدم احترام الغير وأمور كثيرة. فى هذا التحقيق تفتح «الكواكب» صفحاتها، لعدد من النجوم ممن يكونون هدفاً لتلك البرامج، وبعض المتخصصين والنقاد، وكذلك الجمهور ليكشفوا لنا رأيهم فى هذا الموضوع عبر التحقيق التالي... تقول الفنانة إلهام شاهين: كل فنان حر فى تصرفاته طالما لا تؤذى الغير ولا يعرض أحداً للتجريح، وهناك برامج تقدم بشكل إنسانى تعجبنى، وفى الوقت نفسه نحن لا نقبل التقليل من الغير لمجرد الظهور فى هذه البرامج. وأضافت: أنا بطبعى لا أميل إلى نوعية برامج المقالب، لكن ظهورى مع هانى رمزى جاء على سبيل الضحك؛ لأنه لا يتعمد التقليل من الضيف، وبرامجه ليست بها مخاطرة على الفنان، كما أن الجمهور يحبها ويتابعها. ويقول الفنان على ربيع: دعنا نتفق أن هذه النوعية من البرامج مادة مسلية للجمهور فى رمضان، ولكنى لا أحب الظهور بها مهما كانت الإغراءات المادية التى تعرض عليّ، وعن ظهورى فى برنامج «١٠٠ ريختر» فقد كان مقلباً حقيقياً، وطبيعة البرنامج فى الراديو تجعل من الصعب اكتشاف حقيقة الأمر، ويتم تنفيذ المقلب بسهولة، أما إذا علمت بحقيقة الأمر فلا أقبل؛ لأننى لا أميل لها، ولكن ربنا يستر علينا إذا حدث ذلك بدون علمنا؛ لأن الموضوع قد يكون مدبراً بشكل احترافى، ولا نعلم أنه مقلب، إلا فى النهاية. ويقول الفنان محمد نجاتى: هذه البرامج أصبحت ظاهرة غريبة مع تفاقم وفجاجة أسلوب العرض فى بعض الأحيان، ولكن كل فنان حر فى تصرفاته، وعن نفسى أرفض الظهور فيها مهما كانت الإغراءات المادية لما تمثله من تقليل للضيف أحياناً، فقد عرض عليّ الظهور فى أكثر من برنامج، وكانت هناك محاولات للنيل منى عندما رفضتها، ولكن كنت أعلم جيداً أن هذا البرنامج مجرد مقلب لعدم توضيح هدف البرنامج فى كل مرة يتحدثون فيها معى. ويضيف المطرب محمد نور: تلقيت أكثر من عرض للظهور بتلك البرامج سواء بمفردى أو بصحبة فريق «واما»، ولكن الرفض كان الإجابة النهائية مهما كان المقابل المادى، فهدفها لا أرتاح له، كما أن بعضها يستخف بعقول المشاهدين، ولا تحترم عقل المشاهد فى تقديم محتوى هادف، مثلما كان يتم تقديمه قديماً، وليس بهذا الشكل الذى نراه يومياً وبشكل سنوى تتفاقم الأزمة. وبالانتقال إلى رأى المتخصصين، كان لنا عدة لقاءات مع عدد منهم، ففى البداية يقول الدكتور محمد هانى استشارى الصحة النفسية: هذه البرامج بعضها يقدم رسالة سلبية وتشويش، وتكسر قيم المجتمع ومبادئه لأنها تقدم محتوى ساذجاً فى بعض الأحيان، والجمهور الآن أصبح واعياً، فهو ينقد ويحلل الأمور كلها التى تفيده أو تضره لذلك نجد برنامجاً مثل «رامز عقله طار» فقد شعبيته لما يقدمه من مادة غير مرضية للجمهور فى بعض الأحيان. ويضيف: من الأولى تقديم برامج هادفة، ذات محتويات وأهداف سامية مثل «الصدمة» الذى يساعد على تنمية القيم والمبادئ والشعور الإنسانى عند الفرد وتثقيف المجتمع، ويخاطب العقل ويعمل على تهذيب النفس ويشبع رغبات الجمهور فى ذات الوقت. وتضيف د. حنان أبوسكين، أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية قائلة: هذه البرامج لها تأثير سلبى على المجتمع؛ لأنها تمس المبادئ، وتساعد أحياناً على عدم احترام وتحقير الغير، والتقليل من شأن البعض، كما أن هناك أضراراً نفسية وبدنية تقع على الأفراد لأن مثل هذه البرامج تقدم محتوى غير مرغوب فيه بالمرة، خاصة أن الأطفال قد يحاكون مثل هذه الأفعال فى الواقع وتحدث بالتبعية كارثة مجتمعية نحو سلوكهم الذى يميل إلى العنف تجاه زملائهم، وجعلهم أطفالاً عدوانين فى سلوكهم، نتيجة تقليد هذه المقالب. ويشير الناقد طارق الشناوى، بالقول: برامج المقالب منتج كأى منتج يعرض على شاشات التلفزيون مع اختلاف الثقافات فى تناول العرض، فهى متواجدة فى العالم كله بنفس الشكل، ولا غضاضة فى استمرارها طالما أن الإقبال عليها متزايد وطالما الفنان بنفسه سمح بالظهور فى مثل تلك النوعية من الحلقات، فلا نلوم على المذيع، أياً كان التناول أو المحتوى الذى يقدم، خاصة أن الأعمال الفنية تحتوى على بعض مشاهد العنف، فالجمهور هو الذى يحكم على هذا المحتوى. مضيفاً: هناك برامج سخيفة وأخرى يحبها الجمهور وتضحكه، ولكن نوعية هذه البرامج لا تقلل من أهمية الفنان بالنسبة للجمهور، فالفنان قدوة له أياً كانت وسائل العرض؛ لأنه فى النهاية يسليه ويضحكه، وقد تكون هناك برامج موفقة وأخرى سخيفة فى التناول، والموضوع كله فى يد الجمهور. ويقول الناقد عصام زكريا: هذه البرامج تقدم محتوى فارغاً بالاتفاق مع الضيف أحياناً، والرهان الوحيد هو التسخين وانفعال النجوم بشكل مستفز، وبالرغم من الفجاجة التى يقدمها أصحاب هذه البرامج، إلا أننا لا يمكننا منعها لأن المنصات أصبحت كثيرة وأصبح المعلنون فى تزايد بسبب إقبال الجمهور عليها، كما أن نجاح الحلقة متوقف على وضع النجم فى مواقف محرجة ومستفزة، مؤكداً أنها شكل من أشكال تنفيس بعض المشاعر السلبية عند المشاهد، فالسخرية والتنمر موجودان فى الواقع وليس على الشاشة فقط، وهذه البرامج مثلت الواقع بشكل مزرٍ للغاية، فمن يتابعها هو حر، ومن يتجاهلها فهو المستفيد من تجنب سماع ألفاظ غير لائقة وأساليب مستفزة تعرض بشكل غير مرغوب فيه، ومنافٍ لمبادئنا. أما الطرف الأهم فى الموضوع، وهو المشاهد، فقد كان له رأى فى تحقيقنا، عبر استطلاع مجموعة من آراء الجمهور، فجاء ردهم على النحو التالى... تقول بسنت جمال خريجة جامعة حلوان :أنا أميل إلى برامج المقالب منذ الصغر وتحديداً برامج الشارع مثل «الصدمة» و«ورطة إنسانية»، فهذه البرامج لها معنى كبير وتبعث برسائل إنسانية وعاطفية ، فأنا أحب برامج المقالب وأتابعها جميعاً، مضيفة: أحب برنامج رامز جلال، وكنت أتابعه عبر السنين الماضية، لكنه هذا العام ليس مشوقاً كالأعوام الماضية، فأنا أراه «أوفر فى الشكل والمحتوى» غير أن الفنان يكسب شهرة واسعة. أما كريم رجب، الذى يعمل بإحدى شركات المحمول، فيقول: هذه البرامج وسيلة للترفيه والتسلية ونحبها، لكن للأسف مقالب هذا العام ضعيفة جداً، ولا يوجد برنامج هادف يحترم عقولنا عكس الأعوام السابقة التى تتسابق على تغيير فكرنا نحو برامج المقالب، وأعتقد أن برنامج رامز جلال هذا العام ضعيف جداً عكس الأعوام الماضية، لكنها تبقى برامج للتسلية التى يتابعها البعض. وتقول منة محمود (طالبة): برامج المقالب أصبحت ظاهرة مستفزة للجمهور، وقلت نسبة مشاهدتها؛ لأنها لا تناسب فكر ووعى الجمهور حالياً عكس الماضى، فقد كنت أحب متابعة برامج رامز جلال وهانى رمزى، أما حالياً فأصبح الوضع غير مرضٍ لأنهما وغيرهما يقللون من قيمة إدراك المشاهد.