1-3-2025 | 12:27
خالد فؤاد
دائما ماننجذب لحكايات ونجوم زمن الفن الجميل ، ودائما مانبحث عن عاداتهم وطقوسهم فى المناسبات المختلفة.
ماذا كانوا يفعلون وكيف كانوا يحتفلون وطرق استقبالهم للمناسبات بصفة عامة ولبعضهم البعض بصفة خاصة.
ومع بداية شهر رمضان المعظم عدنا لأرشيفنا القديم الرائع والعظيم لنبحث عن عاداتهم وطقوسهم فى الشهر المبارك وكيف كانوا يقومون بقضائه وسهراتهم فيه ؟
أول شئ استوقفنا عنده ولفت أنظارنا بشدة تلك المجموعة التى كانت تضم كوكبة من كبار مخرجى السينما وفى مقدمتهم مخرج الواقعية صلاح أبو سيف ومعه المخرجان الكبار كامل التلمسانى وفطين عبدالوهاب وزوجته الفنانة الكبيرة ليلى مراد ومعهم الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا وبعض الفنانين الآخرين.
فقد ارتبطوا ببعضهم البعض بضعة أعوام واشتهروا بالسهر مع بعضهم البعض فى الشهر المبارك فكانوا يقضون معا أجمل الأوقات ويتناولون معا طعام الإفطار فى بعض الأيام وطعام السحور فى أيام أخرى.
وغالبا ماكانت هذه اللقاءات والسهرات تتم فى منزل أحدهم أو فى أحد الأماكن أو المطاعم العامة.
كانت هذه السهرات تتميز بالحس الفكاهى ولطالما كانت حديث الوسط الفنى فى حقبتى الخمسينيات والستينيات.
كانت هذه المجموعة تتنافس مع مجموعة أخرى تضم نجوم فرقة المسرح القومى فى عصره الذهبى وهم: سعد الدين وهبة وحمدى غيث ومحمد الطوخى وسناء جميل وآخرون.
كانت لقاءاتهم مقرها الدائم فى رمضان على قهوة الفيشاوى بالحسين، حيث يسهرون حتى وقت السحور.
ماجدة وشهر الخير
دائما ماكانت فنانتنا الكبيرة الراحلة ماجدة تتحدث عن الشهر الكريم بحب شديد فتقول:
“هو وش الخير والسعادة علىّ دائما، فأشعر بسعادة لا توصف دعوات الإفطار الجماعية مع زملائى الفنانين سواء كنت مدعوة أو ملبية لدعوة تلقيتها فأشعر وبصدق أننا أسرة واحدة تربطها أشياء رائعة وجميلة”.
ومما يضاعف من حبها للشهر الكريم تقول : لقد ولدت فى هذا الشهر الكريم، وبدأت تصوير أهم وأقوى فيلم لى “جميلة بوحريد” فى هذا الشهر، وحقق نجاحا كبيرا أيضا فى هذا الشهر العظيم.
فرقة على الكسار وروحانيات رمضان
أثناء فترة توهجه الفنى وتربعه على عرش المسرح وتحقيق أفلامه لإيرادات ونجاحات كبيرة اشتهر الفنان الكبير على الكسار، بحرصه على دعوة كل أفراد فرقته المسرحية من فنانين وفنيين على طعام الإفطار فى بعض الأيام وطعام السحور أياما أخرى، ولطالما أسفرت تلك السهرات عن مواقف كوميدية طريفة تمت ترجمتها فى أعماله الفنية .
كما اشتهر الكسار أيضا فى بقية الأيام الأخرى بعيدا عن الفرقة باستضافة مجموعة من المقرئين وأهل الذكر حيث كان يهتم كما عرف عنه بإحياء ليالى رمضان باستضافتهم فى منزله لتلاوة القرآن الكريم وذلك وسط حضور كل أفراد عائلته وكانت هذه الليالى كما كان يؤكد فى أحاديثه الصحفية والإذاعية القديمة مليئة بروحانيات جميلة .
عبد الوارث عسر وتحويل منزله إلى مقرأة
من الأشياء التى لايعرفها الكثير أن الفنان الكبير الراحل عبد الوارث عسر اشتهر عبر سنوات طويلة بدعوته واستقباله لمجموعة كبيرة من الفنانين فى بيته بهدف قراءة القرآن الكريم معا وكان يقوم بالتصحيح لمن يخطئ منهم فى القراءة ، وكان من أبرز الفنانين الذين يداومون على تلك الجلسات الجميلة عماد حمدى ويحيى شاهين وشكرى سرحان وعمر الحريرى وسيدة الشاشة فاتن حمامة .
مريم فخر الدين
فى كل أحاديثها الصحفية والإذاعية التى كانت تدلى بها فى حقبتى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى نجد الفنانة شادية تؤكد فيها على أنها لا تشعر بأجواء رمضان إلا بأداء الصلوات والاستماع لصوت الشيخ محمد رفعت وكانت تحث كل زميلاتها على ضرورة التفرغ للعبادة وقراءة القرآن .
في حديث شهير لها اعترفت الفنانة مريم فخر الدين بأن شادية هى التى علمتها الصلاة، وقالت إنه بفضلها تمكنت من ختم القرآن الكريم لأول مرة فى حياتها، رغم أنها لم تكن تحفظ سوى فاتحة الكتاب فقط .
فريد شوقى والمليجى
ما لا يعرفه الكثير أيضا أن الفنان الكبير فريد شوقى وقبل أن يشتهر بلقب وحش الشاشة أى فى بداياته الأولى وقت أن كانت معظم أدواره لاتخرج عن دائرة الإنسان الشرير الذى ينتمى لإحدى العصابات ويهدد ضحاياه بالنظرات الحادة ورفع حاجب دون الآخر ، كان فى الحقيقة مختلفا تماما فكان يحرص على ارتداء الجلباب فى رمضان، ويؤم زملاءه الفنانين فى الصلاة وكان فى مقدمتهم محمود المليجى الذى يتبادل معه ويشاركه نفس أدوار الشر .
ولطالما كان هذا حديث الوسط الفنى فكان زملاؤهم من الفنانين الكبار يتبادلون النكات والإيفيهات الضاحكة أمامهم مثل : أكبر شريرين على الشاشة يتوبون ويعودون لله فى رمضان .
مع تقدم العمر اشتهر فريد شوقى لفترة بإقامة مائدة رحمن بجوار منزله.. كما تمكن الفنان محمود المليجى من حفظ القرآن الكريم كاملًا خلال شهر رمضان قبل وفاته.