السبت 24 مايو 2025

فى ذكري رحيله.. أنور وجدي ملك الاستعراض وفتى الشاشة الأول

أنور وجدي

24-5-2025 | 13:14

عنتر السيد
شارك الفنان الراحل أنور وجدى فى بطولة 70 فيلما خلال مشواره الفنى من بينها 16 فيلما من تأليفه، و13 فيلما من إخراجه و5 أفلام من إنتاجه، كما تم اختيار 6 أفلام اشترك فيها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996 على هامش مهرجان «القاهرة السينمائى» فى مناسبة مئوية السينما المصرية، والافلام هى: «العزيمة 1939، غرام وانتقام 1944، غزل البنات 1949، أمير الانتقام 1950، ريا وسكينة 1953، الوحش 1954.. وكان من بينها فيلم «غزل البنات» الذى تصدى لإخراجه بنفسه»، فى ذكرى رحيله هذا الشهر نعيش مع رحلته الفنية. كان الفنان الراحل يفضل اسم «وحيد» بأدواره السينمائية، حيث استخدمه فى أكثر من 12 فيلما، مثل أفلام: «4 بنات وضابط، ودهب، وحبيب الروح، وقطر الندى، وياسمين، وغزل البنات، وطلاق سعاد هانم، وقلبى دليلى، وليلى بنت الأغنياء، وليلى بنت الفقراء، وغرام وانتقام» .. يليه اسمه الحقيقى «أنور» الذى استخدمه فى 7 أفلام منها: « خطف مراتى، وبنت الأكابر، وعنبر، وليلة الجمعة». وأنتج أنور وجدى 5 أفلام بين عامى 1950 و1951 وهى أفلام: «المليونير، وقطر الندى، وحبيب الروح، وفيروز هانم، وشباك حبيبى». كما أخرج أنور وجدى 13 فيلما هى: « بنت الأكابر، ودهب، وليلة الحنة، وحبيب الروح، وقطر الندى، وغزل البنات، وقلبى دليلى، وليلى بنت الفقراء، وليلى بنت الأغنياء، وعنبر، طلاق سعاد هانم، وياسمين، و4 بنات وضابط». فيما قام بتأليف 16 فيلما خلال مشواره الفنى وهى: «غزل البنات، و4 بنات وضابط، والظلم حرام، وبنت الأكابر، وقطر الندى، وليلة الحنة، والبطل، وحبيب الروح، ومسمار جحا، والمليونير، وياسمين، وليلة العيد، وطلاق سعاد هانم،وعنبر، وغزل البنات». التمثيل مع أهم نجوم الغناء نجح أنور وجدى فى التمثيل مع 3 من أهم نجمات الغناء وهن: أم كلثوم، وأسمهان، وليلى مراد. اتجه أنور وجدى للسينما وقدم أدوارا ثانوية فى بدايته مثل فيلم «الدفاع» عام 1935، وقبل نهاية الأربعينيات وبعدها حقق نجاحا كبيرا فى أفلام» ليلى بنت الأغنياء، وسر أبى، والقلب له واحد»، ولم تقتصر موهبة أنور وجدى على التمثيل فقط، بل نجح فى التأليف والإخراج والإنتاج فى عدد كبير من الأفلام. تزوج أنور وجدى خلال حياته 3 مرات من الوسط الفنى وزوجاته هن: إلهام حسين، ليلى مراد، ليلى فوزى، ولم تستمر زيجته الأولى من إلهام حسين سوى 6 أشهر فقط، وكانت زيجته الأشهر من ليلى مراد واستمرت 7 سنوات، ثم تزوج ليلى فوزى لمدة 9 أشهر فقط حتى وفاته،كما تردد أنه تزوج فى بدايته الفنية، ولم يرزق من كل زوجاته بالأطفال. الميلاد والدراسة والبداية ولد أنور وجدى فى مدينة القاهرة فى 11 أكتوبر من العام 1904، واسمه الحقيقى محمد أنور وجدى، وهناك مصادر أخرى تؤكد أن اسمه الحقيقى محمد أنور الفتال.. أسرته كانت تعمل فى تجارة الأقمشة فى حلب، وانتقلت إلى مصر فى منتصف القرن التاسع عشر. التحق أنور بمدرسة الفرير الفرنسية، والتى تعلم فيها المخرج حسن اﻹمام والفنان فريد الأطرش والمطربة أسمهان والفنان نجيب الريحانى، وأتقن خلال دراسته اللغة الفرنسية، لكنه ترك الدراسة بعد أن أخذ قسطا منها واتجه إلى الفن.. وحاول السفر إلى أمريكا للعمل هناك فى السينما فى هوليوود، لكن كل محاولاته للهجرة باءت بالفشل. كانت بداية أنور وجدى فى المسرح فى شارع عماد الدين، وتحديدا فى مسرح رمسيس مع يوسف وهبى، وأخذ يتدرج تصاعديا فى الأدوار المسرحية، وانتقل إلى فرقة عبدالرحمن رشدى، ثم إلى الفرقة القومية التى كان يقوم بأدوار البطولة بها، وكان أشهر أدواره فى مسرحية «البندقية». العزيمة وأولاد الذوات دخل أنور وجدى عالم السينما لأول مرة على يد يوسف وهبى أيضا، وذلك فى أدوار ثانوية فى أفلام مثل: «أولاد الذوات» عام 1932، و«الدفاع» عام 1935، بعدها ترك أنور وجدى المسرح نهائيا وتفرغ للسينما، حيث عمل مع كبار المخرجين فى ذلك الوقت مثل: أحمد سالم ونيازى مصطفى وحسين فوزى وفؤاد الجزايرلى، وأهم أفلامه فى تلك الحقبة كان «العزيمة» عام 1939 مع المخرج كمال سليم، والذى أصبح أحد أفضل الأفلام فى تاريخ السينما المصرية.. وأحد أهم أفلام الواقعية. وفى حقبة الأربعينيات صار أنور وجدى من أهم الممثلين على الساحة، حيث شارك فى بداية الأربعينيات فى 20 فيلما من أهمها: «شهداء الغرام، انتصار الشباب، ليلى بنت الريف، كدب فى كدب».. وفى النصف الثانى من الأربعينيات أصبح أنور وجدى فتى الشاشة الأول، وقدم مجموعة من أنجح الأفلام منها: «القلب له واحد، سر أبى، ليلى بنت الأغنياء، عنبر». وفى بداية الخمسينيات كانت نهاية مشوار أنور وجدى السينمائى، ومن أبرز الأفلام تلك الحقبة فيلم: «أمير الانتقام» عام 1950 عن رواية «الكونت دى مونت كريستو»، وفيلما «النمر» و«ريا وسكينة» عام 1953، وفيلم «الوحش» عام 1954. ظاهرة سينمائية عبقرية لم يكتفِ أنور وجدى بالتمثيل فقط فى رحلته السينمائية، إنما قام بالتأليف واﻹخراج واﻹنتاج أيضا، ففى عام 1945 قرر أن يدخل عالم اﻹنتاج بفيلم «ليلى بنت الفقراء»، وكتب سيناريوالفيلم بنفسه، ورشح لبطولته ليلى مراد التى كانت نجمة مصر الأولى فى تلك الفترة، ورشح المخرج كمال سليم ﻹخراج الفيلم، لكن كمال سليم توفى أثناء التحضير للفيلم، وقرر أنور وجدى أن يكمل إنتاج الفيلم وأن يقوم بإخراجه بنفسه، وعندما عرض الفيلم حقق نجاحا باهرا، ليصبح بعدها أنور وجدى ظاهرة سينمائية عبقرية مبدعة بحق، وقدم بعدها مع ليلى مراد سلسلة من الأفلام الناجحة قام هو ببطولتها وكتابتها وإخراجها وإنتاجها وصلت لستة أفلام وهى: (ليلى بنت الأغنياء، قلبى دليلى، عنبر، غزل البنات، حبيب الروح، بنت الأكابر)، وبعيدا عن ليلى مراد قام أيضا ببطولة وكتابة وإخراج وإنتاج عدة أفلام أخرى منها: (طلاق سعاد هانم، قطر الندى، 4 بنات وضابط)، كما أنتج وألّف أفلاما أخرى لم يقم ببطولتها أوإخراجها. فتى الشاشة الأول ملامح أنور وجدى أهلته ليصبح البطل الأول فى العديد من الأفلام فى الأربعينيات، فقدم «ليلة الجمعة» و«القلب له واحد» و«تحيا الستات» و«كدب فى كدب» و«رجاء».. لكنه لم يكتف بالتمثيل، فبعد أن جمع ثروة كبيرة من الأفلام التى قام ببطولتها أسس شركة إنتاج سينمائى، إذ شارك في إنتاج الفيلم الفرنسى «أرض النيل» الذى تم تصويره فى مصر، وقدم أنور وجدى دوره فى النسخة الناطقة بالعربية، والناطقة بالفرنسية أيضا. وكان جريئا بتقديم عمل يضم يوسف وهبى ومحمد عبد الوهاب ونجيب الريحانى وليلى مراد فى «غزل البنات» و«حبيب الروح» و«بنت الأكابر»، وهى آخر أفلامهما حيث انتهى التعاون الفنى بينهما بعد الانفصال. الاستعراض والنجومية لم يبخل أنور وجدى على أعماله الفنية -منتجا ومخرجا ومؤلفا- فاستغل إمكانيات ليلى مراد الصوتية وشعبيتها الكبيرة وبرع فى تقديم أهم الأعمال الاستعراضية، فقد سبق عصره بتقديم لوحات استعراضية راقصة قام بتأليفها وإخراجها أيضا، واهتم بالديكورات الضخمة وملابس الراقصين فى تلك الاستعراضات، ليحقق مجد ليلى مراد السينمائى بالأفلام الغنائية التى جعلتها الأعلى أجرا سينمائيا. ولم يتوقف أنور وجدى عن تقديم الأعمال الاستعراضية بعد انفصاله عن ليلى مراد، فاكتشف الطفلة فيروز وجعلها الطفلة الأشهر فى تاريخ السينما المصرية، وأحضر لها مدرب رقص وأدخلها معهدا خاصا للباليه، وقدمها لأول مرة على الشاشة عام 1950 فى فيلم «ياسمين» وبعده «دهب» و»فيروز هانم»، قبل أن تبدأ الخلافات بينه وبين والدها، ولم تحقق فيروز النجاح بعد انفصالها الفنى عنه. وظل أنور وجدى محافظا على نجوميته، فحتى قبل رحيله بعام ظل يقدم أفلاما مثل: «خطف مراتى» و«قلوب الناس» و«النمر» وآخر أفلامه عام 1954 كان «أربع بنات وضابط». المسرح العبقرية الفنية التى وصل إليها أنور وجدى لم تأت من فراغ، فقد تدرج فنيا إذ بدأ مشواره بالعمل فى وظيفة ريجسير «الشخص الذى يوصل المخرج والمنتج بالفنانين المناسبين للأدوار» براتب 3 جنيهات فى الشهر فى فرقة رمسيس مع الفنان الراحل يوسف وهبى الذى عمل أيضا سكرتيرا له، ورشحه وهبى بعد ذلك لدور صغير فى مسرحية «يوليوس قيصر ». وتدرج أنور وجدى فى العمل المسرحى حتى قدم دورا مهما فى مسرحية «البندقية»، ولكنه سرعان ما تخلى عن المسرح بعد ظهوره السينمائى الأول عام 1930 فى «جناية نصف الليل» وبعدها بعامين فى «أولاد الذوات». المرض والعلاج سافر أنور وجدى إلى فرنسا للعلاج من المرض الوراثى الذى كان لديه، وطلب من ليلى فوزى أن تسافر معه إلى هناك، حيث كان بينهما علاقة حب قديمة بدأت فى فيلم « مصنع الزوجات» عام 1941 وسرعان ما عادت لتتوطد بعد طلاقه من ليلى مراد، وتزوجا فى القنصلية المصرية فى باريس فى سبتمبر 1954، ولم يكن هناك علاج لذلك المرض حينها، بعدها توفى أنور وجدى فى 14 مايو1955 وذلك بسبب مرضه وبعد أربعة أشهر فقط من الزفاف فى مدينة ستوكهولم فى السويد، وشيعت جنازته من ميدان التحرير وحضرها زملاؤه من الوسط الفنى مثل: فريد شوقى، ويوسف وهبى، ومحمد فوزى، وجورج أبيض، وعبد السلام النابلسى. فى النهاية لابد وأن نؤكد أن الذكاء الشديد إلى جانب الموهبة جعلا الفنان الراحل أنور وجدى من أهم صناع السينما العربية فى أربعينيات وخمسينيات القرن الماضى، ورغم وفاته فى الخمسينيات من عمره، فإنه أثرى السينما بنحو 70 عملا سينمائيا، ممثلا ومنتجا ومخرجا ومؤلفا أيضا ومكتشف مواهب.