السبت 20 سبتمبر 2025

في الإسكندرية السينمائى الـ 41.. احتفاءبرموز الفن ودعم لسينما الشباب

ليلى علوي

20-9-2025 | 11:41

عنتر السيد
تنطلق فى الثانى من أكتوبر المقبل فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى دورته الـ41، والتى تقام حتى السادس من الشهر ذاته بمدينة الإسكندرية، حاملة اسم النجمة الكبيرة ليلى علوى؛ تكريماً لمسيرة فنية استثنائية امتدت لعقود وجعلتها إحدى أبرز أيقونات السينما المصرية والعربية، حول تفاصيل واستعدادات الدورة المقبلة نعيش جولتنا التالية.. البداية تأتي من إعلان الناقد السينمائى الأمير أباظة، رئيس المهرجان، أن اختيار النجمة الكبيرة ليلى علوى لتكون «نجمة الدورة الحالية» يأتى تتويجاً لعطاء فنى زاخر بالأعمال التى تركت بصمة خالدة فى ذاكرة الجمهور، مؤكداً أن المهرجان بلغ مرحلة من النضج الفنىالتي تبشر بدورة ناجحة ومتميزة. قدمت ليلى علوى على مدار مشوارها مجموعة من الأفلام التى شكلت علامات مضيئة فى تاريخ السينما المصرية، من بينها «المصير» مع المخرج العالمى يوسف شاهين، «خرج ولم يعد»، «يا دنيا يا غرامى»، «حب البنات»، «ألوان السما السبعة»، كما برعت فى الدراما التليفزيونية عبر أعمال راسخة فى وجدان المشاهد مثل «حديث الصباح والمساء»، «بنت من شبرا»، «الشوارع الخلفية»، «فرح ليلى»، «هى ودافنشى»، «منورة بأهلها». ولم يكن تميزها محصوراً فى التنوع بين الكوميديا والرومانسية والاجتماعيات فحسب، بل فى قدرتها على تجسيد أدوار مركبة بروح إنسانية عميقة، ما جعلها تحصد عشرات الجوائز والتكريمات وتظل رمزاً للحضور القوى والإبداع المستمر فى الفن المصرى والعربي. البوستر الرسمي بين الأصالة والذكاء الاصطناعى كشفت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط عن البوستر الرسمى للدورة الحادية والأربعين، والذى جاء تحت شعار: «السينما فى عصر الذكاء الاصطناعى»، وقد صممه الفنان محمد الكومى باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، ليقدم رؤية بصرية مبتكرة تجمع بين روح التراث وملامح الحداثة. كرمز لقدرة المهرجان على مد الجسور بين الماضى المجيد والحاضر المبدع والمستقبل المتطور، كما تتداخل فى التصميم عناصر بصرية تعكس هوية الإسكندرية، من أمواج المتوسط وملامح العمارة التاريخية، إلى رموز السينما الخالدة، فى إشارة إلى مكانة المهرجان بوصفه جسراً حضارياً وفنياً يربط ضفتى البحر. ويؤكد المهرجان من خلال هذا البوستر أن السينما ليست مجرد فن بصرى، بل هى امتداد للهوية الثقافية ونافذة مشرعة على المستقبل، وهو ما تسعى إليه الدورة الجديدة عبر استضافة مبدعين من مختلف دول المتوسط فى تجربة فنية ثرية توحد الثقافات وتحتفى بالإبداع. جائزة سعيد شيمى.. تكريم لأسطورة الصورة فى لفتة وفاء واعتراف بعطاء الكبار، أعلنت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى عن استحداث جائزة خاصة لأفضل فيلم وثائقى عربى طويل تحمل اسم مدير التصوير والمخرج الكبير سعيد شيمى. ويأتى هذا التكريم تقديراً لمسيرة شيمى الحافلة بالإنجازات، حيث وضع بصمته على أكثر من 108 أفلام روائية طويلة، إلى جانب إخراجه وتصويره 75 فيلماً وثائقياً وتسجيلياً قصيراً، ليُصبح أحد أهم رموز فن الصورة السينمائية فى العالم العربي. وستمنح الجائزة فى إطار مسابقة «نور الشريف» للأفلام الروائية الطويلة، بعد أن لاحظت إدارة المهرجان تزايد مشاركة الأفلام الوثائقية فى هذه المسابقة خلال الدورات الأخيرة، الأمر الذى استدعى تخصيص مساحة تكريم تليق بمبدعى هذا اللون السينمائى المهم. فردوس عبد الحميد.. أيقونة درامية تتألق بالمهرجان ويواصل المهرجان احتفاءه برواد الفن، معلناً تكريم النجمة الكبيرة فردوس عبد الحميد، تقديراً لمسيرة فنية ثرية امتدت لعقود على خشبة المسرح، وشاشة السينما والتليفزيون. بدأت فردوس رحلتها بعد تخرجها فى المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1969، قبل أن يقدمها المخرج كمال الشيخ للسينما بفيلم على «من نطلق الرصاص» عام 1975، لتصبح لاحقاً وجهاً مألوفاً للجمهور عبر الدراما التليفزيونية فى أعمال أيقونية مثل: «ميزو، أبنائى الأعزاء شكراً، وليلة القبض على فاطمة». وفى السينما، بصمت بجدارة فى أفلام بارزة مثل «الطوق والأسورة»، «الحريف»، «ناصر 56»، «كوكب الشرق»، وعلى مدار مسيرتها حصدت جوائز وتكريمات عربية ودولية، لتظل إحدى العلامات البارزة فى تاريخ الفن المصرى والعربي. رياض الخولى.. تكريم يختزل رحلة الإبداع والمسئولية كما يحتفى المهرجان بالفنان الكبير رياض الخولى، تقديراً لمسيرة فنية حافلة امتدت لعقود فى المسرح والسينما والتليفزيون. تخرج الخولى فى المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1976، وقدم أعمالاً بارزة مثل «ليالى الحلمية»، «العائلة»، «طيور الظلام»، «حدائق الشيطان»، «سلسال الدم»، «الفتوة»، «الاختيار 2»، لترسخ موهبته كأحد أعمدة الدراما المصرية. وعلى الصعيد الإدارى، تولى منصب مدير المسرح الكوميدى (2001 - 2007) ووكيل نقابة المهن التمثيلية، جامعاً بين الإبداع الفنى والدور المؤسسى، ليبقى أحد الوجوه المضيئة فى مسيرة الفن العربى. وجه متعدد الأدوار.. تكريم أحمد رزق كما أعلنت إدارة المهرجان تكريم النجم أحمد رزق، تقديراً لمسيرة فنية امتدت قرابة 3 عقود من التنوع والإبداع. بدأ رزق رحلته عام 1996 من على خشبة المسرح مع ليلى علوى فى «الجميلة والوحشين»، قبل أن يلمع فى السينما بأعمال بارزة مثل «فيلم ثقافى»، «مافيا»، «أوعى وشك»، «التوربينى»، «زهايمر»، «الممر»، «الكنز»، وفى الدراما قدم أدواراً راسخة فى مسلسلات مثل «حديث الصباح والمساء»، «العار»، «خطوط حمراء»، «فى يوم وليلة»، وصولاً إلى «حرب الجبالى». تكريم رزق فى هذه الدورة يأتى اعترافاً بقدرته على الجمع بين الكوميديا والدراما والإنسانى، وبناء قاعدة جماهيرية جعلته أحد أبرز نجوم جيله وأكثرهم تنوعاً فى اختياراته. المهرجان يحتفى بعطاء شيرين الثقافى والفنى كذلك يحتفى المهرجان بالفنانة الكبيرة شيرين، تقديراً لمسيرتها الفنية المتنوعة بين السينما والمسرح والدراما. قدمت شيرين نحو 38 فيلماً سينمائياً من أبرزها «الجحيم»، «دموع صاحبة الجلالة»، «الإرهابى»، «بخيت وعديلة»، وعلى خشبة المسرح تألقت فى 84 مسرحية خالدة مثل «المتزوجون»، «الزهر لما يلعب». أما فى الدراما التليفزيونية، فقد تركت بصمتها عبر أعمال مؤثرة مثل «جراند أوتيل»، «سابع جار»، «القاهرة كابول»، «سوق الكانتو». ولم يقتصر عطاؤها على التمثيل فقط، بل امتد إلى المشاركة الثقافية من خلال عضويتها ورئاستها لعدد من لجان التحكيم فى مهرجانات محلية ودولية، ما رسخ مكانتها كأحد أعمدة الفن المصرى والعربى. تخليد ذكرى «شيرلى تمبل المصرية» كما أعلنت إدارة المهرجان عن تكريم اسم النجمة الراحلة فيروز (1942 - 2016)، أيقونة الطفولة فى السينما المصرية والعربية، التى اكتشفها الموسيقار إلياس مؤدب وقدمها إلى أنور وجدى لتبدأ رحلتها الفنية وهى فى السابعة من عمرها بفيلم «ياسمين». سطع نجم فيروز فى أعمال خالدة مثل «فيروز هانم» و«دهب»، كما شاركت إسماعيل ياسين فى عدة أفلام شهيرة، وبرغم اعتزالها المبكر، إلا أنها تركت إرثاً سينمائياً استثنائياً جعلها تستحق لقب «شيرلى تمبل المصرية»، ويأتى هذا التكريم تقديراً لدورها البارز فى إثراء ذاكرة السينما العربية. تكريم السينما الإسبانية بمرسيدس أورتيغا كما يكرم المهرجان المخرجة والكاتبة الإسبانية مرسيدس أورتيغا، تقديراً لمسيرتها المتنوعة بين الإخراج والكتابة والتمثيل وتقديم البرامج. أورتيغا قدمت أفلاماً وثائقية بارزة مثل Cautivadas وCautivas التى حصدت جوائز وشاركت فى مهرجانات عالمية، كما لمع اسمها كممثلة فى أعمال دولية منها The Wonderful Ice Cream Suit. ويمثل هذا التكريم اعترافاً بإسهاماتها فى ترسيخ حضور السينما الإسبانية على الساحة العالمية، ضمن احتفاء المهرجان برواد الفن فى دول المتوسط. الاحتفاء برائد السينما المغربية حكيم بلعباس كما يتم تكريم المخرج والكاتب المغربى حكيم بلعباس، أحد أبرز الأصوات السينمائية فى المغرب والعالم العربي. وُلد بلعباس عام 1961 ودرس السينما فى فرنسا والولايات المتحدة، ليشق طريقه منذ منتصف التسعينيات بأفلام وثائقية وروائية قصيرة لافتة. وقد رسخ بلعباس مكانته كأحد رواد السينما المستقلة بفضل لغته البصرية المميزة وأسلوبه التأملى العميق، ليغدو تكريمه فى المهرجان اعترافاً بمسيرته التى أغنت السينما المغاربية والمتوسطية. تكريم الفرنسى جان بيير آماريس.. أيقونة السينما الإنسانية وهناك أيضا تكريم المخرج والسيناريست الفرنسى جان بيير آماريس، الذى يمتد مشواره لأكثر من 3 عقود قدم خلالها أعمالاً لامست قلوب الجماهير وحصدت جوائز كبرى فى مهرجانات عالمية مرموقة مثل كان، سان سيباستيان، لوكارنو، ومراكش. ويعد آماريس من أبرز رموز السينما الإنسانية، إذ استطاع أن يمزج بين الحساسية الاجتماعية والرؤية الفنية الراقية، ليترك بصمة خاصة جعلته واحداً من أكثر صناع السينما تقديراً على الساحة الدولية. السينما المصرية حاضرة فى إطار فعالياته، أعلن المهرجان نتائج الاستفتاء النقدى لاختيار أفضل 100 فيلم سياسى فى تاريخ السينما المصرية، بمشاركة 41 ناقداً من مصر والعالم العربى، تحت إشراف الناقدة مرفت عمر. وتصدر القائمة العديد من الأفلام كان منها «شيء من الخوف»، «فى بيتنا رجل»، «طيور الظلام»، «الإرهاب والكباب»، «غروب وشروق»، «القاهرة 30». وأكدت إدارة المهرجان أن هذه المبادرة تهدف إلى توثيق ذاكرة السينما المصرية وإبراز دور الأفلام فى تشكيل وعى المجتمع، مشيرة إلى أن الإعلان عن بقية القائمة سيستكمل تباعاً. ورشة ماريان بورجو.. وتخليد اسم فاروق عبد الخالق كذلك يواصل المهرجان إثراء برنامجه عبر ورشة تمثيل خاصة للفنانة الفرنسية ماريان بورجو، إحدى أبرز وجوه السينما الأوروبية والعالمية منذ ستينيات القرن الماضى، والتى تعاونت مع كبار المخرجين وحصدت ترشيحات لجوائز دولية مرموقة مثل «البافتا»، وتتيح الورشة فرصة للشباب وصناع السينما للتفاعل مع خبراتها الفنية العريقة. وفى بادرة وفاء، أطلقت إدارة المهرجان اسم السيناريست والمنتج الراحل فاروق عبد الخالق على قاعة المركز الصحفى، تقديراً لمسيرته التى جمعت بين الإبداع والكتابة والإنتاج، وأثرى خلالها السينما المصرية بأعمال لافتة مثل «موعد مع الرئيس» و«القبطان»، وصولاً إلى «بضع ساعات فى يوم ما». لجان تحكيم مسابقتي شباب مصر كما كشف المهرجان عن تشكيل لجنتى تحكيم مسابقتى أفلام شباب مصر (الطلبة والمحترفين) ضمن فعاليات دورته الـ41. يرأس «لجنة الطلبة»، الإعلامية والناقدة آمال عثمان، بعضوية د. حسين بكر أستاذ التصوير بالمعهد العالى للسينما، والفنانة أميرة فتحي، فيما تتولى د. عبير رفقى عميدة كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية بالإسكندرية رئاسة «لجنة المحترفين»، وتضم فى عضويتها د. إيمان يونس عميدة المعهد العالى للسينما، ومدير التصوير محمد شفيق. ويأتى هذا التشكيل ليؤكد حرص المهرجان على دعم الطاقات الشابة من خلال دمج الخبرة الأكاديمية والاحترافية الفنية مع التجارب الإبداعية الجديدة. وبالنسبة لمسابقة «الطلبة» فقد أعلنت إدارة المهرجان عن القائمة الرسمية للأفلام المشاركة فى مسابقة «الطلبة» ضمن فعاليات دورته الحادية والأربعين، حيث تضم هذه الدورة باقة مميزة من التجارب التى تعكس شغف وإبداع الجيل الجديد من السينمائيين، مقدمة تنوعاً لافتاً فى الرؤى والأساليب. القائمة تضم أعمالاً تحمل بصمة مختلفة لمخرجين شباب، من بينهم: «سر فيكتوريا» إخراج بسمة فرح نانسى، «فيلم مانجو» إخراج راندا على، «فكرى تاني» إخراج ياسمين وادى، «Another shade of blue» إخراج محمد صبحى، «أنا هويت» إخراج نادر هانى، «أبوليون» إخراج أمير يوسف، «بيلعب فى عبي» إخراج أنطونيوس باسيلى، «حيث ينام الأحياء» إخراج عالية إبراهيم، «كاتساروس» إخراج محمد الحديدى، «عدي» إخراج محمد عادل حسان. كما يشارك أيضاً: «Let’s unite» لمحمد فهيم، «مبروك ما جالك» لإسلام عبد الجواد، «أمل غائب» لعمر عزيز، «ومن الحب» لنهال نور، «كان نفسي» لأسامة القزاز، «راضى ونعمة» لنورا كمال، «حياة» لعمر الريانى، «موزع البريد» لأحمد فايز، «ع الرف» لتهانى مصطفى الأسمر، «فراشة» لسيف الدين أبو يوسف، «محاولة لاستعادة شخص ذائب» لمحمود صديق محمد، «أوشريا» لشهد عمرو مصطفى، «بالونة» لأحمد عثمان، «أبدجو» لفاطمة صالح، «ليلة معاون» لمهند عاطف، «ظل الأزقة» لمحمد السباعى، «لحظة» لسلمى أسامة زكى، «فبريكا» لأميرة عشرى، «كل سنة وأنتى طيبة يا مامتي» لوجومانا ناصر يوسف نصر، «The burned umbra» لإيناس الخشاب، «الشنطة» ليوسف فايد، «أفق الحدث» لمصطفى سيد مبارك، «نص حالة» لمحمد حافظ، «صوت من وسط البلد» للفيصل بدر، «32 أبو المحاسن الشاذلي» لمى زيادى، «نتروما» لكنزى عمرو، وأخيراً «اللى فاضل» لأمل الشورى. وتعكس هذه القائمة، التى تجمع بين التجارب الطموحة والخيال البصرى الجرىء، حرص المهرجان على أن تكون مسابقة الطلبة منصة حقيقية لاكتشاف الأصوات الجديدة وصقل مواهبها، بما يرسخ مكانة المهرجان كحاضنة للسينمائيين الشباب.