24-5-2025 | 13:19
نيفين الزهيري
ساعات قليلة تفصلنا عن إسدال الستار على فعاليات الدورة الـ 78 لمهرجان كان السينمائي الدولي والتي شهدت العديد من العروض والنقاشات والفعاليات الأخرى التي أقيمت على هامش المهرجان، كان من أبرزها عودة عدد من النجوم إليها وظهور آخرين للمرة الأولي بها، ومنهم النجمة أنجيلينا جولي التي تعود إلي السجادة الحمراء بكان بعد مرور 14 عاما، متألقة بإطلالتين رصدتهما عدسات المصورين بدقة، خلال عرض فيلم Eddington، ضمن فعاليات المهرجان، كذلك تكريم روبرت دى نيرو، ومنحه السعفة الذهبية الفخرية تكريما له عن مجمل إنجازاته، حيث تسلم دى نيرو سعفته الذهبية الفخرية من الممثل الأمريكي «ليوناردو دى كابريو» في مشاهد مبهجة جذبت جمهور حفل الافتتاح، وهو ما لم يكن الأمر الوحيد المميز بكان، فهناك أيضا تكريم النجم والمخرج والمنتج والممثل دينزل واشنطن بحصوله على جائزة السفعة الذهبية، وذلك قبل عرض فيلم «الجديد الأعلى إلى الأدنى»، وسط تشجيع كبير من الحضور وتصفيق، وذلك تقديرًا لموهبته، الكواكب كانت موجودة لتنقل لكم أبرز فاعليات هذه الدورة وبخاصة ما يتعلق منها بالمشاركة المصرية وتواجد نجوم ونجمات الفن المصرى وأبرز العروض الفنية التي حفلت بها.
أفضل جناح
البداية تأتي من حصول الجناح المصري بسوق مهرجان كان على جائزة أفضل جناح في الدورة الخامسة لهذه الجائزة، والي قامت بتنفيذه مهندسة الديكور السينمائية شيرين فرغل وفريقها، متفوقة على اكثر من 150 دولة من بينهم الولايات المتحدة واليابان، وهي جائزة مرموقة تمنح لأبرز الأجنحة المشاركة التي تميزت في التصميم، الأنشطة، والتفاعل مع الزوار، والجناح ينظمه بشكل مشترك كل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مهرجان الجونة السينمائي، ولجنة مصر للأفلام (EFC)، حيث قدم تجربة متكاملة جمعت بين الترويج السينمائي والتواصل المهني الفعال مع صناع السينما من مختلف أنحاء العالم.
وقالت شيرين: سعادتي لا توصف بهذه الجائزة، فتصميم الجناح المصري كان شرفًا ومسؤولية كبيرة، خاصة مع تعاون ثلاث جهات كبرى: مهرجان القاهرة، مهرجان الجونة، ولجنة مصر لأفلام، ويمثل عودة للنشاط السينمائي المصري بمهرجان كبير بحجم كان السينمائي، فلقد أتفقنا على أن يري العالم مصر بعيون صناع السينما الكبار، بين تراث غني وحداثة تنبض بالإبداع، وبما يليق بمكانتنا السينمائية العريقة”.
وقت التنفيذ
وأضافت: قمت أنا وفريق المصممين علي الفور بعمل رسومات وفقا للمخطط الخاص بالجناح، وتواصلنا فورا مع القائمين علي تنفيذ أجنحه المهرجان لتنفيذ تصميمنا الخاص المصري وحرصت علي أن يضم التصميم أيضاً مساحة عرض لفيلم معرض (مدن مصرية احتضنت السينما)، المعرض الذي لاقي نجاح كبير أثناء عرضه والذي يسلط الضوء علي أهم مواقع التصوير السينمائية في المدن المصرية.
وأكدت فرغل: وجدت بالتنسيق مع الأستاذة ماريان خوري المدير الفني لمهرجان الجونة أنه من المميز وجود الفيلم بالجناح المصري بمهرجان كان، وقمت بتصميم يشمل مساحة خاصة لعرض متكرر للفيلم باستخدام الخداع البصري والمرايا بشكل معاصر داخل مساحة المعرض ليضفي جو عام من الحداثة بينما نعرض أفلام من تراث السينما لتصل رسالة الاستمرارية للفن عبرالأجيال والتطور الذي يحدث، ويشاهد الجميع مصر بعيون أهم صناع السينما، وورغم قصر فترة التنفيذ ولكننا كفريق عمل سعدنا بالحفاوة التي تم بها إستقبال الجناح المصري والسينما المصرية.
تهنئة خاصة
وعلى الجانب الآخر حرصت الصفحة الرسمية لسوق مهرجان كان السينمائي الدولي Marché du Film على تقديم التحية للجناح المصري المشارك في فعاليات الدورة 78 بعد فوزه بجائزة الأفضل Pavilion Design Award، وهي جائزة مرموقة تمنح لأبرز الأجنحة المشاركة من حيث التصميم، الأنشطة، والتفاعل مع الزوار، وقد أبدى الفنان الكبير حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي سعادته بهذه الجائزة، وصرح قائلا: يعد هذا الفوز تأكيدا على التميز الذي حققه الجناح المصري في سوق كان، حيث تم تصميمه وتنظيم فعالياته بناءً على رؤية واضحة تهدف إلى إبراز قدرات مصر السينمائية المتنوعة، لقد حرصنا على تقديم أنشطة تفاعلية ومهنية تجمع صناع السينما المصريين والعالميين، مما يعكس روح التعاون والشراكة التي نؤمن بها، هذا الإنجاز ليس فقط تتويجا لجهودنا المشتركة، بل هو أيضا منصة لتعزيز حضور السينما المصرية دوليا ودعم صناعة السينما في مصر.
مبادرة سينمائية
ولم يكن التواجد المصري محصورا فقط في الجناح المصري، فهناك مبادرة متواجدة لأول مرة في سوق مهرجان كان أيضا، وهي Egyptian Media Hub، بمشاركة 13 كيان سينمائي وترفيهي مصري مابين الإنتاج والتوزيع والكتابة والمونتاج والمؤثرات البصرية وغيرها من القطاعات السينمائية الأخرى.
وأكدت شاهيناز العقاد: إن الهدف من Egyptian Media Hub هو جمع عدد من الكيانات المصرية تحت مظلة واحدة لتعزيز رؤية المحتوى المصري وإنتشاره عالمياً خارج الحدود المتعارف عليها، والترويج للقصص التي تقدم المجتمع المصري من خلال الأفلام والأعمال الفنية، وأيضاً الخدمات السينمائية والتي تشمل مراحل التطوير والإنتاج والتوزيع على الساحة العالمية.
وأضافت: صناعة السينما المصرية هي الأقدم في المنطقة والعالم، ولذلك فإن هذه المبادرة ولدت للإحتفال بإبداع وموهبة المصريين في تقديم محتوى فني قوي وتسليط الضوء عليه، ومهمتنا هي أن تشاهد هذه الأعمال على شاشات المنصات العالمية، وبناء شبكات علاقات متعددة، ذات تأثيرات قوية، خاصة وأن المحتوى الفني المصري مطلوب وبكثرة في المنطقة العربية، ولكننا نتطلع لما هو أبعد، ولذلك فإنه بعد نجاح انطلاقتنا الأولى، فإننا متحمسون لمواصلة هذه الرحلة، ولعرض أعمالنا المميزة في واحد من أهم الأسواق العالمية إن لم يكن أهمها على الإطلاق، ولإبراز ثقافتنا الجميلة للعالم.
الحضور الفلسطيني
عن الحضور السينمائي الفلسطيني قال مهند اليعقوبي مستشار البرنامج العام في مؤسسة الفيلم الفلسطيني: إلى جانب فيلم «ضع روحك على يدك وامش»، تجسد الحضور الفلسطيني أيضا في فيلم الأخوين طرزان وعرب ناصر كان يا مكان في غزة” ضمن مسابقة «نظرة ما» الموازية للمسابقة الرسمية، وكفلسطينيين نعتز بجميع الأعمال الفلسطينية التي تصل إلى هنا، فهي أفلام ذات وزن، وأضاف مستحضرا كبار المخرجين الفلسطينيين كميشيل خليفة، إليا سليمان الذي كان حاضرا في أكثر من مناسبة بالمهرجان وغيرهم، وذكر في الوقت ذاته أن فلسطين تملك الرقم القياسي في عدد المشاركات بهذا الحدث السينمائي العالمي.
وأضاف: وجودنا هنا هو تعزيز للرواية الفلسطينية والإنتاج السينمائي من حولنا، نحن ليست لدينا إمكانيات ننتج لوحدنا والسينما الفلسطينية محتاجة للدعم خاصة في هذا التوقيت، وهذا الواقع لا يمكن أن يتغير إن لم نحاول نحن ذلك ونقوم بتعزيز شراكات الإنتاج مع الغرب.
وبدوره أعرب رشيد عبد الحميد المدير الفني لمؤسسة الفيلم الفلسطيني عن سعادته بالمشاركة الفلسطينية في هذه الدورة من المهرجان قائلا: هي مهمة هذه السنة كثيرا بالنسبة لنا كفلسطينيين، لأن صورة الفلسطيني في العالم تتغير.
المهمة المستحيلة
ومن بين النجوم أيضا الذين عادوا إلي كان، توم كروز الذي صعد درجات قصر المهرجانات، لحضور العرض الأول لأحدث أفلامه Mission: Impossible – The Final Reckoning” أو مهمة مستحيلة.. الحساب النهائي ضمن فعاليات الدورة الـ 78 من مهرجان كان السينمائي، وذلك بعد 3 أعوام على تكريم المهرجان له بـ «السعفة الذهبية الفخرية»، ولاقى الفيلم، الذي يعتمد بشكل كبير على إرث السلسلة الممتد لـ3 عقود، استحسان الجمهور، داخل مسرح «غراند لوميير»، وأفسح التصفيق المطول خلال شارة النهاية المجال لبعض كلمات المخرج كريستوفر ماك كويري، الذي قال وهو يشير إلى كروز: كان جزء كبير من حياتي عبارة عن ألعاب خيالية، كبرت وأصبحت لديّ شخصية أكشن خاصة بي، كانت مستعدة لفعل أي شيء مجنون تقريبًا يخطر ببالي.
وأضاف ماك كويري، مخرج سلسلة أفلام «المهمة» 4 مرات: أنا ممتن لدعمكم، وصداقتكم، وتفانيكم الذي لا يلين لهذه الحرفة، والأهم من ذلك كله، لموهبتكم الفنية، وأشار كروز من جانبه إلى توسع ماك كويري في طموحات السلسلة، بينما كان يتطلع إلى صنع «مجموعة من أنواع الأفلام الأخرى» مع المخرج، وأشار كروز في مقابلة حصرية إعلامياً: قمت بأفضل ما لدي، وكل فيلم يمثل جهود فريق كامل في تلك اللحظة تحديداً حين أراجع ما أنجزته، أرى تمامًا ما يتطلبه الأمر لصناعة هذه الأفلام، وما تعلمته عن فن الحكي في هذا النوع تحديدًا ، يذكر أن الفيلم نال تصفيقًا حارًا استمر لخمس دقائق بعد عرضه في مهرجان كان السينمائي يوم الأربعاء 14 مايو الماضى، مما يعكس حماس الجمهور للعمل الذي يتوقع أن يكون الختام الكبير للسلسلة التي دامت نحو 30 عاما.