تعد الفنانة إحسان الجزايرلي رمز من رموز الكوميديا النسائية في مصر لكونها من أوائل من قدموا الكوميديا النسائية وكانت لها مدرستها الخاصة في تقديم ألوان الكوميديا وتميزت بخفة ظلها وحركتها المضحكة ووجها الملائكي والطفولي، ورغم أن عمرها السينمائي لم يتجاوز ال 15 فيلماً إلا أنها تركت بصمة مميزة ومتنوعة في أشكال الكوميديا النسائية. ولدت الفنانة إحسان فوزي الجزايرلي في 25 يونيو عام 1905 بمحافظة الفيوم من عائلة فنية وهي ابنة الفنان فوزي الجزايرلي وشقيقة الفنان فؤاد الجزايرلي كانت بداية الفنانة إحسان الجزايرلي سنة 1934 على خشبة المسرح فعملت مع فاطمه رشدى و بهيجه حافظ و عزيزة أمير وكانوا قدوه لكل فنان مبتدأ في تلك الفترة. كون والدها فوزي الجزايرلي فرقة مسرحية وانضمت إليها هي وشقيقها فؤاد الجزايرلي وقدمها والدها كبطلة لفرقته المسرحية وجابت فرقتهم محافظات مصر وحققت نجاحاً كبيراً في ذلك الوقت مع بداية السينما الصامتة قامت إحسان الجزايرلي بتمثيل فيلم بإسم "لوريتا" عام 1919 بطولة والدها فوزي الجزايرلي وشقيقها فؤاد الجزايرلي. كونت إحسان الجزايرلي مع والدها فوزي الجزايرلي ثنائياً كوميدياً ناجحاً في ذلك الوقت وأشتهروا بشخصيات " بحبح أفندي و زوجته أم أحمد" كانت بدايتها و أول أعمالها في السينما فيلم "المندوبان" والذي شاركت فيه مع والدها فوزي الجزايرلي بدور زوجتة وجسدت شخصية أم أحمد التي اشتهرت بها جماهيرا وساعدتها بنيتها الجسدية التي أظهرتها أكبر من عمرها في نجاح دور الزوجة النكدية كما قدمت هذا الدور مع والدها في كثير من الأعمال لدرجة أن الجمهور ظن أنهم زوجان في الحقيقة و لم يكن يعلم حقيقة أنها أبنته وليست زوجته إلا بعد وفاتها ، وقد أخفي والدها حقيقة أنها أبنته خوفاً من أن تتأثر شعبيتهم عند الجمهور. من أشهر الأعمال السينمائية التي قدموها سوياً فيلم" المندوبان والفرسان الثلاثة و بحبح باشا و الباشقاول والدكتور فرحات والمعلم بحبح وأبو ظريفة وخلف الحبايب والستات في خطر وليلة في العمر". قدمت أيضاً 3 أعمال سينمائية بمفردها دون مشاركة والدها هم "مصنع الزوجات و لو كنت غني وابن الصحراء". تزوجت الفنانة إحسان الجزايرلي من الفنان محمد الديب عام 1938 والذي أحبها حباً شديداً ومن المفارقات الغريبة أيضاً في حياتها أن زوجها محمد الديب قام بدور أبنها في فيلم " لو كنت غني " وقدمت فيه هي دور فلة زوجة محروس الحلاق والذي جسده الفنان بشارة واكيم وشاركهم البطولة أيضاً الفنان يحيي شاهين وعبد الفتاح القصري. تعرضت الفنانة إحسان الجزايرلي لوعكة صحية شديدة ومرضت بمرض التيفود وتوفيت علي أثره بعمر مبكر في 28 سبتمبر عام 1943 عن عمر يناهز 38 عاماً الأمر الذي جعل جمهورها في حالة من الصدمة والذهول، لكن الصدمة الكبري كانت لوالدها الذي أصيب بالاكتئاب وتدهورت حالته النفسية والجسدية حزناً علي وفاتها، وتوفي بعد وفاتها بحوالي أربع سنوات ورحلت إحسان الجزايرلي ذات الوجه الملائكي في سن مبكر تاركه لمحبيها وجمهورها العديد من الأعمال الكوميدية الناجحة وبصمة خالدة في عالم الكوميديا النسائية.