الإثنين 25 نوفمبر 2024

نجوم تألقوا فى التعبير عن عالم السحر

فيلم الفيل الأرق

12-1-2023 | 13:27

رشا صموئيل

تبارى عدد كبير من نجوم الفن فى تقديم شخصية الجن والعفاريت على الشاشة، ولكن بأشكال وأنماط مختلفة، فمنهم من قدمها بشكل مرعب ومخيف للغاية، ومنهم من قدمها فى شخصية تبدو بمظهر الإنسان العادى، وآخرون قدموها فى قالب كوميدى، ولكن يبقى دائماً لهذا العالم سحره ورهبته، التى تؤدى دائماً للفضول والإثارة لدى المشاهدين.
«الكواكب» ترصد فى هذا التقرير أشهر الفنانين الذين قدموا شخصية الجن فى السينما، وكيف قدمها صناعها...

يعود الاهتمام بتقديم تلك الأعمال للأربعينيات عندما أُنتج فيلم «عفريتة هانم» عام 1949 بطولة فريد الأطرش وسامية جمال، الذى تدور أحداثه حول المطرب «عصفور» الذى يعثر على مصباح سحرى يلمسه لتخرج منه عفريتة تبدأ فى تحقيق كل أمنياته، وقد تألقت سامية جمال فى دور العفريتة، ولكن بشكل استعراضى غنائى. 


كما قدم الفنان الكبير يوسف وهبى شخصية الشيطان فى فيلم «سفير جهنم» عام 1954، الذى يعد من أوائل أفلام الرعب فى السينما المصرية، وتدور أحداثه حول أقدم صراع فى التاريخ، وهو الصراع بين الشيطان والإنسان، وظهر الفنان يوسف وهبى فى دور الشيطان الذى ينتهز الفرص لإغواء الإنسان وجره إلى طريق الفساد ليثبت تفوقه عليه.
أيضاً فى عام 1955 قدم العملاقان، زكى رستم ومحمود المليجى، فيلم «موعد مع إبليس»، الذى تدور أحداثه حول صراع كبير بين الإنسان والشيطان، ولكن فى النهاية يتوب الطبيب زكى رستم، وينتصر على الشيطان الذى يجسده محمود المليجى. 
وفى عام 1973 ظهر الفنان عادل أدهم فى دور الشيطان من خلال فيلم «المرأة التى غلبت الشيطان» بطولة عادل أدهم وشمس البارودى ونور الشريف، وهو فيلم درامى خيالى تدور أحداثه بين الشيطان الذى يساعد فتاة لتكون جميلة وغنية فى ذات الوقت مقابل امتلاك روحها، ولكنها تستخدم جمالها فى الانتقام من أشخاص ظلموها. 


كما شهد عام 1985 إنتاج أحد أهم أفلام الجن، الذى أحدث ضجة كبيرة وقت عرضه، وهو فيلم «الإنس والجن» بطولة عادل إمام ويسرا، متناولاً فكرة عشق الجن للإنسان، ويروى قصة فتاة تدعى فاطمة جسدت شخصيتها يسرا، التى تتعرف على جلال مصادفة، ليخبرها بحبه لها لكنها تكتشف بعد فترة أنه من الجن، وهى الشخصية التى برع فى تقديمها الزعيم عادل إمام، وبعد صراع بين الخير والشر، يموت الشر ويحترق الجن.
 وبعد النجاح الذى حققته يسرا فى هذه النوعية من الأفلام، كررت التجربة مرة ثانية من خلال فيلم «التعويذة»، إنتاج عام 1987، الذى شاركها بطولته الفنان محمود ياسين، وقدم فيه الفنان فؤاد خليل شخصية الجن، وتناول الفيلم قصة عائلة تتلقى عرضاً من أحد رجال الأعمال لشراء بيتهم فيرفض الأبناء، لتبدأ سلسلة من الأحداث الغريبة بالبيت، من احتراق للأثاث، ونزول الدماء من صنابير المياه، وتتصاعد الأحداث، وقد قيل إن الفيلم مستوحى من قصة حقيقية. 
وفى عام 1988، قدم الفنان عزت العلايلى بالاشتراك مع الفنانة إيمان فيلم «عاد لينتقم»، وتدور قصته حول هاشم الذى يعانى من أزمة نفسية حادة بعد مصرع ابنته فى حادث سيارة، وينتقل للإقامة فى منزل يستأجره، ليبدأ فى سماع أصوات داخل المنزل لروح طفل يحاول التواصل معه، فيبدأ فى البحث عن تاريخ هذا المنزل، حتى يصل إلى حقيقة تلك الروح.
فيلم «طير أنت» إنتاج عام 2009 بطولة أحمد مكى ودنيا سمير غانم وماجد الكدوانى، يحكى عن بهيج، وهو شاب منطوى ليست لديه أية خبرات حياتية يعمل طبيباً بيطرياً ويحب فتاة من طرف واحد، يلتقى بجنى يحاول مساعدته وتحقيق حلمه، فيمنحه الجنى ست فرص لتحقيق هذا الحلم والارتباط بالفتاة التى يعشقها، وقدم شخصية الجن فى هذا الفيلم الفنان ماجد الكدوانى بشكل كوميدى. 


فى عام 2014 قدم النجمان كريم عبد العزيز وخالد الصاوى فيلم «الفيل الأزرق» وهو مأخوذ عن رواية «الفيل الأزرق» لأحمد مراد، وتدور أحداثه حول طبيب نفسى كان قد مر بظروف نفسية صعبة بعد تعرضه لحادث توفيت على أثره زوجته وابنته، مما جعله يترك العمل لمدة خمس سنوات، وبعد ذلك بدأ يعود إلى حياته الطبيعية ليتلقى صدمة أخرى حين علم أن صديقه يعانى من انفصام فى الشخصية بسبب الجن الذى دخل حياته بسبب وشم على جسده مما جعله يقتل زوجته، وقدم شخصية الجن الفنان خالد الصاوى. 
وفى نفس العام، 2014، قدمت السينما فيلم «الدساس» وهو فيلم رعب بطولة زينة ولطفى لبيب وأحمد فتحى، وتدور أحداثه فى إطار من الرعب الكوميدى حول بيت يحيط به الغموض ويعتبره الناس مكسوناً بالعفاريت، حيث تحدث به ظواهر مرعبة.
وفى عام 2019 قدم طارق لطفى وأحمد الفيشاوى فيلم «122»، وهو أول فيلم مصرى رعب بتقنية الـ«4D» وتدور أحداثه حول قصة حب بين شاب من الطبقة الشعبية وفتاة من الصم والبكم يصابان بحادث ويتم نقلهما إلى المستشفى ليواجها كابوساً يجعلهما يقضيان أوقاتاً مفزعة داخل المستشفى.
أما أحدث تلك النوعية من الأفلام، والذى أنتج عام 2020، وهو فيلم «خط الدم»، فهو أول عمل عربى يتناول عالم مصاصى الدماء، والفيلم يحكى قصة الزوجين، نادر ولميا، اللذين يدخل أحد أبنائهما التوأم فى غيبوبة جراء حادث سيارة وتستمر الغيبوبة لثمانية عشر شهراً بلا أمل فى أن يفيق، فيقرران أن يحولاه لمصاص دماء حتى يموت ويعود للحياة مرة أخرى، وتتوالى الأحداث داخل الأسرة وتحدث مواقف بين الطفلين التوأم وبين والديهما.
الفيلم بطولة نيللى كريم وظافر عابدين. 
وحول تلك النوعية من الأعمال تحدث الناقد السينمائى الكبير طارق الشناوى، قائلاً:  فى الواقع أفلام السينما المصرية متنوعة ما بين الكوميدى والتراجيدى والرومانسى والأكشن، ولكن بالنسبة لأفلام الرعب مازالت السينما متأخرة فى هذا النوع بالتحديد، فهى لم تتناولها كما يجب أن يكون، مثلها مثل أفلام الخيال العلمى، فهى قليلة وضعيفة أيضاً»، لكنه أشار إلى أن لدينا محاولات ولكنها مازالت عند الباب لم تقتحمه بشكل قوى، ولم تحقق الرواج الجماهيرى.
وأضاف الشناوى: بالنسبة لأخلص فنان لأفلام الرعب هو محمد شبل الذى أخرج فيلمى (أنياب) و(التعويذة)، وكان يملك طموحاً فى التجديد، لكن للأسف مازلنا نفقتقر إلى التكنيك والإمكانيات لطرق هذا الباب، لكن الذى يمنحنا بريقاً من الأمل هو (فيلم الفيل الأزرق). 
وعن رأيه فى فيلم «خط الدم»، أحدث إنتاجات أفلام الرعب المصرية، يقول شاهدت الفيلم ولكن للأسف وجدته لا يرقى للمستوى الذى تخيلته، ولكنها فى النهاية مشكلة إخراج.