الإثنين 25 نوفمبر 2024

بين الاهتمام الشديد به.. والفضول إزاء أخباره الخاصة الخطوط الحمراء فى الحياة الشخصية للفنان

لقاء سويدان و أمل رق و داليا مصطفى

3-2-2024 | 16:14

رشا صموئيل

منذ القدم والنجوم يشعون توهجاً وبريقاً فى سماء الفن، وأيضاً نجدهم محاطين بحب واهتمام كبير من قبل الجمهور الذى يحرص على متابعة أخبارهم الفنية والشخصية، وبالتأكيد هذا يسعد النجم ويمنحه مؤشراً أنه يسير على خطى جيدة، لكن مع الوقت وما حدث من انفتاح تكنولوجى وتواجد ما يسمى «السوشيال ميديا» وانتشار مواقع التواصل الاجتماعى، كل ذلك منح تأشيرة للجمهور للتدخل بشكل أكبر وأعمق، وتخطى فضوله الشديد المغلف بالاهتمام الحواجز، ليقتحم حياة الفنان الشخصية والسماح لنفسه بالدخول إلى الغرف المغلقة، وإبداء الرأى بشكل مبالغ فيه، وأخذ يبحث عن أسباب الطلاق والانفصال كأنه جزء من العائلة.. والسؤال الذى يفرض نفسه هنا: ما الخطوط الحمراء التى لا ينبغى تجاوزها فى الحياة الشخصية للنجوم.. وهل من الطبيعى أن يبحث الجمهور عن الحياة الشخصية للفنان؟.. بمعنى أدق يبحث عن الأسباب التى أدت للطلاق أو الزواج تحت مسمى الاهتمام والحب.. أم يكفى بما أعلنه الفنان احتراماً لخصوصياته.. وهل تدخل الجمهور بشكل مبالغ فيه يؤثر على الحياة الشخصية والفنية للنجم أم لا؟
للبحث فى هذا الأمر أخذنا آراء باقة متنوعة ما بين أهل الفن والنقاد والإعلام، وذلك فى السطور التالية.

فى البداية

قالت النجمة داليا مصطفى: أصبح التدخل فى حياة الفنان شيئاً مزعجاً جداً، فليس من حق أى شخص معرفة تفاصيل حياتنا، وخاصة البحث وراء أسباب الطلاق، وللأسف تخطى الأمر حدود الحديث عن الواقع، وأصبحت هناك تكهنات وإبداء الآراء كأنهم جزء لا يتجزأ من العائلة، وأحياناً الآراء تكون جارحة جداً، والمتضرر الأكبر هم الأولاد، ولذلك أتمنى من الصحافة والإعلام أن يكونوا أكثر دقة فى نقل أخبار الفنانين ومراعاة حياتهم الشخصية التى يتناقلها الجمهور.. فأحياناً الفنان مضطر لإعلان خبر الانفصال ولكن ليس مضطراً أن يقول الأسباب حفاظاً على خصوصيته، ولذلك لابد أن نحترمها ولا نبحث عن الأسباب والدوافع؛ لأنه ليس من حقاً لأى من الجمهور أو الإعلام.

وأضافت النجمة لقاء سويدان، قائلة: للأسف أخبار الفنانين التى تتداولها بعض المواقع الصحفية هى التى تمنح الفرصة للناس أن تعرف أكثر مما يجب أن يعرفونه، والغريب أنى أحياناً أتعرض لأسئلة شخصية غريبة، والذى يغضبنى بالفعل أن الجمهور يترك أعمالنا الفنية والمجهود الذى نبذله من أجل إسعادهم ليهتم بأمورنا الشخصية وأحياناً تكون أخباراً كاذبة وحياتنا الشخصية تخصنا نحن فقط، ونعلن ما نسمح بمعرفته، ولكن السؤال هنا: لماذا يبحث الجمهور أو الإعلام وراء أسباب الطلاق؟ ما الاستفادة من وراء البحث؟
وأكملت: أثناء تواجدى عند الطبيب فى العيادة، فوجئت بالناس تسألنى عن سبب انفصال ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضى.. وهل خانها أم لا؟.. فوجدت نفسى دون تفكير أقول لهم: إنه شيء خاص بهم، ولكن للأسف السوشيال ميديا سمحت لجميع الناس بالتدخل فى حياة النجوم، وتداول الأخبار بشكل غير لائق أحياناً، وهذا يزعج عائلة الفنان جداً وخصوصاً الأبناء، وأنا شخصياً أثناء فترة زواجى من حسين فهمى ظهرت شائعات كثيرة بانفصالنا، وبالفعل كنت أتوتر كثيراً، ولكن كان رأى حسين ألا أمنح الفرصة لأية شائعة أن تأخذ أكبر من حجمها وهى مع الوقت ستتلاشى.


وقالت الفنانة أمل رزق: الحقيقة أن اهتمام الجمهور بأخبار النجوم منذ زمن عمالقة الفن أمثال صباح وليلى مراد، وهذا مطلوب جداً وشىء محبب للفنان، ولكن عندما يتعدى الجمهور خط الاهتمام لدرجة البحث فى أدق الأمور الشخصية والتفاصيل وأسباب الطلاق، فهنا لابد من وقفة حاسمة، ولكن لتفادى الوصول لمرحلة الشد والجذب بين الجمهور والفنان لابد للفنان أن يحافظ على أسراره بقدر الإمكان.. وبالمناسبة أحياناً الشائعات تتحول لحقيقة وتتسبب بالفعل فى الطلاق. 
أما النجمة الكبيرة عايدة رياض، فقالت: الجمهور أصبح يهتم بالمسائل الشخصية للفنان أكثر من الفنان نفسه، وهذا غير مستحب إطلاقاً وأصبح شيئاً مزعجاً للفنانين، ولو تحدثت عن النجمة ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضى فإن الناس تأثروا بانفصالهما، وهذا نابع من شعبيتهما؛ لأنهما نجمان ومحبوبان جداً، وياسمين جميلة جداً، ولها جمهور عريض أيضاً الجمهور عاش قصة حبهما من البداية، ولذلك تأثروا جداً بانفصالهما، وهذا ظهر بوضوح فى ردود الأفعال على السوشيال ميديا من كم الدعوات لرجوع ياسمين للعوضى.
وأضافت: وأنا شخصياً تعرضت لشائعات سخيفة أننى تزوجت من الفنان أحمد بدير، وأخذت فترة طويلة، ولكن كنت أنفيها خوفاً على بيته وزوجته، والحقيقة هذه الشائعة وقعت عليّ بالضرر النفسى، وبالتأكيد هو أيضاً تضرر، وبالطبع هذا أثّر بشكل سلبى على حياتنا الفنية.
وقالت الفنانة سماح أنور: للأسف الأخبار الفنية طوال عمرها مادة خصبة لاهتمام الناس، فى بداية حياتى الفنية تعرضت لكثير من الشائعات، وكنت أغضب جداً، ولكن والدى لأنه كان صحفياً كبيراً كان دائماً يقول أنت غشيمة، الحياة الشخصية للفنان مش من حق أحد اقتحامها أو البحث عنها لأنها تخصه وحده وهو فقط من حقه يقول ما يريده ولكن لو الفنان منح مساحة كبيرة للجمهور لمشاركة حياته الشخصية فالأخير سيستبيح لنفسه ما يشاء، الفنان هو صنيع الجمهور والإعلام، ولهذا من حقهما أن ينفتحا على بعض الأخبار الخاصة به (الزواج، الطلاق، الإنجاب، الخلافات المهنية) الذى يريد منه فقط السعادة.. بمعنى أدق؛ فيلم جيد أو غنوة لطيفة، بالفعل أنا عانيت فى بداية شهرتى من كم شائعات كثيرة كاذبة، تخيلت أن هذا الافتراء سيؤثر فى حياتى الفنية ويجعل الناس تصدق وتأخذ صورة خاطئة عنى وتكرهنى ولذلك والدى قال لى (الوقت كفيل أن يظهر الحقيقة)، وبالفعل مع الزمن كلامه أثبت صحته وما يحدث على السوشيال ميديا من بحث فى حياة الفنانين والهلث وراء أخبارهم الشخصية عبث وفراغ.


 وأشارت الإعلامية الكبيرة سهير شلبى، قائلة: أنا أعمل فى الحقل الإعلامى منذ أكثر من 35 عاماً، وكنت أحرص على الابتعاد عن حياة النجوم الشخصية، ولم يحدث أننى سألت فناناً ما أسباب الزواج وما أسباب الطلاق، وهذه كانت مبادئنا وأخلاقنا؛ لأن البيوت أسرار لأن التدخل شىء غير مقبول على الإطلاق، أنا شخصياً أتأذى عندما أسمع بعض الشائعات، الحقيقة أندهش عندما أرى أن الناس تترك التركيز فى حياتها الشخصية لتتفرغ لحياة المشاهير ويبحثوا وينقبوا عن أسباب الطلاق، هذا شىء مؤسف وهذا النوع من الفضول لم أستطع أن أضعه فى بند اهتمام الجمهور بالفنان؛ لأنه من المفروض أن الاهتمام يكون بأعماله وفنه هل يقدم فناً جيداً له رسالة أم فناً هابطاً وليس حياته الشخصية، لأن هذه الحياة ملك الفنان وحده، فمثلاً رأيت أحمد العوضى يعلن الانفصال عن ياسمين عبد العزيز بشكل راقٍ ومحترم جداً، فقد كتب تم الطلاق بينى وبين ياسمين وأكن لها كل الاحترام، وكنت أتمنى أن ينتهى الخبر عند هذا الحد، ولكن ما أراه سواء فى البرامج أو على السوشيال ميديا شىء مؤسف من البحث فى أسباب الطلاق.
واضاف الإعلامى الكبير طارق علام: على الجمهور أن يهتم فقط بعمل الفنان، لأن الحياة الشخصية للفنان بها نوع من الخصوصية، ولكن مع جنون السوشيال ميديا اختلط الحامل بالنابل، وأبسط الأشياء أن أكون فى عزاء وأتفاجأ بالكاميرات تسألنى عن أمور ليس لها علاقة بالعزاء.. لكل مقام مقال، والحقيقة اقتحام الخصوصية وصل لحرمة المتوفى نفسه.
وأكمل: هناك أيضاً مسئولية من جانب المشاهير، فعليهم الإحاطة بخصوصيتهم أكثر من ذلك؛ لأن بعض الناس تمنح مساحة للحوار، تدخل الناس على السوشيال ميديا بصنع مشكلة كبيرة تتسبب فى تدهور العلاقات بين المتزوجين لو لم تكن على أساس متين أحياناً.
أما الناقدة الفنية ماجدة موريس، فقالت: للأسف السوشيال ميديا هى مادة خصبة ومسرح لكل من يريد أن يعتليه ويقول كلمة، ولذلك أطالب الناس بالتوقف عن التفاعل مع المواقع غير المهنية على مواقع التواصل الاجتماعى لأن الاهتمام يمنحهم مصداقية وتأييدهم للخطأ وهذا غير مقبول، بالإضافة إلى أن هناك خطوطاً حمراء فى حياة النجوم لاينبغى تجاوزها (العلاقات الشخصية والزواج والطلاق والأسرة وما يخص الشائعات والسلوكيات الاجتماعية وكل ماهو بعيد عن الفن)؛ لأن ما يهمنا فى حياة النجم هو أعماله، وهنا من حقى أن أتحدث عنه وأنتقده، ولكن لابد أن نضع فى اعتبارنا أن الفنان بشر مثلنا حياته الشخصية تتأثر بسبب التجاوز فى حقه، وتضعه فى صورة شخص غير سوى، هذا غير أن حياتهم الفنية أيضاً تتأثر لأن الفنان كى يظهر بأفضل صورة على الشاشة لابد أن يكون صافى الذهن وليس مشغولاً بمن ينتقده، وفى نفس الوقت المشاهد يريد أن يرى الممثل فى أحسن حالاته، والحقيقة أنى أتعجب كثيراً من اهتمام البعض بالبحث وراء أسباب الطلاق لأنها أمور شخصية جداً، هناك جوانب أخرى فى الحياة لابد أن تكون بؤرة اهتمام الناس مثل اهتمامه بنفسه وعائلته وبثقافته، وأرى أن الاهتمام غير المنطقى بأحوال النجوم يأخذ أفضل ما لدى الإنسان، وهى صحته ووقته وسلامه النفسى.


وأوضح الناقد الفنى سمير الجمل: من تجربتى الصحفية عندما كنت مسئولاً عن أقسام الفنون فى جريدة الجمهورية لسنوات طويلة كنت أمنع تماماً الأخبار الخاصة، للأسف الصحافة أحياناً هى التى تسببت فى هذا، ولكن فى العام ليس من حق الجمهور أن يقتحم حياة الفنان الخاصة، كما أن بعض الفنانين بدورهم يساعدون الناس على ذلك من تسريب أخبار حول طلاقهم أو جوازهم ليظلوا على الساحة ويجذبوا المنتجين لهم، وهذه كانت نظرية موجودة خلال فترة زمنية سابقة.
وأضاف: اهتمام الناس بحياة الفنانين أصبح شيئاً مبالغاً فيه، خاصة مع وجود السوشيال ميديا التى أباحت للبعض أن ينتقد ويتدخل فى حياة النجوم، ولابد أن هذا التدخل المؤذى يلحق الضرر بالفنان، ولكن على الصعيد الآخر لابد على أن الفنان أن يتحمل مسئولية نفسه، ومادام جعل حياته الشخصية عرضة للقيل والقال عليه أن يتحمل المسئولية ولكن لو كان الفنان متحفظاً على حياته الشخصية فليس من حق أى شخص اقتحامها، ولو حدث فمن حق الفنان مقاضاته، لكن الغالبية منهم يعتبرون ذلك ضريبة الشهرة والمجد، وبالمناسبة استقرار حياة الفنان أمر مهم فى استقراره النفسى، وبالتالى نجاحه الفنى.. وأقوى دليل على ذلك الزعيم عادل إمام الذى تربع على العرش 50 عاماً وذلك لأنه فنان كبير فى الوسط الفنى، وأيضاً يتمتع بالاستقرار العائلى، وأصبحت هناك مع الوقت حميمية بين الجمهور وعائلة إمام، وهذا سر من أسرار استمرار عادل لأنها منحته الاستقرار النفسى، هذا غير موهبته وخفة ظله، وكذلك دكتور يحيى الفخرانى ومحمود ياسين.. الجمهور ارتبط ارتباطاً وثيقاً بعائلاتهم، ولاأ نسى إطلاقاً مدى حزن الجمهور عندما حدث الطلاق بين نور الشريف وبوسى، لأننا عشنا معهما أجمل قصة حب التى وثقت فى أكثر من عمل سينمائى.
واختتم كلامه قائلاً: فى النهاية أقول إنه من حق الجمهور أن يتفاعل مع حزن أو فرح النجم الذى يحبه، لكن ليس من حقه التدخل فى حياته بشكل لا يليق.