الأربعاء 20 اغسطس 2025

ملتقى السمسمية

20-8-2025 | 13:04

كنت سعيد جدا بإقامة ملتقى السمسمية القومى الثالث بمحافظة الإسماعيلية خلال هذا الأسبوع والذي أقامته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان وهو حدث مهمة جدا ضمن خطط المحافظة على التراث التى تحرص عليها الدولة والتي توجت بإنشاء المجلس القومي للحرف التراثية واليدوية. المحافظة على التراث بكل أشكاله و انواعه سواء كان فنون او حرف هو محافظة على الهوية الحقيقة لبلدنا الحبيبة مصر، وهو ما أدركته الدولة بكل أجهزتها وتعمل عليه باهتمام شديد وتسعى بشكل كبير لتسجيل على قوائم اليونسكو حتى لا يدعى غيرنا امتلاكه لتراثنا . تلعب الهيئة العامة لقصور الثقافة حاليا دورا كبيرا فى المحافظة على الفنون والحرف فكان هذا الملتقى احتفاء بتسجيل آلة السمسمية كعنصر من عناصر التراث الثقافى غير المادى على قوائم اليونسكو، وكان سبقها بعض الفعاليات والملتقيات التى أقامتها الهيئة بهذا الشأن منها ملتقى اقليم القاهرة الأول للفنون والحرف اليدوية بقصر ثقافة روض الفرج . والمهم فى هذا الأمر هو خطة الملتقى التى وضعتها إدارة الشئون الفنية برئاسة الفنان احمد الشافعى والذى لعب دورا كبيرا في إنجاح هذا الملتقى ونفذتها باقتدار إدارة المهرجانات برئاسة ايمان حمدى والتى تضمنت إقامة معرض لآلة السمسمية ، وأيضا الفعاليات التى شهدت مشاركة 9 فرق من السويس والإسماعيلية وبورسعيد و جنوب سيناء، حيث قدموا عروضهم بشكل رائع سواء في الافتتاح أو فى مركز التنمية الشبابية بالشيخ زايد أو فى نادى الفيروز بحضور عدد كبير من الجمهور الذي يعشق التراث . وكما قلت سابقا أن المحافظة على التراث يتطلب تخريج أجيال جديدة تقدر قيمة هذا التراث وتقدمه بشكل مستمر حتى لا يندثر وهو ما يتطلب الاستمرار في إقامة بعض الورش ضمن فعاليات الملتقى لتعليم الأجيال الجديدة كيفية صناعة آلة السمسمية والعزف عليها، وأيضا كتابة أغانى جديدة تخصها . كما أتمنى ألا يقام هذا الملتقى فى مدن القناة فقط فهو ملتقى مهم .. فكل الجمهور المصرى فى كافة محافظات الجمهورية يعشق هذه الآلة والتى كان لها دورا كبيرا فى المقاومة المصرية ضد المحتل في بعض معارك النضال التى خضناها للدفاع عن أرضنا الحبيبة، وإقامته بشكل دورى فى المحافظات سيكون له أثر كبير لدى الشعب المصرى، فحينما شاركت فرقة بورسعيد فى فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان المسرحى الدولى لشباب الجنوب والذى أقيم فى شهر أبريل الماضى بمحافظة قنا وجدت ترحيبا كبيرا من أهالي المحافظة الذين ألتفوا بشكل كبير حول الفرقة وتمنوا وجودها لفترة أطول لتقديم تراث السمسمية وأغاني أولاد الأرض وغيرها من الأغانى ورقصات السمسمية التى يعشقها الشعب المصري كله. إذن نحن أمام تحدي جديد يجب أن نسير فيه وبقوة للمحافظة على تراثنا بكل أشكاله وأنواعه، فنحن لدينا زخم كبير من الفنون والحرف التراثية التى يجب المحافظة عليها مثلما فعلت الهيئة العامة لقصور الثقافة بإقامة مهرجان التحطيب بمحافظة الأقصر على مدى سنوات طويلة، أيضا هناك بعض الآلات الشعبية تحتاج لنفس الأمر مثل آلة الربابة والمزمار، وهو ما يجعلنى أدعوا كل الأطراف المعنية لتضافر الجهود والاستمرار في نفس الإطار للمحافظة على التراث والموروثات الشعبية اكمالا لجهود الدولة الراهنة في هذا المجال.