الإثنين 29 ابريل 2024

النجومية فى السينما شكل .. وفى التليفزيون شكل تانى

احمد السقا وحسن الرداد واحمد حاتم

23-3-2023 | 13:36

موسى صبرى
تختلف موازين النجومية عند كل فنان وآخر فى السينما والتليفزيون والمسرح؛ ويسعى كل منهم لتحقيق شعبية كبيرة ومنفردة فى كل هذه الأوساط، لكن تبقى الفوارق الكبيرة بين النجوم وبعضهم فى تحقيق النجاح المطلوب فى كافة الأوساط المتعارف عليها موجودة، فالبعض ينجح سينمائياً، والبعض ينجح تليفزيونياً.. والبعض الآخر ينجح فى المسرح فقط، رغم أن الجمهور واحد.. وهناك نجوم يحققون المعادلة الصعبة وينجحون فى الأوساط المختلفة، لذا أصبح الأمر محيراً ومتشابكاً عند الجمهور والنقاد.. فما السبب فى تلك الظاهرة هذا هو ما نتعرف عليه فى جولتنا التالية.. فى البداية تحدث النجم أحمد السقا فى هذا الإطار، قائلاً: إن الأمور لا تقاس بمفهوم النجومية، وإنما تقاس بالاجتهاد والتفانى فى العمل، فقد قدمت أعمالاً ناجحة ومتنوعة فى السينما والتليفزيون والمسرح، وتنوعت أعمالى فيها بين الصعيدى والرومانسى والتراجيدى والأكشن، وكذلك قدمت برنامجاً ناجحاً فى رمضان الماضى، فالمقياس الأول هو الاجتهاد، فأنا فنان أكاديمى يحب الاجتهاد فى جميع الأوساط وفى كل منطقة أدخلها سواء فى المسرح أو السينما أو التليفزيون أو حتى الإذاعة، فلا مجال للخطأ، وعلينا العمل بجد حتى نجذب الجمهور فى كل مرحلة ومنطقة. وأضاف السقا: الجمهور المصرى والعربى يحب التنوع فى الموضوعات، واحترام عقليته أثناء تقديم تلك الموضوعات، ومن هنا فأنا حريص على مخاطبة كافة شرائح المجتمع المصرى والعربى، ولكن فى المقام الأول علينا السعى والاجتهاد وإرضاء الجمهور. إلهام شاهين: السبب ليس فى النجم نفسه بل فى اختياراته وتقول النجمة إلهام شاهين: لا يوجد فنان على وجه الأرض يستمر بنفس الجاذبية والنجومية طوال حياته، قد يستمر بنفس درجة حب الجمهور له، ولكن قد يخفق وقد ينجح سواء فى التليفزيون أو السينما أو المسرح، وهذا ما حدث طوال مسيرتى الفنية، فنجاحاتى فى السينما فى وقت فاقت نجاحاتى فى التليفزيون والعكس صحيح.. فهل ذلك يقل من أهمية نجوميتى عند الجمهور؟ الإجابة قطعاً لا، فموازين نجومية الفنان وقدرته على الجذب تختلف من فترة إلى أخرى وفى كل عمل فنى إلى آخر سواء كان تليفزيونياً أو سينمائياً أو حتى على خشبة المسرح. وتضيف: قد يتصاعد أو يهبط نجم فنان حسب الموضوع واختياراته المتأنية فى كل مرحلة، والموضوع لا يعتمد على النجومية أو حب الجمهور للفنان، بل يعتمد على مدى استمرارية الفنان نحو التطور ومواكبة كل عصر سواء فى السينما أو التليفزيون أو المسرح، وبذل أقصى جهد فى اختيار موضوع يناقشه للجمهور، لذلك قد تختل موازين المفهوم نفسه مع الفنان من منطقة إلى أخرى والسبب ليس فى النجم نفسه، بل فى اختياراته هنا وهناك. أحمد حاتم: جمهورى من الشباب يرفع نجوميتى فى السينما ويقول الفنان أحمد حاتم: مفهوم النجومية ليس من حساباتى أو قناعاتى الشخصية، فأنا ممثل مجتهد سواء فى التليفزيون أو السينما، وأبحث عن التطور والتجديد وإثبات الذات، ولكن بحكم أن التركيز يصبح أكثر فى التليفزيون لأن قماشة الموضوع وطريقة السرد مختلفة أكثر، فيركز المخرج على عشرات الشخصيات فى المسلسل، إنما فى السينما فيكون النطاق ضيقاً ويركز فيه المخرج على النجم أكثر من أى شىء آخر. ويضيف: أما عن كون نجوميتى فى السينما أكثر من التليفزيون فهى حسابات وقناعات الجمهور، فهو يحب ما يريد منى، وأنا دائماً أسعى لإرضائه بأى شكل من الأشكال سواء هنا أو هناك، ربما يكون جمهورى أكثر ضمن فئة الشباب والمراهقين، لذلك أستطيع جذبهم أكثر من خلال السينما، وهذه حقيقة علمية، ولكنى أرى ردوداً جيدة على أعمالى ومرضية فى التليفزيون مثل السينما تماماً. محمد فراج: ليس هناك مقاييس ثابتة للنجومية فى السينما والتليفزيون ويقول الفنان محمد فراج: الموضوع ليست له مقاييس ثابتة، فقد تختلف هذه المقاييس من السينما إلى التليفزيون والعكس صحيح، فهناك شريحة من الجمهور تصنفنى نجماً تليفزيونياً وشريحة أخرى تصنفنى نجماً سينمائياً، فالموضوع ليس مرتبطاً بثقل الفنان فى مكان معين. أنا فقط أفكر فى تقديم محتوى ومضمون فنى جيد سواء فى السينما أو التليفزيون، المهم أن يستمتع به الجمهور. ويضيف: الأمر متوقف على الجمهور ومدى تقبله للعمل والفنان، كما أن ثقافات الجمهور مختلفة ومتنوعة، فهناك جمهور فى الأقاليم والصعيد لم تصل إليهم السينما، فنجومية الفنان ونجاحه مع الجمهور تتوقف على رضا وكسب أكبر شريحة من الجمهور فى جميع محافظات مصر والوطن العربى، وهذا أمر صعب جداً بالنسبة للفنان أن يكسب رضا جميع الجمهور، لذلك نسبة رضاه ستكون حتماً متفاوتة بين كل نجم وآخر، وينطبق أيضاً هذا الأمر على نجومية الفنان فى المسرح، فالمسرح له جمهور مختلف عن السينما والتليفزيون. سامح حسين: الأمر متوقف على المحتوى وليس مرهوناً بالنجومية ويقول الفنان سامح حسين: الموضوع متوقف على مدى تقبل الجمهور للمحتوى الذى يقدمه الفنان للجمهور، وليس مرهوناً بنجومية الفنان، فأنا أقدم محتوى للجمهور سواء فى المسرح أو السينما أو التليفزيون، المهم أن يعجب الجمهور فى أى وسيط. ويضيف: كل نجم له جمهور يحبه فى منطقة مختلفة عن الآخر، وعلى الفنان البحث عن التجديد وإقناع الجمهور، حتى يجبر جمهوره على احترامه، فلا جدوى من حب الجمهور لنجمه دون تقديم عمل يقنعه. طارق الشناوى: موازين النجومية تختلف من وسيط إلى آخر عند الفنان ويقول الناقد طارق الشناوى: الموضوع أصبح محيراً للجميع، لكن فى الواقع نجد أن لكل وسيط أو ميديا نجومها سواء فى السينما أو التليفزيون أو المسرح، قد يجمع النجم بينها ويبرز نجوميته فى كل منطقة يلعب فيها مثل النجم عادل إمام، وعلى النقيض فالفنانة سميحة أيوب نجحت فى المسرح ولا يساوى نجاحها فى المسرح نجاحها فى السينما أو التليفزيون، وكذلك النجم يحيى الفخرانى الذى يعد رقم واحد فى التليفزيون، مع أن حضوره فى السينما أقل وأفلامه لا تحقق إيرادات، على عكس عادل إمام وأحمد السقا نجحا فى جميع الأنماط والأوساط السينمائية وحققا المعادلة الصعبة، وأصبحت موازين القوى ونجوميتهم عند الجمهور متوازنة ومتساوية فى السينما والتليفزيون والمسرح. ويضيف: هناك نجوم حققوا نجاحات كبيرة فى التليفزيون ولم يحققوا مثلها فى السينما أو المسرح، ربما يرجع السبب لاختياراتهم الموضوعات رغم قدرتهم على الجذب وتمتعهم بشعبية كبيرة، فهناك منطقة يتفوقون بها عن أخرى فمثلاً نجد أن حسن الرداد اختياراته جيدة فى السينما ولكن ضعيفة فى التليفزيون، رغم أنه يصنف نجماً أو مشروع نجم، نفس الحال مع الفنان أحمد حاتم اختياراته فى السينما أقوى من التليفزيون، ونجد أن كريم عبدالعزيز نجوميته تطغى فى السينما عن التليفزيون، وهكذا فموازين النجومية مع كل فنان تختلف من وسيط وشاشة عرض إلى أخرى. عصام زكريا: الجمهور منقسم حول نفسه فى متابعة نجمه على أى وسيط ويقول الناقد عصام زكريا: تختلف نوعية الأعمال التى يقدمها النجم فى السينما عنها فى التليفزيون، فمثلاً نجومية الفنان يحيى الفخرانى فى السنوات الأخيرة تعتمد على التليفزيون، ومن الصعب تقديم عمل سينمائى له حالياً وينجح كما ينجح فى التليفزيون، فالموضوعات التى يقدمها يحبها جمهور التليفزيون أكثر، عكس نجوم السينما الذين يقدمون أفكاراً جريئة مثل أحمد السقا وكريم عبدالعزيز وأحمد عز، فلكل منهم جمهوره الذى يستقطبه بما يقدمه لهم، وكذلك الحال ينطبق على عبلة كامل، فجمهورها من عشاق التليفزيون الذين يصعب نزولهم إلى السينما لمتابعتها، فنجد أن جمهورها فى التليفزيون أكثر من السينما، فقلما نجد أن هناك من نجح فى السينما والتليفزيون معاً، فهذا أمر صعب للغاية يحدث كل فترة وعلى حسب الموضوع. ويضيف: الجمهور نفسه منقسم حول حبه للنجم سواء فى السينما أو التليفزيون أو المسرح، فهناك نوعية من الجمهور تحب الفنان أينما ذهب، وهناك من يفضل نجمه فى السينما عن التليفزيون والعكس صحيح، وهذا أمر وارد، كما أن المراحل العمرية للجمهور والروابط والثقافات تختلف من بيئة إلى أخرى فى مصر والوطن العربى، لذلك نجد أن الجمهور منقسم حول نفسه فى متابعة نجمه على أى وسيط. خيرية البيشلاوى: الجمهور هو المتحكم الأول والأخير فى مدى تقبله للنجم وتقول الناقدة خيرية البيشلاوى: السينما وسيط والتليفزيون وسيط آخر، فالسينما مثلاً لها ساعات عرض معينة، لذلك فمركز التأثر عند الجمهور فى السينما يختلف عن جمهور التليفزيون، وكذلك المسرح.. أما التليفزيون فيخدم عدد ساعات وحلقات متواصلة أكثر بكثير من السينما، فالقماشة هنا مختلفة، لذلك نجد أن الجمهور يحب نجمه فى السينما أكثر من التليفزيون والعكس صحيح.. فالجمهور هو المتحكم الأول والأخير فى مدى تقبله للنجم فى السينما والتليفزيون، فقد يحب جمهور معين نجماً فى السينما أكثر منه فى التليفزيون والعكس صحيح، ولا غضاضة فى ذلك. وتضيف: قد يختلف مركز الثقل للفنان فى السينما عن التليفزيون وكذلك المسرح، وهذا الأمر يتوقف على مدى أهمية الموضوع الذى يقدمه للجمهور ومعالجته بالشكل الذى يرضيه، فالفنان الذكى هو الذى يستطيع أن يرضى جميع الأطراف، أما النجم الذى ينجح فى منطقة دون الأخرى فهذا لم يقنع جمهوراً بعينه، وهذا أمر وارد ولا يقلل من أهمية النجم أو نجوميته على الإطلاق، لكن عليه إثبات نفسه بالموضوع الذى يقدمه أو إعادة صياغة نفسه مرة أخرى، والموضوع متوقف فى النهاية على أثر النص الذى يقدمه النجم فى السينما والتليفزيون والمسرح أيضاً، ولكن من يحقق المعادلة الصعبة هو الذى يستطيع الفوز بقلب الجمهور عبر أى وسيط سواء فى التليفزيون أو السينما أو المسرح. شيماء مكرم: الفنان الذكى هو الذى يستطيع جذب أكبر قاعدة جماهيرية فى أعماله الفنية وتقول الدكتورة شيماء مكرم أستاذة النقد والدراما بكلية الآداب جامعة عين شمس: يستمد الفنان شعبيته فى المقام الأول عند الجمهور من مدى التأثير الذى حققه فى أعماله الفنية مع هذا الجمهور، والفنان الذكى هو الذى يستطيع أن يجذب أكبر عدد من الجمهور بكافة أنواعه من الشباب والأطفال والكبار وربات المنازل، وعليه أن يعى جيداً عندما يقدم مشروعاً فنياً سواء أكان سينمائياً أم تليفزيونياً أو على خشبة المسرح أن يدرك تماماً اللون والمحتوى الفنى الذى يخاطب به الجمهور والبيئة التى تناسبه، وأن ينمى نقاط الضعف لديه ليصبح نجماً فى أكثر من منطقة، وقد تختلف موازين النجومية عند كل فنان مع جمهوره رغم حبه له، فهناك فنان يحبه الجمهور فى السينما أكثر، وهناك نجم ينجح أكثر فى التليفزيون، ونفس الموضوع بالنسبة للمسرح.. فهناك جمهور يحب الفنانين كريم عبدالعزيز وأحمد عز فى السينما أكثر من التليفزيون، ونجد أن القلائل من النجوم الذين يحققون المعادلة الصعبة فى هذا المضمار مثل النجم أحمد السقا الذى نجح فى السينما والتليفزيون لأنه يجيد اختياراته فى السينما والتليفزيون، وكذلك النجم أمير كرارة فهو نجم شعبى يحظى بحب الجمهور له فى السينما والتليفزيون، كما أن مجال التنافس فى التليفزيون أقوى وأضخم ويوجد زخم درامى أكثر من السينما، لذلك نجد أن فنانين مثل أحمد حاتم وأحمد الفيشاوى لا تواجد لهما فى التليفزيون، بينما فى السينما أقوى لأن التركيز مع النجم أكثر ويجذبون فئة الشباب والمراهقين الأكثر نزولاً إلى السينمات وينخفض نجمهم فى الدراما التليفزيونية. وتضيف: أما فى منطقة المسرح فنجد أن الفنانين محمد صبحى وأشرف عبد الباقى وسامح حسين لهم كاريزما عالية، والأطفال والعائلات تحبهم، لذلك هم نجوم مسرح أكثر من السينما والتليفزيون، ولهم حضور طاغٍ، وتستمر عروضهم أسابيع طويلة عكس أحمد عز الذى يعتمد على نجوميته وجذب جمهوره هو وليس جمهور المسرح المعتاد؛ لأنه ليس نجماً مسرحياً فينجح بشكل مؤقت، عكس النجوم السالف ذكرهم فهم نجوم مسرح، وفى النهاية على النجم أن يعرف كيف يختار عناصره جيداً، ويدير الموضوع بجدية حتى يحقق النجاح المطلوب فى كافة الأوساط. لكن كيف يرى الجمهور الأمر؟ تقول آية السيد مساعدة مخرج: لا يوجد أى اختلاف فى نجومية الفنان وانتقاله من منطقة لأخرى، فأنا أحب النجم فى أى منطقة، المهم عندى هو تقديم محتوى فنى يحترم عقلى وذكائى، فالنجم الذى يقدم عملاً تليفزيونياً لابد أن يستوعب شكل ومضمون الحبكة الدرامية التى تقدم بشكل أطول واستعراض أكثر دون أن أشعر معه بالملل، كذلك نفس النجم الذى يقدم سينما لابد أن تكون فى نطاق ضيق على مدار الساعتين تقريباً، ويقنعنى بالموضوع والفكرة، وكذلك المسرح إذا نزل للمسرح لابد أن يجذبنى بأدائه. وتضيف: أعلم جيداً أنها معادلة صعبة أن ينجح فيها نجم واحد، ولكن على الجميع أن يجتهد فى كل منطقة يقتحمها، ويدرس بعناية إلى أين هو ذاهب، ويعى جيداً مثلاً أن السينما تستقطب فئة الشباب، فعليه تقديم فيلم جرىء وبه أكشن وأفكار تناسب وتخاطب هذه الفئة، وكذلك المسرح عليه أن يقدم فكرة تناسب العائلات أكثر من الشباب.. ونفس الشئ ينطبق على التليفزيون فلابد أن يخاطب فئة ربات المنازل أكثر، فهذا يعد ذكاءً من الفنان إذا استطاع التوفيق بين هذا وذاك. وتقول آية مساعد طالبة بكلية الإعلام: جمهور التليفزيون أكثر شعبية من السينما، لذلك نجد أن هناك فوارق فى نجومية الفنان بينهما، وعلى النجم أن يحافظ على نجوميته فى كليهما.. ونفس الموضوع ينطبق على المسرح، كما أن الكاريزما التى يتمتع بها النجم لابد أن تكون طاغية فى أى عمل فنى يقدمه. وتضيف: الموضوع بالنسبة لى يقاس بما يقدمه النجم المفضل لى، ولا يتوقف على حبى له، فأنا أذهب للنجم فى منطقة يلعب فيها، ولكن عليه أن يقدم فكرة تمسنى وتفيدنى.