3-4-2025 | 15:06
همسة هلال
أُسدل الستار على الموسم الدرامى الرمضانى بعد شهر حافل بالإثارة والتشويق، حيث تنافست الأعمال الفنية بقوة لاقتناص اهتمام المشاهدين، شهد الموسم نجاحات مدوية لمسلسلات حصدت إشادات واسعة، بينما واجهت بعض الأعمال انتقادات حادة.
تنوعت القضايا المطروحة هذا العام بين الدراما الاجتماعية والتشويق والأكشن والكوميديا، وهو ما جعل الجمهور أمام وجبة درامية دسمة، وانقسمت آراؤه بين الإشادة والإحباط، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تصدرت التقييمات والمناقشات حول الأفضل من بين الأعمال الدرامية، حيث خطفت مسلسلات الأضواء وحققت نسب مشاهدة قياسية، بينما واجهت أخرى انتقادات، ما أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فمن تصدَّر السباق؟ ومن خيَّب آمال الجمهور؟
إليكم أبرز ملامح موسم رمضان الدرامى لهذا العام، من وجهة نظر الجمهور.
نال مسلسل «حكيم باشا» إشادات واسعة من الجمهور، خاصة فى أدائه الواقعى وتقديمه صورة حقيقية عن الحياة فى الصعيد بعيداً عن المبالغات المعتادة فى بعض الأعمال الدرامية.
يرى أحمد محمود أن مصطفى شعبان قدم أداءً مبهراً فى شخصية الصعيدى، حيث استطاع أن يجسد اللهجة والعادات والتقاليد بطريقة طبيعية غير مفتعلة، مما جعل المشاهدين يشعرون بأنهم أمام شخصية حقيقية تعكس ملامح المجتمع الصعيدى بكل تفاصيله، كما أشاد بأسلوب الإخراج والتصوير، الذى نجح فى إبراز جماليات الحياة الصعيدية، سواء من خلال الملابس أو تصميم الديكورات التى عكست روح المكان.
أما نورا على، فقد سلطت الضوء على أداء سهر الصايغ، مؤكدة أنها قدمت دوراً استثنائياً وأضافت عمقاً عاطفياً وإنسانياً للأحداث من خلال شخصية «برنسة»، التى عانت من الظلم والصراعات العائلية، وأشادت بقدرتها على نقل مشاعر الحزن والقوة فى نفس الوقت، مما جعل الجمهور يتفاعل معها بشكل كبير.
فى المقابل، يرى محمد سمير أن المسلسل رغم تشويقه وحبكته الجيدة، إلا أن بعض الأحداث كانت متوقعة ولم تحمل مفاجآت كبيرة، خاصة فى الصراعات العائلية التى بدت مألوفة فى أعمال صعيدية سابقة، ومع ذلك أكد أن الأداء القوى للممثلين والحوار القوى جعلا الأحداث ممتعة، رغم التوقعات المسبقة لبعض المشاهد.
«ولاد الشمس».. دراما إنسانية أبكت المشاهدين وأثرت فى قلوبهم
حظى مسلسل «ولاد الشمس» بإشادات واسعة من المشاهدين، حيث استطاع أن يصل إلى قلوب الجمهور بقصته المؤثرة وأدائه القوى، خاصة فى تصويره لمعاناة الأيتام والصراعات الاجتماعية التى يواجهونها. المسلسل لم يكن مجرد عمل درامى، بل رحلة إنسانية مليئة بالمشاعر، جعلت الكثير من المشاهدين يبكون ويتأثرون بشدة.
تقول مروة شريف إن المسلسل أبكاها أكثر من مرة، مؤكدة أن أداء الأطفال المشاركين فى العمل كان عبقرياً، حيث تمكنوا من نقل مشاعر الحزن والحرمان بطريقة واقعية لامست القلوب، وأضافت أن كل مشهد كان يزداد تأثيراً، خاصة تلك اللحظات التى أظهرت معاناة الأطفال الأيتام وكيف يواجهون قسوة الحياة دون دعم حقيقى.
أما سعيد حسن، فأشاد بجودة المسلسل ووصفه بأنه «دراما إنسانية راقية»، لكنه كان يتمنى أن تكون النهاية أكثر تفاؤلاً، وأضاف: «المسلسل قدّم واقعاً قاسياً بطريقة رائعة، لكنه فى النهاية جعلنى أشعر بالحزن العميق، تمنيت لو كانت هناك رسالة أمل أقوى تعطى دفعة إيجابية للمشاهدين».
فيما ترى هبة عبد الله أن «ولاد الشمس» هو من أفضل الأعمال الدرامية فى 2025، مؤكدة أن المسلسل تميز بواقعيته الشديدة، قائلة: «هذا أكثر مسلسل شعرت معه بأنه حقيقي! كل مشهد كان طبيعياً، وكأننى أشاهد قصة واقعية وليس تمثيلاً، ولهذا أعتبره من أقوى مسلسلات هذا العام».
«إش إش».. كوميديا وقصة بعيدة عن الواقع.. وتفاوت فى الآراء
حمل مسلسل «إش إش» طابعاً كوميدياً مختلفاً عن باقى الأعمال الرمضانية هذا العام، حيث قدم أجواءً مرحة وابتعد عن الدراما الثقيلة التى طغت على الموسم. لكن رغم البداية القوية، تباينت آراء الجمهور حول القصة وتطور الأحداث، فبينما استمتع البعض بالجرعة الخفيفة من الضحك، رأى آخرون أن الإيقاع فقد جاذبيته فى منتصف المسلسل.
يقول أحمد مصطفى إنه كان من أكثر المتحمسين للمسلسل، خاصة فى الحلقات الأولى التى كانت مليئة بالكوميديا والمواقف المضحكة، لكنى لاحظت أن الإفيهات والمواقف الكوميدية أصبحت مكررة مع تقدم الحلقات، مما جعلنى أشعر بأن الكوميديا باتت مفتعلة ولم تكن بنفس القوة التى بدأ بها المسلسل، وأضاف: «كنت مستمتعًا جداً فى البداية، لكن مع مرور الحلقات شعرت بأن السيناريو بدأ يعتمد على تكرار النكات بدلاً من بناء مواقف كوميدية جديدة».
أما نورا محمد، فكانت سعيدة بمشاهدة مى عمر فى دور مختلف، مشيرة إلى أن أدائها كان مميزاً وجذاباً. لكنها رأت أن القصة بعيدة إلى حد ما عن الواقع المصرى، وكان يمكن أن يكون هناك تطورات درامية تضيف أكثر، وأوضحت قائلة: «أنا بحب مى عمر وعجبتنى شخصيتها فى المسلسل، لكن كنت أتمنى إن القصة نفسها تكون أقوى وأكتر قرباً من طبيعة البيئات الشعبية على أرض الواقع».
«لام شمسية».. أداء تمثيلى قوى.. وقضية تهم المجتمع
يُعد مسلسل «لام شمسية» من الأعمال التى جذبت انتباه المشاهدين هذا الموسم، خاصة لمحبى دراما العائلات القوية، حيث قدم عدد من القضايا المجتمعية الهامة التى تشغل اهتمام الكثيرين سواء فيما يتعلق بالعلاقة بين الأزواج أو الاهتمام وتربية الأبناء.
تقول إيمان حسن إنها استمتعت بالمسلسل، خاصة من ناحية القصة والأداء التمثيلى المتميز، وطبيعة الموضوعات الاجتماعية التى طرحت من خلاله، وأضافت: «المسلسل كان جيداً جداً من حيث الإخراج والتمثيل.
من جانبه، أيد أدهم محمود هذا الرأى، مشيداً بأداء أمينة خليل ومحمد شاهين اللذين قدما أدوار متميزة وقريبة من الواقع بل وطرحا من خلالها موضوعات تهمنا جميعاً.
سلسلة «المداح» ناجحة.. لكن التطور أهم من الاستمرار
استمر مسلسل «المداح» فى موسمه الخامس فى جذب الجمهور، محافظاً على عنصر التشويق والإثارة الذى ميزه منذ انطلاقه.
يرى كريم علي أن السلسلة لا تزال تحافظ على نفس القوة والإثارة منذ الجزء الأول، مشيداً بأداء حمادة هلال وبراعة المخرج فى تقديم أجواء الغموض والماورائيات، قائلاً: «أنا من عشاق السلسلة من الجزء الأول، وكل جزء جديد يجعلنى متحمسًا لمتابعة الأحداث».
على الجانب الآخر، ترى سلوى محمود أن المسلسل بدأ يدور فى نفس الدائرة، حيث أصبحت الأحداث متشابهة إلى حد كبير مع الأجزاء السابقة، وهو ما أفقدها عنصر المفاجأة والإثارة التى كانت تميز المواسم الأولى، وأوضحت رأيها قائلة: «الصراحة أن المسلسل ما زال قوياً، لكن بدأت أشعر بأنهم يكررون نفس الأفكار بشكل مختلف، وليس مثل الأجزاء الأولى التى كانت أكثر تجدداً وإبداعاً».
أما أمجد صبرى، فيرى أن المسلسل لا يزال قادراً على جذب المشاهدين والحفاظ على قاعدة جماهيرية كبيرة، لكنه يؤكد أن نجاحه فى الاستمرار يتطلب تطوير الحبكة بشكل أكبر فى المواسم المقبل، لو أراد صناع العمل تقديم جزء جديد له، موضحاً: «ما زال المسلسل قادرًا على جذب الجمهور، لكن لو فكروا فى تقديم جزء جديد فلابد أن يكون هناك تغيير حقيقى فى الأحداث، وليس مجرد إعادة تدوير للأفكار القديمة».
«وتقابل حبيب».. كوميديا رومانسية خفيفة.. لكن القصة افتقدت بعض العناصر المهمة
نجح مسلسل «وتقابل حبيب» فى تقديم تجربة كوميدية رومانسية خفيفة تناسب أجواء رمضان، حيث اعتمد على المواقف الطريفة والتفاعلات العاطفية اللطيفة بين شخصياته، ورغم أنه استطاع أن يرسم الابتسامة على وجوه الكثير من المشاهدين، إلا أن البعض شعر بأن القصة كانت بحاجة إلى عمق درامى أكبر لإضفاء مزيد من الإثارة والتشويق.
ترى علياء سمير أن المسلسل قدم وجبة خفيفة من الكوميديا والرومانسية، مما جعله ممتعاً للمشاهدة دون تعقيدات درامية كبيرة. وأكدت أنها استمتعت كثيراً بالمواقف الطريفة التى جعلت المسلسل مثالياً، مضيفة: «المسلسل كان خفيفاً وممتعاً جداً، وضحكت فى العديد من المشاهد، وكان اختياراً رائعاً وسط زحمة الدراما المكثفة اللى تابعناها فى رمضان».
أما خالد مصطفى، فقد رأى أن القصة افتقرت إلى بعض العناصر المهمة التى كان من الممكن أن تجعلها أكثر تشويقاً وجاذبية، وأوضح أن العمل كان ممتعاً، لكنه شعر بأن الأحداث كانت سطحية بعض الشىء، ولم يكن هناك تطور كبير فى الشخصيات أو صراعات قوية تجعل المشاهد متعلقاً بها حتى النهاية.
من جانبها، أشادت ميار أحمد بالكيمياء الرائعة بين أبطال العمل، مؤكدة أن التفاعل العفوى بينهم جعل المشاهد تبدو حقيقية وطبيعية، وأضافت أن المسلسل كان مناسباً تماماً لأجواء رمضان، حيث قدم تجربة خفيفة دون توتر أو دراما معقدة.
«80 باكو».. اجتماعى واقعى
قدم مسلسل «80 باكو» تجربة جديدة بل وقصة مختلفة قريبة من الواقع، والجديد فيها الاعتماد على عدد من الوجوه الجديدة والتى نجحت فى تجسيد العديد من القصص الواقعية التى كان ينقلها المسلسل يومياً.
يقول محمود عبد الرحمن إنه من عشاق المسلسلات الاجتماعية، وكان متحمساً للعمل منذ الإعلان عنه، مشيراً إلى أن المسلسل شد انتباهه من الحلقة الأولى بفضل القصص الواقعية القوية وتصويره المميز، لكنه فى الوقت نفسه شعر بأن القصة كانت تحتاج المزيد من العمق، ولم تحمل عنصر المفاجأة المطلوب فى هذا النوع من الأعمال. وأضاف: «المسلسل كان ممتعاً ومليئاً بالإثارة».
أما ياسمين علاء، فأشادت بأداء انتصار، مؤكدة أنها قدمت شخصية قوية وأداءً مقنعاً يناسب دورها، وكذلك نجحت هدى المفتى فى الخروج من عباءة الأدوار التى وضعت داخلها لفترة طويلة.
«أشغال شاقة جداً».. عالم من الكوميديا
ويقول أحمد إبراهيم: مسلسل «أشغال شاقة جداً» نجح فى جزء الثانى من استكمال مسيرة الكوميديا التى قدمها فى الجزء الأول والجميل هنا أنه لم يفقد طبيعته في كل القصص التى قدمت في هذا الجزء فقد كنا جميعاً ننتظره يومياً كما كان الحال مع الجزء الأول والجميل أنه نجح فى تقديم العديد من النجوم بصورة جديدة لم نعتدها منهم من قبل.
وترى أمنية سيد أن مسلسل «أشغال شاقة جداً» قد نال إعجاب الكثيرين وقدم وسط وجبة درامية دسمة الكوميديا الراقية والجذابة وقد أعجبها بشكل كبير مصطفى غريب، وتقدمه الملحوظ فى كافة الحلقات إكمالا لما قدمه فى الجزء الأول من المسلسل وتتوقع فى الفترة المقبلة أن يقدم العديد من الأعمال الكوميدية كبطل لها بمفرده.