السبت 11 يناير 2025

هل تلقى مسلسلات الـ«أوف سيزون» رواجاً خارج رمضان؟

هل تلقى مسلسلات الـ أوف سيزون رواجاً خارج رمضان؟

11-1-2025 | 12:55

موسى صبرى
بعد أن كان موسم رمضان هو الأبرز والأكثر تنافسية، بدأت الأعمال الدرامية التى تعرض على مدار العام تحصد نجاحاً كبيراً وتنافساً لا يقل شأناً، ويبدو أن الجمهور العربى بدأ يتقبل فكرة متابعة المسلسلات خارج الموسم الرمضانى بحماس متزايد، حيث عُرض فى موسم الشتاء أكثر من مسلسل بعيداً عن الموسم الرمضانى، وحققت هذه المسلسلات نجاحاً كبيراً، بدءاً من مسلسل «برغم القانون»، الذى حقق رواجاً كبيرًا من بطولة إيمان العاصى، وكذلك عرض مسلسل «موضوع عائلى 2» لماجد الكدوانى، ومسلسل «البحث عن علا 2»، وأصبح عدد المسلسلات التى تعرض خارج رمضان فى تزايد مستمر، حتى صار لها تأثير واضح على النجوم والجمهور معاً، واتجه إليها عدد من النجوم ليشاهدهم جمهورهم خارج الموسم الرمضانى. فهل يعنى ذلك أن عصر الهيمنة الرمضانية قد انتهى.. وأن خريطة الدراما التليفزيونية بدأت تتغير.. وما العوامل التى دفعت النجوم إلى المشاركة فى أعمال الـ«أوف سيزون»؟ «الكواكب» حاولت الحديث مع الفنانين والنقاد والمبدعين لمعرفة مدى إقبالهم على مسلسلات الـ«أوف سيزون»، وكيف يرون النجاح فيها؟ فى البداية تحدثت إلينا الفنانة إيمان العاصى، فقالت: جذبنى مسلسل «برغم القانون» منذ اللحظة الأولى، رغم عدم نيّتى المشاركة فى أى أعمال تليفزيونية خارج رمضان، إلا أن منتج العمل استطاع بإقناعه الشديد، وبموضوع العمل الجذاب، أن يحمسنى للمشاركة. وعند قراءتى السيناريو، ازداد حماسى وتطلعت إلى بدء التصوير فوراً لأهمية القضية التى يطرحها المسلسل. وأضافت: حقق المسلسل نجاحاً كبيراً، وهذا ما كنت أراهن عليه منذ البداية بفضل فكرته المميزة وتصاعد الأحداث، شخصية «ليلى» التى قدمتها كانت قريبة إلى قلبى، وأصبحت مقياساً لنجاح العمل بالنسبة لى، وأثبت المسلسل أن موضوع العمل الجيد هو الأهم، بغض النظر عن موعد عرضه، رغم أننى كنت أتمنى عرضه فى رمضان، فنجاح المسلسل فاق توقعاتى، وهو ما يؤكد أن الجمهور يتعطش للأعمال الجيدة بغض النظر عن موعد عرضها. وأضافت النجمة سوسن بدر: حقق مسلسل «البحث عن علا» فى جزئه الثانى نجاحاً ساحقاً وتجاوز حدود الوطن العربى، أتذكر عندما كنت فى إحدى الدول العربية، لاحظت مدى الإقبال الكبير عليه من الجمهور العربى، وكان الجميع يتحدث عنه، هذا النجاح يؤكد أن فكرة عرضه خارج الموسم الرمضانى، والتى كانت بسبب ظروف إنتاجية، لم تؤثر على نجاحه، بل على العكس، لاقى المسلسل نفس الصدى الكبير لو عرض فى رمضان، وهو ما يدل على أن جودة العمل هى العامل الأهم فى نجاحه، وليس موعد عرضه. وأكملت: أثبتت الأعمال الدرامية أن نجاحها لا يرتبط بتوقيت العرض. فالجودة هى الفيصل الحقيقى، وقد شهدنا أعمالاً حققت نجاحاً كبيراً خارج رمضان، وأخرى فشلت رغم عرضها فى هذا الموسم، وبالمثل، هناك أعمال حققت نجاحاً باهراً فى رمضان، وأخرى لم تحقق النتيجة المطلوبة، لذا، فإننى أرى أن مدى تفاعل الجمهور مع العمل هو المؤشر الحقيقى لنجاحه، فتوقيت العرض ليس العامل الحاسم فى نجاح العمل، وكما قلت فجودة العمل هى المحرك الأساسى لنجاحه، والجمهور هو الحكم النهائى على أى عمل درامى. ويقول الفنان الشاب طه دسوقى: أرى أن نجاح مسلسل «موضوع عائلى 2» يعود بشكل كبير إلى التفاعل المميز بين الأبطال، خاصة النجم الكبير ماجد الكدوانى، الذى أضفى على العمل لمسةً خاصةً، بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيبة العائلية الدافئة التى قدمها المسلسل، جعلت الجمهور يتعلق به بشدة، أنا شخصياً أرى أنى كنت محظوظًا لارتباطى بهذا العمل الذى استطاع أن يصل إلى قلوب الكثيرين، وقد أثبت نجاح المسلسل خارج رمضان أنه كان قادراً على تحقيق نفس النجاح لو تم عرضه فى رمضان، لأنه عمل يعبر عن كل أسرة مصرية ويشعرهم بأنهم جزء منه، فقد استطاع تجسيد روح العائلة المصرية بكل تفاصيلها، فهو عمل يلامس مشاعر كل أسرة مصرية، وأثبت أن الأعمال التى تقدم قيماً إنسانية وتلامس واقع الناس هى التى تحقق النجاح الحقيقى. وأشار السيناريست باهر دويدار، بقوله: لا شك أن المنافسة فى رمضان تكون أكثر قوةً، لكن هذا لا يعنى أن الأعمال التى تعرَض خارج رمضان لا تحقق نجاحاً، فالعوامل المؤثرة فى نجاح العمل كثيرة ومتنوعة، وتختلف من عمل لآخر، مضيفاً: أنا شخصياً قدمت أعمالاً حققت نجاحاً كبيراً فى رمضان مثل «كلبش» و«هجمة مرتدة» و«الاختيار»، وقدمت أعمالاً أخرى حققت نجاحاً ملحوظاً خارج رمضان مثل «حكايات بنات»، وهذا يؤكد أن توقيت العرض ليس العامل الحاسم فى نجاح العمل، بل إن جودته وقدرته على جذب الجمهور هما الأهم. ولكن فى النهاية، قرار اختيار توقيت العرض هو قرار إنتاجى بحت، والمنتج هو الأكثر درايةً بما يخدم العمل من الناحية الإنتاجية والتسويقية، فيما يخص توقيت عرضه. وأضاف دويدار: التركيز على توقيت العرض يحجب عنا العوامل الحقيقية التى تؤثر فى نجاح العمل، فالجودة والقصة الجيدة، إضافة إلى جودة السيناريو والإخراج والأداء التمثيلى، هى المعيار الحقيقى لنجاح العمل، سواء نقدياً أو جماهيرياً. وقال الناقد طارق الشناوى: أصبحت المسلسلات التى تعرض خارج رمضان تحظى بشعبية كبيرة وتنافسية عالية، حيث يشارك الجمهور بشكل فعال فى متابعتها وتشجيعها، ومع مرور الوقت، أتوقع أن نشهد توزيعاً أكثر عدالة للإعلانات بين مسلسلات رمضان وبقية العام، مما سيؤدى إلى زيادة عدد الأعمال الدرامية عالية الجودة التى تعرَض خارج الموسم الرمضانى. هذا التوازن سيعود بالنفع على صناعة الدراما بشكل عام، وسيتيح للنجوم فرصة أكبر للمشاركة فى أعمال متنوعة طوال العام. وأضاف الشناوى: شهدنا فى السنوات الأخيرة تحولاً كبيراً فى عالم الدراما، حيث أصبحت المنصات الرقمية تلعب دوراً محورياً فى تقديم محتوى متنوع طوال العام، هذا التنوع ساهم فى زيادة عرض المسلسلات خارج رمضان، وجعل الجمهور يتطلع إلى أعمال جديدة ومختلفة على مدار العام، ومع استمرار هذا التطور، أتوقع إثراء المشهد الدرامى وتلبية أذواق شرائح مختلفة من الجمهور، على مدار العام، سواء فى الموسم الصيفى أو الشتوى، أو الرمضانى. واختتم بالقول: نجاح نجوم كبار مثل أحمد السقا فى تقديم أعمال ناجحة خارج رمضان، مثل مسلسل «جولة أخيرة» بمشاركة أشرف عبدالباقى، يؤكد أن الجمهور يتقبل الأعمال الجيدة بغض النظر عن موسم عرضها. هذا النجاح سيدفع كثيراً من النجوم إلى المشاركة فى أعمال تعرَض خارج رمضان، مما سيزيد من قوة المنافسة ويحسِّن من جودة الإنتاج بشكل عام.