6-10-2024 | 10:27
ولاء الكومي
أضحك كركر..لكن فكر..الضحك غذاء الروح وشباب الجسد ونجوم الكوميديا شموس تبدد في ظلمات الآسي والحزن..ولكل منهم طعم مميز ولون مختلف وبصمة خالدة..ولكنهم جميعاً ينثرون البهجة والفرح لذلك تقدم الكواكب لقرائها أساطير الكوميديا الذين حفروا أسماءهم علي جدران الخلود
ولد عادل خيري في 25 من ديسمبر عام 1931 وهو نجل المؤلف المسرحي بديع خيري
كان عاشق للتمثيل منذ الصغر ويتمتع بخفة الظل والحس الفكاهي والمرح حيث كون فرقة تمثيلية حينما كان طالباً بالمدرسة الثانوية .
حصل عادل خيري علي ليسانس الحقوق ،ودبلوم اقتصاد سياسي ، ودبلوم شريعة اسلاميه واشترك في فريق التمثيل بالجامعة ولفتت موهبته صديق والده الفنان نجيب الريحاني حيث ضمه لفرقته بعدها ليحترف التمثيل بفرقة نجيب الريحاني وكانت أولي مسرحياته " هي أحب حماتي " بطولة الفنان حسن فايق والفنانه ماري منيب .
واتفق وقتها الريحاني مع عادل خيري أن يرسله إلي إيطاليا لدراسة الإخراج المسرحي وعندما عاد كان قد توفي الفنان نجيب الريحاني ونصحه والده آنذاك باستكمال دارستة بالحقوق وقد تم وتخرج من كلية الحقوق وعمل محامياً ولأن التمثيل كان حلمه الأول والأخير قرر أن يترك المحاماة ويعمل في التمثيل والإخراج .
تزوج من زميلته إيناس حقي المحاميه وبطلة العالم في السباحة وأنجب منها 3 فتيات وأخرج لها مسرحية " مزين الموضه" .
قرر عادل خيري أن يؤدي دور الراحل نجيب الريحاني في مسرحياته ومن أهمها مسرحية "لو كنت حليوة " و 30 يوم في السجن "و" حسن ومرقص وكوهين " و"كان غيرك أشطر " و " ياما كان نفسي " و" إلا خمسة " التي كانت سبباً في صعود نجوميته إلي السماء بعد نجاحها الساحق وأسهمت في شهرته بآفيهات خالدة حتي الأن أشهرها الآفيهه الذي جمعه بالفنانة ماري منيب "عبده أنتي أشتغلي أية ليرد عليها : سواقه يا هانم سواقه " وبعد النجاح الذي حققه طلبه المخرج عز الدين ذو الفقار ليشارك في فيلم " البنات والصيف " القصة الأولي التي كانت من بطولة كمال الشناوي ومريم فخر الدين.
وبعد ذلك قام ببطولة فيلم "لقمة العيش " الذي قام فيه بدور رجل وإمرأة في نفس الوقت بطريقة كوميدية وساخرة لفتت أنظار الجمهور ونجح الدور وقتها بشكل ساحق وشاركه بطولة الفيلم الفنانة مها صبري والفنان صلاح ذو الفقار
وقام أيضاً بتأليف فيلم " أنا وأنت" ولكنه لم يشارك في تمثيله فكان من بطولة الفنان إسماعيل ياسين وحسن فايق وهاجر حمدي .
أصيب عادل خيري في عمر مبكر بمرض السكري الذي ورثه عن عائلته وتسبب في تدهور حالته الصحية وإصابته بتليف الكبد في السنة الأخيرة من عمره فكان يقوم بتناول كمية كبيرة من المسكنات والأدوية ليواصل عمله في المسرح وأستمر الحال علي هذا النحو إلي أن توقف عن العمل نهائياً في أواخر أيامه وظل تحت الملاحظة في المستشفى بصفة مستمرة إلا أنه لم يتحمل المكوث في المستشفى وذهب في يوم إلي المسرح ليشاهد جمهوره وكان من يقوم بدوره في مسرحياته الفنان محمد عوض آنذاك وذهب للكواليس بعد إنتهاء العرض وصعد علي خشبة المسرح وكأنه كان يلقي نظرة الوداع فأهتز المسرح وضجت القاعة من تصفيق وتحية الجمهور له الذي ظل يصفق له لمدة طويلة فإنهمرت دموعه وبكى بشدة وتأثر جداً بذلك المشهد .
رحل عادل خيري بعد ذلك بعدة أيام في 12 مارس 1963،عن عمر يناهز 32 عاماً ، بعد رحلة عطاء قصيرة للفن استمرت حوالي 7 سنوات ولكنها كانت علامة فارقة مع جمهوره الذي أحبه وتعلق به لخفه ظله وسهولته في الأداء الكوميدي ،وحزن الجمهور لوفاته بشدة .