السبت 27 ابريل 2024

جذبت عدداً كبيراً من النجوم... أعمال فنية مستوحاة من أشهر المسرحيات العالمية

الأعمال المسرحية العالمية عاملاً جاذباً للكثير من الفنانين

12-7-2023 | 10:30

عمرو والى
على مر الزمان شكلت الأعمال المسرحية العالمية عاملاً جاذباً للكثير من الفنانين، من أجل إعادة تقديمها بمعالجات درامية مختلفة، وعبر وسائل متنوعة، سواء فى المسرح أو السينما أو التليفزيون، حيث زخرت شخصياتها بالعديد من التفاصيل التى يمكن محاورتها وتأويلها، لإنتاج عمل فنى جديد، برؤى مختلفة عن النص الأصلى، وظهر ذلك جلياً لدى عدد من الفنانين الذين طوعوا الكلاسيكيات العالمية، وقاموا بتحويلها إلى أعمال شهيرة لاقت استحسان الجمهور. «الكواكب» تستعرض أبرز هذه الأعمال، وذلك من خلال السطور التالية... تطور العصر مع نشأة المسرح فى مصر، برع عدد من الفنانين فى تقديم مجموعة من الأعمال المأخوذة عن الكلاسيكيات العالمية، وعرف المسرح العربى بشكل عام إعادة إنتاج نصوص عالمية مع عودة اللبنانى مارون النقاش من أوروبا وكتابته مسرحية «البخيل» عام 1847 متأثراً بمسرحية «بخيل» للفرنسى موليير، ليقدم بعدها رواية «هارون الرشيد»، عام 1850، ثم قدم مسرحية جديدة، وهى عبارة عن معالجة لمسرحية «طرطوف» لموليير، وقدمها بعنوان «السليط الحسود». وفى مصر وتحديداً مع عشرينيات القرن الماضى، بدأ المسرح الدرامى بشكل حقيقى بانضمام الفنان الراحل يوسف وهبى لقائمة رواد المسرح، حيث قدم مجموعة من الكلاسيكيات العالمية فى البداية، ومنها مسرحية «بيومى أفندى» عن مسرحية «الأب ليبونار» لجان إيكار، وعرضت فى مسرح رمسيس 1933 وقدمها من قبله محمد تيمور عام 1918. كما قدم الفنان بديع خيرى والفنان نجيب الريحانى مسرحية «توباز» وحولاها إلى مسرحية بعنوان «الجنيه المصرى»، كما قدم نفس الثنائى مسرحية «1000 فرنك فرنسى لليوم»، وقاما بتحويلها إلى مسرحية بعنوان «الدنيا لما تضحك» عام 1934، ومسرحية «الدلوعة» التى قدمها الراحل نجيب الريحانى وهى مأخوذة من الأصل الفرنسى «la petite chocalatiere» للكاتب بول كافو. علامات بارزة وشكلت مجموعة من الأعمال المسرحية العالمية نواة لعشرات الأعمال الأخرى، عبر رؤى ومعالجات درامية متنوعة، ومنها مسرحية «أوديب» للمسرحى اليونانى سوفكليس التى استمدها من أسطورة «أوديب»، حيث تم تناولها فى المسرح عند الكُتاب أحمد باكثير، وتوفيق الحكيم، وعلى سالم، ووليد إخلاصى، فعند باكثير جاءت بعنوان «مأساة أوديب» وصور فيها الكاتب صراعاً بشرياً بين قوى الشر متمثلة فى الكاهن الأكبر المخادع وقوى الخير متمثلة فى أوديب والكاهن الصالح، واستبدل باكثير الصراع بين البشر والآلهة فى نص سوفكليس إلى صراع أرضى بين البشر، وجاء نص توفيق الحكيم بعنوان «أوديب ملكاً» وجسد فيه صراعاً بين البشر والآلهة منحازاً لفكرة استحالة تحدى الإنسان لإرادة الإله، أما وليد إخلاصى فعنون نصه بـ«أوديب»، أما على سالم فقدم نصه بعنوان «أنت اللى قتلت الوحش» وهو بالعامية المصرية وفى إطار كوميدى. نصيب الأسد ونالت مسرحيات الكاتب الإنجليزى الأشهر وليم شكسبير العابرة نصيب الأسد فى إعادة الإنتاج من طرف فنانى المسرح، ومنها على سبيل المثال جوق إسكندر فرح الذى عرّف الجمهور المصرى بالكاتب العالمى شكسبير من خلال رائعته «روميو وجوليت» التى قدمها عام1889 تحت اسم «شهداء الغرام»، حيث قام الأديب المسرحى نجيب حداد بتمصيرها, وجعلها مناسبة لهذا الوقت وأدخل عليها بعض الأغنيات التى قام بغنائها الشيخ سلامة حجازى بطل الفرقة مع الفنانة لبيبة مانيللى شريكته فى البطولة. وفى عام 1910عاد الفنان جورج أبيض من أوروبا وأراد أن يؤلف فرقة جديدة ليفتتح بها دار الأوبرا الخديوية، فقدم له الشيخ سلامة حجازى أفراد جوقته، وكذلك روايات «أوديب الملك» و«لويس الحادى عشر»، و«عطيل»، وبالفعل قدم جورج الروايات الثلاث من إخراج عزيز عيد، فكانت هذه المسرحيات هى نواة التراث العربى المسرحى الجاد مما جعل أبيض يكرر تجاربه مع شكسبير فى عدة مواسم تالية، حيث قدم مسرحيات «تاجر البندقية»، «ترويض النمرة»، «ماكبث»، «الملك لير»، «هاملت». وفى عام1935 صدر قرار من وزير المعارف، حينها بإنشاء الفرقة القومية برئاسة الشاعر خليل مطران، ومطران لم يكن شاعراً بل كان أيضاً من أدباء المسرح المرموقين، فهو من أوائل المترجمين الذين تصدوا لترجمة مسرحيات شكسبير إلى العربية، لهذا قدم بعد رائعة «أهل الكهف» لتوفيق الحكيم التى افتتح بها المسرح القومى، مجموعة من المسرحيات المترجمة من روائع الأدب العالمى أبرزها مسرحيتا شكسبير «تاجر البندقية» التى ترجمها وأخرجها زكى طليمات، و«الملك لير»التى ترجمها إبراهيم رمزى وتولى إخراجها عزيز عيد. كما قدم المخرج الفرنسى فلاندر أثناء زيارته لمصر عام 1938 مسرحية «عطيل» ترجمة خليل مطران, وأعيد تقديمها مرة أخرى عام 1947 بنجوم آخرين كان أبرزهم حمدى غيث، الذى جسد بروعة شديدة شخصة «عطيل» حتى ارتبطت هذه الشخصية باسمه لسنوات طويلة، خاصة عندما تولى إخراجها فى بداية الستينيات. نجوم المسرح المصرى وأعاد المخرج نبيل الألفى عام1963 مسرحية «ماكبث»، وفى العام التالى قدم المخرج فتوح نشاطى «تاجر البندقية», وأعاد حمدى غيث تقديم مسرحية «عطيل», وتصدى المخرج العبقرى السيد بدير من خلال مسرح التليفزيون لأعمال شكسبير, حيث عرض فى نهاية عام 1964 على دار الأوبرا المصرية رائعة «هاملت» بطولة كرم مطاوع الذى جسد شخصية «هاملت». وقام المخرج فهمى الخولى عام 1975 على مسرح الطليعة بتقديم مسرحية «شكسبير فى العتبة» الذى حصل من خلالها على جائزة الدولة التشجيعية, وفى هذا العمل لم يكن أحد نصوص شكسبير هو البطل, ولكن كان شكسبير نفسه هو البطل!, حيث قام المؤلف رأفت الدويرى بتقديم قصة حياة شكسبير على المسرح من منظور سياسى كوميدى، وقام ببطولة العرض الفنان حسن عبدالحميد. أنطونيو وكليوباترا ورغم مشوارها الطويل فى عالم المسرح إلا أن سيدة المسرح العربى سميحة أيوب لم تقترب من عالم شكسبير إلا عام 1977, حيث قامت ببطولة مسرحية «أنطونيو وكليوباترا» بطولتها مع حمدى غيث الذى قام بأداء دور مارك أنطونيو, وشارك فى العرض أيضاً تهانى راشد, سميرة عبدالعزيز, محمد عنانى، ونبيل الحلفاوى، وقام بإخراج العرض المخرج البريطانى برنارد جوس. هاملت.. ومحمد صبحى وارتبط الفنان الكبير محمد صبحى بشخصة هاملت ارتباطاً وثيقاً, عندما قام بأداء هذه الشخصية فى امتحان البكالوريوس بالمعهد العالى للفنون المسرحية، واقترنت به طويلاً لدرجة أن زملاءه فى معهد الفنون المسرحية كانوا يطلقون عليه لقب «هاملت المصرى»، ونظراً لعشق صبحى لهذه الشخصية التى ظلت تطارده فى صحوه وفى منامه، قام بتقديمها للجمهور, وتولى بنفسه إخراجها عام 1978. وبعد ثلاثة أعوام وبالتحديد عام 1981 وعلى مسرح «وكالة الغورى» التابع لمسرح الطليعة قدم المخرج محمود الألفى نص «زوجات مرحات» عن مسرحية شكسبير «زوجات وندسور المرحات», إعداد الدكتور محمد عنانى، والمفاجأة أن العرض حقق نجاحاً كبيراً على مسرح وكالة الغورى، رغم خوف المسئولين من عدم تحقيقه أى نجاح. الملك لير.. والفخرانى وفى عام 2002 يهدى النجم الكبير يحيى الفخرانى للجمهور المصرى والعربى مسرحية «الملك لير» ترجمة الدكتورة فاطمة موسى، وإخراج المبدع الراحل أحمد عبدالحليم, وبطولة سوسن بدر, ريهام عبدالغفور, سلوى محمد على، لطفى لبيب, إبراهيم الشرقاوى، أحمد سلامة, وحققت المسرحية نجاحاً كاسحاً، والنجاح الكبير لهذا العرض شجع الفخرانى على تقديم العرض تليفزيونياً بسيناريو الكاتب عبدالرحيم كمال كمسلسل درامى بعنوان «دهشة». واستمرت أعمال شكسبير على المسرح القومى بداية عام 2004 بمسرحية «هاملت» ترجمة الدكتور جمال عبدالمقصود، وبطولة فتحى عبدالوهاب, ليلى طاهر, عبدالرحمن أبوزهرة, رشوان توفيق, ياسر على ماهر, إعداد وإخراج هانى مطاوع، وكان آخر العروض التى قدمت لشكسبير على خشبة المسرح القومى عرض «روميو وجوليت» عام 2008 إخراج الفنان الراحل سناء شافع. وفاة بائع متجول ومن روائع المسرحيات العالمية، تعد مسرحية «وفاة بائع متجول» من أبرز إبداعات الكاتب المسرحى الأمريكى آرثر ميلر المتوفى عام 2005، وحصدت المسرحية جائزة «بوليتزر» و«دراما كريتيكس آوارد» وترجمت إلى أكثر من عشرين لغة، حيث تتناول موضوع الصراع بين الأجيال داخل العائلة الواحدة، وقلة تقدير الجيل الشاب لتضحيات الجيل الذى سبقه. بيت الدمية ومن ضمن أشهر الأعمال العالمية كانت مسرحية «بيت الدمية» للكاتب النرويجى هنريك إبسن، وتتكون من 3 فصول، حيث كتبها عام 1879، وعُرِضَت لأول مرة على المسرح الملكى الدنماركى. وتكمن أهمية المسرحية فى الموقف الحاسم الذى تتخذه تجاه أعراف الزواج فى القرن التاسع عشر، حيث أثارت جدلاً واسعاً فى ذلك الوقت، وتنتهى الرواية بترك البطلة نورا زوجها وأبناءها بحثاً عن ذاتها. بيجماليون - سيدتى الجميلة كما استمد الكاتب الآيرلندى برنارد شو مسرحية «بيجماليون»، من أسطورة «بيجماليون» اليونانية عن مَن صنع التمثال ثم التعبد به، وقد كتب توفيق الحكيم مسرحية «بيجماليون» متاثراً بنص دشو، وفى عمل شو نجد عصرنة للحكاية وخروجها من روح الأسطورة إلى روح الحياة الواقعية الاجتماعية، عالم صوتيات يلتقط امرأة من عامة الشعب ويعيد صياغتها كامرأة أرستقراطية لكنها تنتهى إلى رفض «شخصية الارستقراطية»، وتتمرد على العالم الذى حولها إلى تلك الشخصية. فيما تم تقديم هذه المسرحية بثلاث معالجات مختلفة.. الأولى قدمها الفنان الراحل فؤاد المهندس، بصحبة الفنانة شويكار، فى الستينيات، بمشاركة حسن مصطفى، جمال إسماعيل، سيد زيان، فاروق فلوكس، نظيم شعراوى، زوزو شكيب، وقام بكتابتها وإعادة تمصيرها الكاتب بهجت قمر وسمير خفاجى، وإخراج حسن عبد السلام. وعاد الفنان أحمد السقا للوقوف على خشبة المسرح، من خلال نفس المسرحية «سيدتى الجميلة»، بعد غياب دام 19 عاماً، بمشاركة الفنانة ريم مصطفى، ومحمد عبد الرحمن (توتا)، وعلاء مرسى، من كتابة أيمن بهجت قمر، ومن إخراج عمرو عرفة. وعلى خشبة المسرح القومى تم تقديم نفس القصة بعنوان «سيدتى أنا»، من بطولة داليا البحيرى، ونضال الشافعى، فريد النقراشى، محمد دسوقى، أمينة سالم، أشعار عادل سلامة، دراما تورج وإخراج محسن رزق. المدرسة الجديدة وفى سياق متصل كشف المخرج الراحل جلال الشرقاوى، عبر تصريحات إعلامية عن ذكرياته مع مسرحية «مدرسة المشاغبين»، مؤكداً أن المسرحية فى الأساس مترجمة من مسرحية فرنسية بعنوان «المسرحية الجديدة» كتبها الفرنسى روجيه فيردنانيد، وهى عبارة عن 3 أجزاء، الجزء الأول يتحدث عن مدرسة المشاغبين، والجزء الثانى يتناول حياتهم عقب دخول الجامعة، والجزء الثالث يتناول قصة حياتهم بعد مرور 50 عاماً، وكيف أصبحت حياتهم، موضحاً أن الجزء الأول فقط هو الذى نفذ. وأشار إلى أنه تمت ترجمة النص من الفرنسية إلى العربية عن طريق أستاذ المصنفات الفنية عبدالفتاح مصطفى، قائلاً: «المسرحية تناولت الصراع بين الجيل القديم والجيل الحديث، حيث مثل الأب والناظر السلطة.. والأبناء يمثلون الشعب»، مضيفاً أن «الأمر متوقف على جيل يريد فرض سلطته، وجيل شباب متمرد». فيما تم تقديم المسرحية كفيلم سينمائى من بطولة محمد عوض، ونور الشريف، وسمير غانم، يوسف فخر الدين، وجورج سيدهم، من تأليف على سالم، ومن إخراج حسام الدين مصطفى. السينما والتليفزيون وتكرر هذا الأمر فى العديد من المسرحيات العالمية، التى تحولت إلى أفلام سينمائية، ومنها «روميو وجولييت»؛ كان أولها فيلم «ممنوع الحب»، والذى كتبه عباس علام بالتعاون مع مخرج الفيلم محمد كريم، وفيه تحولت إلى نسخة كوميدية غنائية، قام بدور البطولة فيها محمد عبد الوهاب؛ وتتالت بعدها الأعمال، ومنها «شهداء الغرام» 1944، و«البدوية الحسناء» 1947، و«العلمين» 1965، و«حبك نار» 2004، و«الغرفة 707» فى عام 2007. وهو نفس الحال لمسرحية «مكبث»، والتى كتبها شكسبير، وتم اقتباسها فى العديد من الأفلام منها فيلم «معالى الوزير»، فى عام 2002. ومن المسرحيات الشهيرة أيضاً مسرحية «عربة تسمى الرغبة» للكاتب الأمريكى أونيل ووليامز، حيث تم اقتباس أحداثها فى 3 أفلام، وهى: «انحراف» 1985، و«الفريسة» 1986، و«الرغبة» 2002. وتكرر الأمر، مع مسرحية «رغبة تحت شجرة الدردار»، حيث تم اقتباس الحبكة وتقديمها فى فيلم «عيون لا تنام» سنة 1981، وقام بلعب أدوار البطولة فيه فريد شوقى وأحمد زكى ومديحة كامل. كما دأب المسرحيون على تقديم معالجات عدة لبعض الروايات العالمية الشهيرة، ومنها «أحدب نوتردام»، للأديب الفرنسى الشهير فيكتور هوجو، و«البؤساء» لنفس الكاتب، بالإضافة إلى رواية «الحرب والسلام» للكاتب الروسى ديستويفسكى، ورواية «وداعاً للسلاح» للكاتب الأمريكى إرنست همنجواى.