حفر الفنان الراحل محمود عبد العزيز «الساحر» اسمه فى الوجدان وترك بصمة فنية منقطعة النظير ومسيرة فنية حافلة بالعطاء استطاع من خلالها أن ينسلخ من جلده تماماً، ويقدم كل ألوان الدراما ما بين الكوميدى والتراجيدى والطيب والشرير والرومانسى والوطنى ليكون نموذجاً فنياً فريداً.. وفى ذكرى ميلاده الموافق 4 يونيو نرصد أبرز المحطات الفنية والإنسانية فى حياة «الساحر». وُلد محمود عبد العزيز فى حى الورديان غرب الإسكندرية وكان ينتمى إلى أسرة متوسطة، تعلم فى مدارس الحى إلى أن انتقل إلى كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وهناك بدأ يمارس هواية التمثيل من خلال فريق المسرح بكلية الزراعة. حصل محمود عبد العزيز على درجة البكالوريوس ثم درجة الماجستير فى تربية النحل، وكان يعتز بدراسته لهذا المجال، حيث قال عنه إن دراسة حياة النحل تزيد من الإيمان واليقين بالله. بدأت مسيرته الفنية من خلال مسلسل «الدوامة» فى بداية السبعينيات حين أسند له المخرج نور الدمرداش دوراً فى المسلسل مع محمود ياسين ونيللى، ومع السينما من خلال فيلم «الحفيد» أحد كلاسيكيات السينما المصرية (1974)، وبدأت رحلته مع البطولة منذ عام 1975 عندما قام ببطولة فيلم «حتى آخر العمر». فى خلال 6 سنوات قام ببطولة 25 فيلماً سينمائياً، وخلال تلك الفترة ظل يقدم الأدوار المرتبطة بالشباب والرومانسية والحب والمغامرات. منذ عام 1982 بدأ بالتنويع فى أدواره، فقدم أعمالاً مختلفة حُفرت فى الوجدان حتى وقتنا هذا، وكانت علامة فى السينما المصرية، ومنها أفلام «العار» و«العذراء والشعر الأبيض» و«الشقة من حق الزوجة» و«الكيف» و«جرى الوحوش» و«تزوير فى أوراق رسمية»، كما تألق فى فيلم «إعدام ميت». فى عام 1987 قدم فيلماً من أهم أفلامه وهو البريء، وفى أوائل التسعينيات تألق بدور الشيخ حسنى فى فيلم «الكيت كات» ثم كان فيلم «الساحر» وهو من أبرز أفلامه السينمائية فى عام 2000 حيث حمل لقب الساحر، وكان فيلمه إبراهيم الأبيض فى عام 2009 نقطة أخرى فارقة فى مشواره الفنى. ورغم قلة أعماله التليفزيونية إلا أن شخصية «رأفت الهجان» التى قدمها هى أيقونة الدراما المصرية كما أنه فى عام 2004، قدم المسلسل التليفزيونى محمود المصرى والذى جسد فيه شخصية أحد كبار رجال الأعمال الذين بدأوا رحلتهم مع النجاح من الإسكندرية.