الخميس 21 نوفمبر 2024

فى ذكرى رحيل والدها ,رانيا فريد شوقى: تعلمت من الملك حب المهنة

رانيا فريد شوقى

12-8-2023 | 12:58

أميمة أحمد

حلت منذ أيام الذكرى الخامسة والعشرون على رحيل «وحش الشاشة»، و«ملك الترسو»، الفنان الراحل فريد شوقى، الذي قدم على مدار نصف قرن، عدداً كبيراً من الأعمال الفنية بين السينما والتليفزيون والمسرح والإنتاج وكتابة السيناريو، فهو حقاً صاحب بصمة كبيرة فى عالم الفن، و«مؤسسة فنية مستقلة» تعلم فيها نجوم كثيرون من بعده، فاستحق عن جدارة أن يتربع على عرش الفن لنصف قرن من الزمن، وما زال إرثه الفنى باقياً يملأ الشاشات العربية.

فى تلك المناسبة التقت «الكواكب»، ابنته وتلميذته، النجمة رانيا فريد شوقى، التى حدثتنا فى هذا الحوار عن بداية عملها مع والدها الراحل فريد شوقى، وكيف كان ينصحها لتقف على قدميها على أرض صلبة فى طريق الفن، وأهم الأسباب التى خلَّدت اسمه كفنان من نوع خاص، وكيف كان يرى دور الفن ورسالته من وجهة نظره، وكذلك كيف كان فريد شوقى الإنسان داخل بيته وبين أفراد أسرته وأحفاده، وغيرها من التفاصيل فى الحوال التالى...

 

 

 

فيلم «آه وآه من شربات» كان بدايتكِ الفنية مع والدكِ الفنان فريد شوقى.. حدثينا عن ذكرياتكِ مع الفيلم؟

ذكرياتى كثيرة عن هذا الفيلم، فهو أول عمل فنى أقدمه كما أن وجود والدى معى كان سبباً فى كثير من الذكريات التى تلازمنى حتى الآن بخصوص هذا الفيلم، لكنى كنت فى ذلك الوقت أشعر بخوف شديد أثناء التمثيل، وهذا الخوف نابع من كونها التجربة الأولى فى الفن بالنسبة لى، خاصة فى أول يوم تصوير، وكنت أشعر بأن جسمى يرتجف رعباً، ولكن والدى كان يطمئننى دائماً ويحاول بقدر الإمكان أن يزيل عنى هذا الخوف، لدرجة أن الفيلم تم تصويره فى منزلنا حتى لا أشعر بالخوف فى أولى تجاربى الفنية، فاللوكيشن كان هو الفيلا التى نسكن بها، وغرفة نومى فى الفيلم هى غرفة نومى الحقيقية. أما بالنسبة لأدائى نفسه فى الفيلم ، فحين كنت أذهب وأسأله عن أداء فى مشهد معين كان يرفض أن يوجهنى، وكان يقول لى اذهبى للمخرج الأستاذ محمد عبدالعزيز، فهو المسئول عنكِ، فكان دائماً يرفع شعار «المخرج هو رب العمل».. حقيقة فيلم «آه وآه من شربات» من أقرب الأفلام إلى قلبى، وذكرياتى معه كثيرة جداً

.. وما الصعوبات التى واجهتكِ أثناء تصوير الفيلم؟

رغم حبى الشديد للتمثيل ورغبتى الشديدة فى أن أصبح ممثلة، إلا أن شعور الرهبة والخوف وقت تصوير الفيلم كان أكثر شىء تملكنى، فهى المرة الأولى التى أقف فيها أمام الكاميرا، إلى جانب وقوفى أمام نجم كبير بحجم النجم فريد شوقى، الذى نسيت وقتها كليةً أنه والدى، وتذكرت فقط أننى أقف أمام هذا النجم الكبير، كل هذه صعوبات واجهتنى أثناء تصوير الفيلم.

 

معروف أن الفنان فريد شوقى كان مدرسة فنية عربية كبيرة تعلم منها الكثيرون.. فما أهم النصائح التى كان يقدمها لكِ؟

بالفعل كان على قدر كبير من الحرفية والمهنية والذكاء الفنى، وكان يقدم لى نصائح فنية فى بداياتى، وأولى نصائحه لى كانت اتباع خطوات المخرج وتنفيذ تعليماته، كما كان حريصاً على توجيهى إلى تقديم الأعمال التى أقتنع بها، ولا أقبل عملاً دون اقتناع به وبالسيناريو والرسالة التى يقدمها، والالتزام، وحب المهنة، ومعرفة أهميتها، والتواضع، والتركيز على نفسى فقط، وأن أطورها معظم الوقت وحب الجمهور، وكثير من النصائح التى اعتمدت عليها طوال مشوار الفنى.

 

صرحتِ من قبل بأن والدك كان رافضاً عملك بالتمثيل.. ما السبب وراء ذلك؟

مثل أى أب يخاف على أولاده، فمهنة التمثيل شاقة جداً وبها مجهود كبير، وكان يخشى عليّ من مجهود المهنة، خصوصاً أن الفن مهنة شاقة للسيدات، فهى تسرق وقتهن، ومن الممكن أن يمر الوقت دون أن تشعر الفنانة بنفسها ولا تكوِّن أسرة، وهذا حدث بالفعل مع كثير من الفنانات.. فكان والدى رحمة الله عليه يخشى من هذه النقطة تحديداً ومن أن يسرقنى الفن ولا أستطيع أن أكوِّن أسرة، وأن يصبح لديّ أبناء وحياة مستقرة، وهو شىء مهم جداً، وقد يكون ذلك السبب أنى تزوجت مبكراً وكونت أسرة بفضل الله.

حقق الفنان فريد شوقى نجاحاً كبيراً فى مختلف الأدوار التى قدمها فهو مؤسسة وكيان خاص.. ما السبب وراء ذلك؟

أنا دائماً ما أقول على والدى إنه «مؤسسة فنية» بالفعل، والسبب وراء ذلك يرجع لحبه الشديد وشغفه الكبير بالفن، واهتمامه بالمجتمع وقضاياه وبالناس خاصة البسطاء، كما كان حريصاً على طرح المشاكل المهمة، وكان دائماً يسعى لتقديم قضايا مجتمعية تهم المواطن البسيط، فكان يعتبر نفسه مواطناً مهموماً بقضايا الوطن رزقه الله موهبة فكان يستغلها فى خدمة المجتمع من خلال الفن وهذا هو سر نجاحه، وعلى الرغم من مرور 25 عاماً على وفاته وأن هناك أجيالاً جديدة لم تعاصر وجوده، إلا أنهم يحبونه ويتعلمون منه إلى الآن، وهذا دليل على أن حب الإنسان لمهنته ومنحها كل وقته، بالتأكيد سيترك انطباعاً وبصمة رائعة وأعمالاً ناجحة.

فيلم «ملائكة الرحمة» هو أول ظهور سينمائى للفنان فريد شوقى.. حدثينا عنه؟

هو فعلاً هو أول أعمال والدى، والذى أتذكره أنه كان طالباً فى المعهد العالى للفنون المسرحية وقتها، وكان المخرجون دائماً يذهبون للمعهد لمشاهدة مشاريع تخرج الطلبة، ولاختيار وجوه جديدة، وتم اختيار والدى وقدم الفيلم وحقق نجاحاً كبيراً من خلاله.

كان معروفاً عنه حبه الشديد للمغامرة فى مشواره الفنى.. فما المغامرات التى قام بها؟

أعتقد بأن مغامرة سفرة إلى تركيا والعمل هناك وتقديم الكثير من الأعمال الناجحة التى استطاع أن يحصل من خلالها على العديد من الجوائز الفنية كان مغامرة كبيرة، وفى لبنان كذلك، هذه هى مغامرات الفنان فريد شوقى رحمة الله عليه.

لقِّب فريد شوقى بـ«ملك الترسو».. ما رأيك فى هذا اللقب.. وما السر وراءه؟

هذا اللقب كان بسبب تقديمه الكثير من أفلام الأكشن، وكان والدى رحمة الله عليه يتمتع ببنية جسمانية قوية، قكان طويلاً وعريضاً، وهذا ساعده جداً فى تقديم مشاهد الأكشن والمعارك فى أفلامه.

الفنان فريد شوقى كان سبباً فى تغيير بعض القوانين فى أفلامه التى اشتهرت بتقديم الرسائل والقضايا المهمة.. كيف كان يرى الفن من وجهة نظره؟

بالفعل الكثير من الأعمال التى قدمها والدى استطاعت أن تغير القوانين، وناقشت العديد من الرسائل المهمة، وكان يهتم بكل الناس، خاصة البسطاء، وكان يرى أن الفن رسالة، وعلى الفنان أن يصبح لديه رسالة وهدف يقدمه من خلال فنه.

 قدَّم الفنان فريد شوقى العديد من الأعمال الناجحة التى تركت بصمة خاصة فى قلوب المشاهدين سواء فى السينما أو الدراما، وكذلك المسرح.. كمشاهدة ما أقرب أعماله إلى قلبكِ؟

كل أعمال والدى أحبها وقريبة إلى قلبى، كما أنه أنتج مجموعة كبيرة من الأفلام الناجحة التى يصل عددها إلى نحو 30 فيلماً كلها قريبة إلى قلبى وقلب الجمهور، بدليل أنها لازالت تعرض وتشاهد إلى الآن على الرغم من مرور سنوات كثيرة عليها.

يقولون إنكِ الابنة الأقرب للفنان فريد شوقى.. حدثينا عن أحب ذكرياتكِ معه؟

كان والدى يحبنا جميعاً بدرجة متساوية، وكان حنوناً علينا جميعاً، وكان دائماً يقول إنه لا يستطيع أكل شىء من دون بناته، حتى بعد زواجنا، وكان دائماً ما يجمعنا عنده كل يوم جمعة، خصوصاً فى المناسبات سواء فى رمضان أو العيد وأعياد ميلادنا، فهو كان أباً من الدرجة الأولى، ولكن البعض يرى أننى كنت الأقرب إليه كونى كثيراً ما كنت أتدلل عليه لأننى كنت آخر العنقود، ولأننى الوحيدة التى استكملت بعده مشوار الفن، إنما هو كان يحبنا جميعاً بالقدر ذاته.

وكيف كانت علاقته بأحفاده؟

كان والدى طيباً جداً ورؤوفاً بكل مَن حوله، وكانت علاقته بأحفاده رائعة جداً، وما زال أحفاده الكبار الذين عاشوا معه يتذكرونه إلى الآن؛ لأن معظم أحفاده لم يروه، فهو لم يرَ فريدة بنتى أو ملك، وعلى ابن شقيقتى عبير، ولكنه رأى فريد ابن عبير الذى عاش معه سنة واحدة فقط من عمره، ولكن أحفاده الكبار كانت علاقته بهم جميلة جداً، وبها الكثير من الحب والدلع، خاصة البنات.

آخر أعمالك كان مسلسل «المداح».. ما الذى حمسكِ له.. وهل كانت هناك صعوبات به خصوصاً أنكِ شاركتِ فى الجزء الثالث منه؟

مسلسل «المداح» كان تجربة جديدة بالنسبة لى، وهو مسلسل ناجح بجميع أجزائه السابقة، ومع نجوم كبار لم أعمل مع معظمهم من قبل، فبالنسبة لى كان تجربة مختلفة تماماً، والحمدلله كان اختيارى صحيحاً، وحقق الدور نجاحاً كبيراً.

قدمتِ خلال أحداث العمل شخصية «أحلام» وهى شخصية محيرة ومركبة.. كيفِ رأيتِ الشخصية من وجهة نظركِ.. وهل كانت لها استعدادات خاصة؟

شخصية «أحلام» متدخلة فى كل شىء، وترسم دور الطيبة، إنما هى فى الحقيقة شريرة جداً، وقد تعمدت أن أقدمها بهذا الأداء حتى تكون شخصية شبيهة بالكثير من الناس المحيطين بنا، وهو ما تأكدت منه بعد عرض الحلقات وظهور الشخصية على الشاشة، وكنت أتابع تعليقات الجمهور عليها، الذين كانوا دائماً يقولون نعرف شخصية مثل أحلام تماماً. لدينا أحلام فى أقاربنا، وبسبب أنها موجودة بالفعل لمست قلوب المشاهدين بمنتهى الهدوء.

برأيك.. هل قصص «المداح» من أرض الواقع أم من خيال المؤلف؟

هى أحداث حقيقية جداً، ولكنها لا تخلو أيضاً من خيال المؤلف حتى تتماشى مع كونه عملاً درامياً.

تم تكريمك مؤخراً فى «مهرجان الداخلة» بأحد البلاد العربية.. حدثينا عن هذا التكريم؟

سعدت جداً بتكريمى فى مهرجان الداخلة، خصوصاً أن التكريم من بلد عربى شقيق، وسعدت جداً باستقبال الجمهور هناك لى، وشعرت بحب الناس وكرم ضيافتهم، وحبهم للفن المصرى، وبالأخص للفنان فريد شوقى فكنت سعيدة جداً، لحفاوة استقبال الفنان المصرى بالخارج.

ما الجديد فى الفترة المقبلة؟

فى الوقت الحالى لا يوجد سوى العرض المسرحى «صاحب الوردة» وإن شاء الله نستأنف البروفات عليها قريباً.