الإثنين 25 نوفمبر 2024

المولوية والتنورة والأغاني التراثية فنون مصرية في ليالي رمضانية

التنورة المولوية

2-4-2023 | 13:30

هيثم الهوارى
عزيزى القارىء إذا لم تستطع النزول للتجول فى شارع المعز وأماكن العروض الفنية والتعرف على الفنون التراثية والصوفية وكذلك الفعاليات الفنية التى تقدم خلال شهر رمضان يمكننا أن نصحبك فى جولة من خلال تحقيقنا التالي عن اهم الفنون التراثية ذات الطابع الصوفى والفنى التى يتميز بها الشهر الكريم . المولوية قال المنشد عامر التونى ان المولوية مصرية 100 % وأن الفراعنة هم أول من عرفوا الرقص الصوفي أو التأملى و مثبت تاريخيا وأيضا الرقص حول جسد عكس عقارب الساعة " التنورة " مضيفا أن المولوية المصرية حققت نجاحا كبيرا فى عدد كبير من الدول التى تفاعل جمهورها رغم عدم معرفته باللغة العربية مع الاغانى الصوفية مشيرا إلى أنه يتمنى تقديم موسيقى صوفية عالمية و أضاف : نحن أبناء الريف وبحكم النشأة فى القرى نجد أن الفنون الادائية التى تلقيناها من صغرنا كانت من خلال حالات الذكر والحضرة في القرى بخلاف الموالد الشعبية فى اى احتفالية سواء كانت زفاف او نجاح كان يحييها منشد دينى .. والمنشد أدواته الموسيقية البدائية كانت عبارة عن مجموعة من الطبول والدفوف وآلة الناي والكوله فهذه الآلات الأولى هى التى تربينا عليها فى وقت لم يكن ظهر فيه التليفزيون او فى بداياته حتى الراديو لم يكن موجودا فى كل المنازل . فقد تربينا على ثقافة حفلات الحضرة والانشاد التى استمرت من الأربعينيات و حتى الثمانينيات وكانت تكثر فى الموالد الشعبية وفى هذا الوقت كانت الصوفية هي المتواجدة فأنت تحفظ أسماء المشايخ والمنشدين أيضا الموسيقيين الذين يصاحبهم ، فكانت هذه هي الثقافات الاولى التى تتلقاها ، ولما كبرنا توسعنا فى الشكل الادائى فأنت تريد حالة تشبعك فنيا تكون بديل عن المسرح الذي يشمل جميع الفنون الأدائية . وهناك شقين شق موسيقى وآخر حركى رقص وفى الشق الموسيقى أخذنا الأشعار من الكبار الأول وقمنا بتلحينها بما يتناسب مع الظرف الحالى وحافظنا على قوام المقام الموسيقي الخاص بنا . الشق الحركى .. هل الحركة التى نقوم بها جددنا فيها ام اخذناها من التراث .. اخدناها من التراث .. بابعادها من الثقافتين الإسلامية والفرعونية .. هل جلال الدين الرومى أوجد هذه الرقصة ؟ طبعا لا لان المصرى القديم عرف الدوران حول الجسد رقص تأملى وهذا مثبت علميا .. فيه باحثة رومانية اسمها ارينان اسكوبا عامله كتاب فيه منه نسخة واحدة فقط فى مكتبة الإسكندرية اسمها " الرقص فى العصر المصري القديم " ذكرت أن الدوران حول الجسد عكس عقارب الساعة " التنورة " كان من أنواع الرقص المصري القديم وموجود على جدران المعابد بل إذا تحدثنا عن أبعد من هذا .. هل المصرى القديم عرف التأمل .. ده أول شخص عرف التامل وسجله والذى يمارس الآن فى الهند والصين واليابان .. فكرة الدوران متأصلة فى التاريخ المصرى القديم مارسوا ده لأن الثقافة الصوفية مش واقفة عند منطقة معينة فهذا هو الشكل التاملى للبشرية.. إذن فقد عرفنا هذا النوع من الرقص واذا كان المصرى القديم لف حولين نفسه عكس عقارب الساعة بالتأكيد ده نتيجة فلسفة وفكر نلمسها فى حركات ايديه . من أنواع الرقص عندنا الكاه والباه المقصود بها خروج ودخول الروح الى الجسد فهى موجودة فى ثقافتنا وفي التاريخ مثبت أنها فرعونية أصيلة الفراعنة أول من اوجد المولوية، وان لم يكن لدينا كتب وفلسفات كثيرة لهذا قلنا المولوية مصرية. التنورة تشير بعض الدراسات أيضا الى ان التنورة المصرية هي امتداد للمولوية التى أسسها الفيلسوف والشاعر الصوفي جلال الدين الرومي , والمولوية فى الفن الأصلي عبارة عن تنورة يلف الراقص بها، ولكن المصريين طوروها وحدثوها، وأضافوا لها الدفوف والفانوس، وجعلوها فنا استعراضيا متكاملا. وهو ما أكده حسين سامى أحد لاعبى التنورة المصرية التى يمارسها منذ كان فى المرحلة الثانوية وقرر أن يستكمل الفن بالدراسة فجعلها مشروع تخرجه فى أكاديمية الفنون بل أنه قرر ان تكون دراسته للدكتوراه سيخصصها للتنورة فهو يرى أن التنورة هى جزء من المولوية أحدى الطرق الصوفية التى أساسها الشيخ جلال الدين الرومى الذى تتلمذ على يد المتصوف شمس الدين التبريزى وتحول من شاعر فلسفى إلى دارس لعلوم الدين وقد بدات التنورة فى الذكر على الطريقة المولوية فى الإنشاد و الدوران فى المولوية أحدى طرق الذكر فى الصوفية بعدها دخلت مصر فى العصر العثمانى فتحولت من المولوية إلى التنورة حيث طورها المصريون كعادتهم فى تحويل أى حاجة الى البهجة والسرور والاحتفالات فبدات تتحول من شكلها الدينى إلى الشكل الاستعراضى وتقدم فى المحافل والاحتفالات وبدا تطوير اللبس ففى المولوية الزى أبيض سادة مع طربوش أحمر لكن التنورة المصرية استخدمت الألوان والتى تطورت فيما بعد من الألوان الغامقة إلى الألوان المفرحة مما اعطاها شكل خيالى فحينما يلف لاعب التنورة تعطى شكل ألوان قوس قزح ثم تم التطوير فى الإكسسوارات وبعد ما كانت ثابته أضيف لها التطريز الملون والدفوف ووتغييرت جلابية لاعب التنورة وأصبحت الوان بعدما كانت أبيض ساده وأصبحت فسفور أو أحمر أو أخضر أو أسود ثم حدث تطور فى التنورة واضيفت لها الأنوار التى تنير اثناء اللف ثم أضيفت النيران على أطرافها . ويضيف " حسين " أن التنورة الأساسية تتكون من أرضية أو قاعدة وفانوس وهما القطعتين الأساسيتين وفى بعض الأحيان تضاف إليها تنورة زيادة أو أرضية زيادة بالإضافة إلى " الثابتة" التي يرتديها لعب التنورة على الصدر ويكون لها شكل حول الصدر والأكتاف وبدأت تتغير وأصبح بعض لاعبى التنورة يستخدمون قميص يحتوى على شغل التطريز والرسومات الإسلامية ثم تطورت وأصبح هناك صديرى يتم ارتدائه من على الصدر من الإمام والخلف عليه رسومات إسلامية واغلبية الأشكال الموجوده فى التنورة أما أشكال هندسية أو تطريز إسلامى. وحاليا يستخدم بعض لاعبي التنورة قميص وبنطلون أو تيشرت وبنطلون تحت التنورة بدلا من الجلابية. حركات لاعب التنورة أيضا حدث فيها تطور كما يؤكد " حسين محفوظ " قائلا : الحركات فى تطور مستمر كل يوم يتم التطوير وكل لاعب يخترع حركة خاصة به فكانت فى تطور دائم التنورة الأساسية حركاتها بسيطة كان ليها معانى حركة الوسيط بين ربنا سبحانه وتعالى والفقير فيه تكون اليد اليمنى لأعلى واليد الشمال لأسفل وهى تعنى أنك تأخذ من العاطى تعطى الفقير فأنت هنا وسيط بينهم هناك أيضا حركات أخرى مثل الخشوع والطواف وفيه أيضا حركات أنك تطلب لنفسك وفيها تضع كف ايدك الشمال تحت كوعك اليمين ، ولما عملنا التنورة الاستعراضى ظهرت حركات كثيرة كما أن لاعب التنورة يرتدى ترس على الوسط فتستطيع عمل التنورة بزاوية ميل بدل ما تكون أفقى وأيضا يتم تحريكها إلى أعلى وأسفل فى مراحل وفيه أن اللاعب يطبق الفانوس مثل المركب وفيه أشكال تانية كثير فيه أنك تطبق التنورة وتعملها أشكال مثل الطفل الصغير وكل واحد ورؤيته ففيه حفلات إسلامية ممكن أطلع بريق عليه كلمات إسلامية أو فى بعض الحفلات التى يحضرها الأجانب بنطلع على مصر و نرفع علم مصر والدولة التى نقيم فيها العرض . أيضا إختيار الموسيقى يختارها اللاعب حسب العرض فهناك بعض العروض تتم على موسيقى وأغانى دينية أو موسيقى فقط أو أغانى حية . كنز التراث الشعبى فرقة النيل للآلات الشعبية .. ليست فرقة فنون شعبية وتراثية عادية بل فرقة التراث الغنائي والموسيقي التي تحيا على التراث الغنائي وتُحييه منذ الخمسينيات وتحافظ عليه ، فكأننا أمام صندوق يمتلئ بالكنوز الغنائية التراثية والفلكلورية الشعبية التى تم جمعها من كل أقاليم مصر، من أقصى جنوب مصر وحتى أقصى الشمال ، تتمثل في أغنيات تعبر عن تراث وفكر كل إقليم ومحافظة كانت تمر عليها الفرقة تقدم فنونها فيها بالمزمار والربابة والكولة و الارغول. فرقة النيل للآلات الشعبية هي إحدى فرق الهيئة العامة لقصور الثقافة وتتبع الإدارة المركزية للشئون الفنية ويبلغ عدد أفرادها أكثر من 60 فنانا اجتمعوا من كل ركن ووادٍ وقرية ومحافظة ونجع لكي يعبر كل فنان عما اختزن لديه من إبداع شعبي كما أنها تنقسم حاليا الى شعبة النوبة وشعبة الإنشاد وشعبة الموسيقى الشعبية . وللفرقة بداياتان لا يمكن أن ينفصلا لأنهما يكملان بعضهما البعض كما قالت الحاجة فاطمة سرحان اشهر مطربى الفرقة وأحد المؤسسين الذين بدأوا مع المخرج الكبير زكريا الحجاوى منذ بداية تأسيس الفرقة رغم ان اشتراكها فى الفرقة كان محض الصدفة . زكريا الحجاوى هو أحد رواد الفن الشعبي المصري كلفته وزارة الثقافة عقب قيام ثورة يوليو بتكوين فرقة للفنون الشعبية فقام بعمل مسح شامل للأقاليم المصرية لجمع الفنون الشعبية من مصادرها، واكتشف خلال ذلك العديد من المطربين الشعبيين وصلوا إلى 50 مطرب ومطربة الذين الف منهم فرقة فنية تهتم بالغناء الشعبى وأطلق عليها فرقة " الفلاحين للفنون الشعبية " حققوا شهرة كبيرة فيما بعد منهم محمد طه , جمالات شيحة , خضرة محمد خضر , محمود ومحمد صبره , ابراهيم خميس وعبد الستار شيحة. قبل ثورة يوليو لم تكن هناك أى فرق فنون شعبية ، ولكن كان الاعتماد الكلي على الرقص والاستعراض الأجنبي، ففكر الفنان الراحل زكريا الحجاوي في منتصف الخمسينات في فرقة تعبر عن تراثنا الشعبي، فذهب الحجاوي في رحلة عبر أقاليم مصر لجمع التراث من كل قرية مصرية وذهب الى الموالد لتصفية وانتقاء المواهب الموجودة في القرى؛ لكي يمثلوا تراث مصر في كل ركن من أركانها، وبالفعل تم ذلك وكوّن أول فرقة للفنون الشعبية وجمع فيها عددا ضخما من المُنشدين والمطربين، وجمع من أصناف وأنواع الفنون لكي يقدم عملاً متكاملاً بكل عناصره من غناء مواويل ورقص وغناء . وبدأ العمل الجاد كان الحجاوى جمع عدد كبير من الأغاني التراثية والفلكلورية من المحافظات وبدأ فى تحفيظ الفرقة الأغاني والاستعراضات ثم انطلقت عروضها على مسرح المقطم فى البداية وكان يقدم تراثا حقيقيا حتى انه قدم أغانى عن الفرح البلدي وكان يصعد بعربة الكارو عليها أثاث العروس على المسرح ثم انطلقت إلى المحافظات وقدمت عروضها وسط اهتمام جماهيري كبير وأيضا بحضور المسئولين منهم د. ثروت عكاشة الذى كان يهتم بحضور حفلاتهم خاصة التى أقيمت فى المحافظات وسط استقبال جماهيري كبير جدا فقد كانوا يتنقلون ومعهم المسرح المتنقل كلما ذهبوا إلى مكان نصبوا المسرح الذى يقدمون عليه عروضهم . شاركت الفرقة فى عدد كبير من المسلسلات التى قدمها زكريا الحجاوى مثل سداح مداح , سعد اليتيم . وفي رمضان قدم الحجاوي عروض الفرقة في "شوادر" بجوار مسجد الحسين في القاهرة، فكانت العروض مستمرة وتحقق نجاحا كبيرا كل يوم ، وظلت الفرقة تزدهر لمدة 15 عاما حتى سافر الحجاوي وترك الفرقة . عقب سفر الحجاوى انفرط العقد وتدهورت أحوال الفرقة وسافر بعض فنانيها إلى قراهم وظل البعض الآخر يكافح فى القاهرة محاولا تحقيق نجاحات أخرى . كان المخرج عبد الرحمن الشافعى مديرا لمسرح السامر ويعيد تكوين فرقة الفلاحين من جديد وكان لدية 10 أفراد من الفرقة القديمة فانضمت اليهم فاطمة سرحان وكانت العنصر النسائى الوحيد فى هذا الوقت حتى وصل عدد أفراد الفرقة إلى اكثر من 70 فنان وفنانة قدموا عدد كبير من العروض فى داخل مصر وخارجها ومثلت مصر فى عدد من المحافل الدولية وسافروا الى عدد كبير من الدول مثل أمريكا وكندا وفرنسا والسودان كما شاركوا فى الأعمال المسرحية التى أخرجها المخرج عبد الرحمن الشافعى فى أعماله المسرحية مثل شفيقة ومتولى ,عاشق المداحين , سعد اليتم , حسن ونعيمة على مسرح السامر. ثم توالت العروض فى بيت السحيمى ومسرح سور القاهرة الشمالي وشارع المعز . فرق تراثية لدى الفنان انتصار عبد الفتاح رؤية فنية تزيد من تألق الفرق التراثية و تجعلنا نستمتع بأعماله الفنية كثيرا والتى حققت نجاحا كبيرا فى داخل مصر وخارجها .. وفى رمضان يجذبنا دائما الى الأماكن التاريخية خاصة قصر قبة الغورى لنستمتع بالأغاني الصوفية والروحية وهى تعانق عبق التاريخ .. فدائما نجد حفلاته وعروضه مزدحمة بالجمهور المتعطش والمحب لهذا النوع من الفنون خاصة انه يقدم برنامجا متميزا كعادته خاصة من " ليالى المقامات الروحية " بقصر قبة الغورى أيضا عرض " طقوس السمو " وهو عرض درامي ينشد فيه أغانى الصوفية والمولوية مع المولوى الأكبر وقد حقق هذا العرض نجاحا كبيرا والعرض فكرته بسيطة تؤكد على جوهر الأديان والمحبة والسلام من خلال شخصية المولوى الإنسان الباحث عن أسئلة معينة فيبدأ فى رحلة من خلال الأسئلة حتى يلتقى بالمولوى الأكبر الذي يرشده بصفة دائمة من خلال أغاني صوفية وتراتيل وألحان قبطية وترانيم كنسية وأدخل فيها الحركة الرابعة وهى السيمفونية التاسعة لبيتهوفن الكورالية التى كتبها شيلدر وطبعا تعتبر هذه السيمفونية هى نشيد العالم عن السلام وعمل منها ربط ما بين السيمفونية وما بين الإنشاد الصوفي مع المولوية فظهرت بصورة وتم ربطها مع تركيبة موسيقية بعنوان " نور النبى " والعرض فى النهاية يؤكد على جوهر الأديان بعيدا عن العرق أو اللون وستظل هذه الاسئلة موجودة ومستمرة بمعنى أن المولى يصل فى النهاية الى ان ياخذ مكان المولوى الأكبر ويظل يبحث عن الحقيقة .. العرض تقدمه فرقة رسالة سلام وترانيم قبطية والتراث الإسلامى والكنسى ويشكلون مع بعضهم فريق يجلسون بشكل معين ولديه خمس أفراد من المولوية من فرقة سماع للرقص الصوفي المولوي .