22-11-2025 | 13:37
هبة عادل ـ هدى إسماعيل ـ محمد علوش
مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.. يعد الأهم والأكبر فى بلدنا الغالى مصر، فهو حدث سنوى ينتظره عشاق الفن السابع من العام للآخر، حيث تتلألأ الفعاليات وعروض الأفلام من كافة دول العالم والمسابقات المختلفة والأنشطة والفعاليات المتميزة والتى يتم الإعداد لها قبل شهور من ليلة الافتتاح وأيام المهرجان، التى يحرص القائمون عليه برئاسة الفنان الكبير حسين فهمى على تقديم كل ما هو جيد ومميز لرفع اسم بلدنا الغالى مصر فى المحافل الفنية العالمية، وهو ما لمسناه هذا العام فى الدورة 46 من خلال العديد من الأنشطة والفعاليات والعروض المميزة والندوات التى تحتفى بالمكرمين والعديد من المحاور التى نتناولها فى رحلة عبر السطور القادمة.
فى ليلة ملؤها التميز والرقى والهدوء وروعة التنظيم، جاء افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ46 برعاية وحضور وزير الثقافة دكتور أحمد هنو، ورئيس المهرجان الفنان الكبير حسين فهمى، حيث بدأ الافتتاح بعرض مبهر بموسيقى جذبت الحضور وعرض تقنى بتكنولوجيات عالية جدا وتصميم إضاءة أبهرت الموجودين، وأكد دكتور أحمد هنو وزير الثقافة في كلمته، على أن الفن هو أحد أهم لغات التواصل بين الشعوب وهو لغة الجمال والإنسانية، مؤكداً على دور السينما المصرية كمنارة للإبداع والتنوير، فيما صعد إلى المسرح الفنان الكبير حسين فهمى متحدثا عن مصر بلد الثقافة والتاريخ والتى لم تتخل أبدا طول عمرها عن أى دولة شقيقة وتعيش الآن عصرا من النهضة الجديدة وتقدم صناعة سينما جديدة، ومن الأشياء التى اهتم الفنان حسين فهمى بالتأكيد عليها فى حفل الافتتاح، إشارته إلى الأفلام المصرية الكلاسيكية التى تم ترميمها خلال العامين السابق والحالى والتى سيتم عرضها خلال هذه الدورة ومنها: ( القاهرة 30، شيء من الخوف، الشحات، السراب، غروب وشروق، جريمة فى الحى الهادى، امرأة فى الطريق، خان الخليلى، والناس والنيل وغيرها).. ونظرا لأهمية الموضوع أقام له المهرجان حلقه نقاشية خاصة بعنوان «الترميم الرقمي- إحياء للتراث البصرى للسينما العربية» شارك فيها الفنان حسين فهمى مع تامر السعيد وأوسين الصواف وشيتيفانى شولت وأدارت الحوار المخرجة ماجى مرجان وتناولت من خلال هذه الندوة أهمية حفظ التراث السينمائى العربى من خلال تقنيات الترميم الرقمى الحديثة وكيفية إحياء الأفلام القديمة وصونها من التلف والاندثار، إضافة إلى دور المؤسسات الثقافية والإنتاجية فى دعم مشاريع الأرشفة الرقمية وتطوير الوعى بأهمية الحفاظ على الذاكرة البصرية للسينما العربية، وفى عودة لحفل الافتتاح.. تم تقديم فيلم قصير وسريع فى تحية للنجوم الذين رحلوا عن عالمنا هذا العام وهم الفنانة سميحة أيوب، الفنان نبيل الحلفاوى ،الفنان لطفى لبيب، الفنان سليمان عيد، المصور والممثل تيمور تيمور، والمخرج سامح عبد العزيز والسيناريست أحمد عبد الله.
من ناحية أخرى قام المهرجان هذا العام باختيار المخرج الكبير محمد عبد العزيز لتكريمه بمنحه جائزة الهرم الذهبى لإنجاز العمر وقد قدمه الفنان حسين فهمى كصديق العمر منذ تزملا فى المعهد العالى للسينما، مؤكداً أنه صاحب بصمة حقيقية فى تاريخ السينما المصرية، ومن جانبه أعرب المخرج الكبير محمد عبد العزيز عن سعادته فى هذه اللحظة بعد رحلة طويلة بين السينما والمسرح والتليفزيون، مؤكداً أنها لحظة لا تنسى، فيما قدم الشكر لوزير الثقافة ولصديق العمر حسين فهمى وللمهرجان العريق، وأكد فى كلمته على نصيحة لشباب السينمائيين: أن السينما كلما أعطيتها.. فستعطيك أضعاف وأضعاف ما قدمته، كذلك قام المهرجان هذا العام باختيار النجم المصرى العالمى خالد النبوى لتكريمه بمنحه جائزة فاتن حمامة للتميز والتى قدمها إياه الفنان الكبير حسين فهمى رئيس المهرجان، مؤكداً على أنه فنان مصرى متميز وصل بمصريته إلى العالمية، ومن جانبه تسلم الجائزة الفنان خالد النبوى مقدما الشكر للمهرجان ولسعادة وزير الثقافة دكتور أحمد هنو وأيضاً شكر الفنان الكبير حسين فهمى ملقبا إياه بالأستاذ والصديق، وفى كلمته قال النبوى: إنها لحظة شكر واعتراف بفضل الآخرين وفى مقدمتهم أهدى هذه الجائزة لأبى وأمى رحمهما الله، أيضاً أشكر زوجتى منى التى تفرح أكثر منى وفرحتها هذه تسعدنى أكثر من الجائزة فى حد ذاتها، وأهديها أيضاً لأبنائى كريم ونور وزياد وهم أحلى حواديت حياتى، كذلك أقدمها لأساتذتى فى أكاديمية الفنون الذين علمونى، ولجميع زملائى الذين شاركونى لحظات العمل والسعادة ومنهم خالد الصاوى، محمود حميدة، ليلى علوى يسرا، والراحلان نور الشريف ومحمود ياسين وآخرون، كما أشكر جيل الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، فأنتم من خلقتم صناعة فن محفورة فى وجدان المشاهد المصرى والعربى، وتجارب ألهمتنى من فرط الإخلاص أن أصنع أقصى ما أستطيع فى كل لقطة أقدمها، وفى الختام أقدم كل الشكر للمخرج المصرى العالمى الكبير الملهم يوسف شاهين وكذلك المخرجان صلاح أبو سيف ومحمد عبد العزيز وكل من أسهم فى وجودى اليوم فى هذه اللحظة المتميزة.
فى ندوة تكريمه بـ«القاهرة السينمائى».. المخرج محمد عبد العزيز: إخراج الكوميديا أصعب من التراجيديا
يذكر أنه فى إطار تكريم المخرج الكبير محمد عبدالعزيز من المهرجان أقيمت ندوة تحتفى بمشوار هذا المخرج الكبير، أدارها الناقد السينمائى أسامة عبدالفتاح.. تحت عنوان «أسرار صناعة الكوميديا»، وذلك لما يمتلكه المخرج الكبير من رصيد سينمائى فى هذا المجال،حيث تطرق خلال حديثه إلي بعض الأساتذة الذين تعلم هو على أيديهم والذين أشار إليهم فى كلمته فى الندوة حيث قدم لهم كل الشكر، حيث تتلمذ على يد المخرجين الكبار صلاح أبو سيف ،حلمى حليم ،يوسف شاهين ومحمد كريم وآخرين، وقال: ورثت منهم الثقافات والتقاليد وهم من علمونى وما ورثته منهم، هو ما أعلمه لأبنائى جيلا بعد جيل، وقد أعرب المخرج الكبير محمد عبد العزيز خلال الندوة عن سعادته البالغة والتى ليس لها حدود منذ أبلغه الفنان الكبير حسين فهمى رئيس المهرجان بمنحه هذه الجائزة، مشيراً إلى علاقتهما الممتدة حيث إنهما أبناء دفعة واحدة بالمعهد العالى للسينما وعملا معا فى العديد من الأفلام الناجحة، وشكر الجميع لتقديرهم لهذه الرحلة الممتدة، وعن تخصصه فى مجال الأفلام الكوميدية قال: أنا لم أذهب إليها، بل هى من جاءت إلىّ، واطلقوا على فى بداية مشوارى أنى خليفة فطين عبد الوهاب، وأنا أرى من جانبى أن الكوميديا هى أشد صرامة من التراجيديا وأكثر حسما وجدية وأن الكوميديا متعلقة وملتصقة بشكل كبير بالمجتمع وهمومه وقضاياه وتتعرض للظواهر المختلفة بشكل ساخر وبهدف اجتماعى مهم جدا.
خالد النبوى فى ندوة تكريمه بـ«القاهرة السينمائى»: أنا لسه ما عملتش حاجة
أيضاً وبمناسبة تكريمه بحصوله على جائزة فاتن حمامة للتميز من المهرجان، أقيمت ندوة للاحتفاء بالفنان المصرى العالمى خالد النبوى بعنوان من «نجم شاب إلى أيقونة سينمائية» تحدث من خلالها عن مشوار ورحلة عمره الفنية والتى قاربت الـ35 عاماً من النجاحات المتتالية، أدار الندوة الناقد الفنى والسيناريست زين خيرى وحضرها العديد من النجوم والمبدعين.
تحدث خالد النبوى عن أول أفلامه «ليلة عسل» للمخرج محمد عبد العزيز وكيف أنه شخصية رائعة تعلم منها الانضباط والالتزام بكل معنى الكلمة، كذلك تحدث عن المخرج الكبير الذى لقبه بالملهم المخرج يوسف شاهين وقال: إن عبقرية شاهين تكمن فى صنع المناخ المناسب لكل لحظة ولكل لقطة ويعلم تماما كيف يتعامل مع كل وحدة فى الفنان سواء يده أو عينه أو كل ملمح به، كذلك قدم النبوى كل الشكر للأساتذة نور الشريف وصلاح السعدنى وحسين فهمى ومحمود ياسين وفريد شوقى وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولى.. مؤكداً أن كلهم قامات كبيرة تعلم منها وأصحاب فضل عليه، فيما أكد النبوى أن التمثيل بالنسبة له هو حالة من الانضباط غير عادية، أن تتخلى عن شخصيتك وعاداتك وطقوسك اليومية وأسلوب كلامك وتفكيرك لتدخل فى أسلوب كلام وتفكير وأبعاد وتقاليد وعادات الشخصية التى تتقمصها، وأن استمتاعه بالتمثيل هو أسعد لحظات حياته وسر الشغف الدائم الذى يعيشه، وعن دور ما زال يتمنى النبوى تقديمه أجاب: أنا لسه ما عملتش حاجة، أين أنا من حسين فهمى فى «موعد على العشاء» وأحمد زكى فى «زوجة رجل مهم» ومحمود ياسين فى «العذاب امرأة» وعادل إمام فى «اللعب مع الكبار» ومحمود مرسى فى «شيء من الخوف» ومحمود المليجى فى «الأرض»..مؤكداً أنه ما زال أمامه مشوار طويل يتمنى أن يتجدد من خلاله فى تقديم أعمال ناجحة وذات قيمة كما عود جمهوره فى محطة تلو الأخرى.
أيام القاهرة لصناعة السينما
من الأنشطة الرئيسية للمهرجان أيضاً جاء افتتاح «أيام القاهرة لصناعة السينما» حيث انطلقت فعالياته كإحدى الركائز الأساسية لـ” مهرجان القاهرة السينمائى الدولى”، بمشاركة واسعة من صناع السينما والمهنيين العرب والأجانب، وببرنامج حافل ضم جلسات نقاشية وورش عمل ومحاضرات تغطى مختلف جوانب الصناعة وشملت أنشطة هذا العام عدداً من ورش العمل المتخصصة التى عقدت على مدار أيام الحدث، من بينها «ورشة الارتجال فى التمثيل» ، و«ورشة المونتاج» التى ناقشت إيقاع السرد البصرى وبناء اللغة السينمائية، وتمثل أيام القاهرة لصناعة السينما بشكل عام منصة حيوية لدعم المبدعين فى كل مراحل العمل السينمائى، وتعكس التزام المهرجان بدعم صناعة السينما العربية وتطوير مهارات العاملين بها، مع مواكبة التطورات العالمية فى هذا المجال، يذكر أنه على هامش هذه الفاعلية أقيمت ندوة للفنان الفلسطينى آدم بكرى فى حوار «بين الهوية والأداء».
وأدار الحوار الإعلامى شريف نور الدين، والذى تطرّق إلى محطات مهمة فى مسيرة بكرى الفنية، واستعرض العلاقة بين الهوية والأداء التمثيلى، مع إبراز تجربته فى السينما العربية والدولية، وأهمية المحافظة على الانتماء الثقافى أثناء العمل فى مشاريع عالمية، وفى اللقاء المفتوح مع الجمهور، عبر آدم بكرى عن سعادته بزيارته الأولى لمصر قائلاً: لم تأت لى فرصة للتواجد من قبل، ووجدت المكان كما تخيلته تماماً.
فعالية أخرى مهمة أيضاً فى هذا الإطار قدمها المهرجان من خلال حلقة نقاشية بعنوان: «السينما العربية الصاعدة: من المحلية إلى العالمية» وأدار الجلسة محمد علال، بمشاركة كلٍّ من الفنان المصرى أحمد مالك، الأخوان ناصر، سارة مانسانيت رويو، وعلاء كركوتى.
تناولت الجلسة النقاشية رؤى معمقة حول المسار المتنامى للسينما العربية، وإمكاناتها فى الوصول إلى جمهور عالمى دون التنازل عن هويتها الثقافية والسردية، مع التركيز على التحديات الإنتاجية والإبداعية التى يواجهها صناع الأفلام فى المنطقة وفرصهم فى الوصول إلى جماهير أوسع.
افتتح الفنان أحمد مالك الجلسة بالحديث عن فخره بالمشاركة فى مهرجان القاهرة قائلاً: «بالتأكيد فخور لوجودى فى مهرجان كبير مثل مهرجان القاهرة الذى يحملنى مسئولية كبيرة، وفخور أنى شاركت فى أفلام مصرية وصلت لمهرجانات عالمية، ومن خلال هذه الأفلام عملت تجارب أداء لأعمال عالمية، وكنت فى السابق أقبل أى فرصة تأتينى، لكن أصبح أهم أولوياتى الآن تقديم أفلام فى بلدى».
وأكد مالك أن السعى وراء العالمية ليس هدفه الأساسى، بل الحفاظ على هوية السينما المحلية وصناعتها، مشيراً إلى أن السينما العربية أصبحت تمتلك أدوات قوية تستطيع المنافسة على المستوى العالمى، وأضاف: «المنصات الرقمية لم تحل محل السينما، فالسينما تمتلك سحرها الخاص لدى الجمهور، والمنصات هى التطور الطبيعى للتكنولوجيا، وتقدم محتوى جيداً يثرى صناعة السينما».
سوق «القاهرة السينمائى» بمشاركة 20 جهة عربية ودولية
وفى فعالية هامة أيضاً.. افتتح النجم الكبير حسين فهمى رئيس المهرجان، سوق مهرجان القاهرة السينمائى
ورحب فى كلمته بضيوف السوق، وكل الشركات والجهات والموزعين والمؤسسات الداعمة، وبعدها اصطحب الحضور فى جولة بالأقسام المختلفة وأماكن العارضين.
وأعرب محمد سيد عبد الرحيم مدير أيام القاهرة لصناعة السينما عن سعادته بانطلاق سوق القاهرة فى دورته الثانية، بعد دورة ناجحة العام الماضى، مؤكداً أن مشاركة أكثر من 20 جهة إنتاج ومؤسسة داعمة تشير إلى أننا نسير فى الاتجاه الصحيح نحو صنع بيئة سينمائية تمكن صناع السينما من عمل شراكات تساعدهم فى تنفيذ مشروعاتهم، ويعد سوق القاهرة السينمائى محطة رئيسية على خريطة الصناعة العربية، حيث يوفّر منصة مهنية متكاملة تتيح للمشاركين عرض مشروعاتهم وتطويرها، إلى جانب التعرف على أحدث الاتجاهات فى مجالات الإنتاج والتوزيع، بما يعكس التزام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بدعم صناعة السينما فى المنطقة وتعزيز مهارات العاملين بها، مع مواكبة التطورات العالمية فى هذا المجال.
مشاركات مصرية
شهدت أقسام ومسابقات المهرجان المختلفة هذا العام وجوداً مميزاً للفيلم المصرى ومنها:
الفيلم المصرى «شكوى رقم 713317» فى عرضه العالمى الأول بمهرجان القاهرة السينمائى، وفيلم «شكوى رقم 713317» للمخرج ياسر شفيعى، يأتى ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، وهو فيلم روائى طويل من إنتاج مصر، وتبلغ مدته 80 دقيقة.
تدور أحداثه حول الزوجين المتقاعدين مجدى وسما، فى عقدهما السادس، اللذين يعيشان حياة هادئة داخل شقتهما فى حى المعادى العريق.. لكن تعطل ثلاجتهما يقلب هذا الهدوء رأساً على عقب، إذ يتحول ما يبدو مشكلة بسيطة إلى سلسلة متلاحقة من المشكلات.
كذلك جاء العرض الأول فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للفيلم المصرى الوثائقى «مثلث الحب»، من إخراج آلاء محمود، ضمن قسم «العروض الخاصة».
الفيلم تدور أحداثه حول آلاء ومصطفى، اللذين بعد عامين من رحيل دكتور مها، المرأة التى جمعت بينهما، يستعيدان ذكريات حبهما لها وألمهما على فراقها.. يعتمد الفيلم على رحلة تذكر، يتبادل خلالها الثنائى الحديث عن أفكارهما ومشاعرهما.
من الأفلام الوثائقية المهمة أيضاً جاء فيلم «ضايل عنا عرض» إنتاج (مصر، فلسطين) من إخراج مى سعد وأحمد الدنف، فى عرضه العالمى الأول، وتدور أحداث الفيلم داخل غزة، حيث يتتبع العمل فرقة «سيرك غزة الحر» المكوّنة من يوسف، بطوط، إسماعيل، محمد، وجاست، الذين اضطروا للنزوح من شمال غزة إلى جنوبها، لكنهم حولوا فنهم إلى فعل مقاومة وصمود وأمل.
سر ظهور لبلبة باطلالة فرعونية في مهرجان القاهرة السينمائي
لفتت الفنانة لبلبة الأنظار بإطلالة مختلفة خلال مشاركتها في افتتاح الدورة السادسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إذ اختارت فستانا يحمل لمسة فرعونية مميزة، تعبيرًا عن فرحتها الكبيرة بافتتاح المتحف المصري الكبير.
تحدثت لبلبة عن تفاصيل إطلالتها قائلة: «قلت يا رب ألبس إيه وأنا فرحانة بالمتحف الكبير؟ فقلت لازم يكون في الفستان والمكياج لمسة فرعونية، موضحة أن تلك اللمسة كانت بمثابة تحية رمزية للحضارة المصرية العريقة».
سلمى أبو ضيف: سعيدة بعضويتي في لجنة تحكيم «أسبوع النقاد» بالقاهرة السينمائي
أعربت الفنانة سلمى أبو ضيف عن سعادتها بانضمامها إلى لجنة تحكيم مسابقة أسبوع النقاد الدولي ضمن فعاليات الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، معتبرة أن هذه التجربة خطوة مهمة في مسيرتها الفنية وتضيف إليها ثروة من الخبرات.
حيث أكدت في تصريحات إعلامية أنها تشعر بسعادة كبيرة بعضويتها في لجنة تحكيم مسابقة أسبوع النقاد، واصفة التجربة بأنها فرصة ثمينة تمنحها خبرة إضافية وثقلًا مهنيا، كما تتيح لها متابعة أفلام من مختلف أنحاء العالم والتعرف على وجهات نظر متنوعة من أعضاء اللجنة الذين يمثلون ثقافات وتجارب متعددة، مما يجعلها تتعلم منهم الكثير.
«زنقة مالقا».. رحلة مشاعر تتوه في أزقة طنجة
في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية امتلأت القاعة الضخمة وترقب المشاهدين في هدوء وشغف ظهور تتر الفيلم «زنقة مالقا» الذي جاء ليحجز لنفسه مساحة واسعة في قلوب الحاضرين قبل أن يحجز مكانه في برنامج العروض بمهرجان القاهرة السينمائى، الفيلم القادم بروح مغربية دافئة، يطلّ على الجمهور كرسالة بصرية غارقة في المشاعر والإنسانية، حيث ينسج مخرجه عالما شديد الصدق، يأخذ المشاهد من يده إلى أزقة مالقا الضيقة، ليكشف عن حياة تتقاطع فيها الأحلام بالخيبات، والحب بالضياع، والبحث عن الذات بصخب الواقع وأملاً في حياة أخرى.
لا يعتمد «زنقة مالقا» على الحكاية التقليدية المكررة، بل يقدم مجموعة من اللحظات الإنسانية الدافئة التي تلامس القلب والعقل وتستقر دون مغادرة حتى بعد انتهاء العرض، فالكاميرا تتحرك برهافة وانسيابة تكاد لا تشعر بها وكيف تشعر بها وأنت داخل المشهد ولست خارجه، الإضاءة خافتة محملة بالدفء، والموسيقى تسمعها من بعيد كهمسات خفيفة تزيد من توتر اللحظات العاطفية التي يقوم عليها الفيلم، نجح الفيلم في تقديم وجبة شهية من المشاعر الحقيقة التي ذابت بسبب المادة، فبطلة الفيلم أو شخصيته الرئيسية هي امرأة في الثمانين من عمرها «ماريا» رغم بلوغها الثمانين إلا أنها لازالت في ريعان شبابها تبتسم لكل من حولها تعشق الأناقة والأزياء والألوان قضت حياتها كلها في مدينة طنجة المغربية المعروفة بتاريخها العريق وهو تاريخ تلخصه المخرجة في مقدمة فيلمها قبل بداية الأحداث، تلك السيدة التي تمثل الحياة ببهجتها رغم بصمة الزمن على تجاعيد وجهها لكنها تذوب في حارتها فهاهو بائع الأطعمة المغربية وصاحب المقهي والشباب الذي يقف على ناصية الشارع يتحدث عن مباريات الدوري الإسباني ويتراهن كلا منها على من سيفوز، شاطئها السحري المميز جارتها التي تقف بجوارها دائما هي وابنتها، فهي تعرف الجميع في الحارة تناديهم بأسمائهم، وهم يعرفونها ويخاطبونها بالإسبانية التي توارثها أبناء المدينة.
حتي علاقتها بأثاث منزلها مختلفة البيت، أو الشقة القديمة التي قضت فيها ماريا أكثر من أربعين سنة، زينتها بطريقتها الخاصة، اختارت لها قطع الأثاث الفخمة الثرية التي تعد كل قطعة منها أثرا فنيا رفيعا، الورد الأحمر الذي تعشقه فتضعه في كل ركن في المنزل وأيضا على شواهد القبور عند الزيارة ، لكن على النقيض من كل هذه المشاعر نجد «كلارا» ابنة ماريا التي تعيش في مدريد تعود لتبيع منزل والدتها من أجل المال دون التفكير ماذا سيحدث لتلك العجوز بعد خروجها من المنزل تعرض عليها الانتقال إلى مدريد أو الحياة في دار مسنين، ولأن «ماريا تعشق مدينتها قررت العيش في دار مسنين حتى تجد حل آخر باعت «كلارا» أثاث المنزل بكل تفاصيله الدقيقة دون أن تستمع لصوت قلب والدتها يتحطم مع كل قطعة، وبعد عرض المنزل للبيع وعودة ابنتها إلى مدريد أعلنت «ماريا» العصيان وانهت وجودها في دار المسنين وعادت إلى منزلها الخال تماما من الأثاث، وقررت أن تبدا من جديد وتشتري قطع الأثاث مرة أخرى بكل التفاصيل الدقيقة التي تم بيعها وبالفعل نجحت «ماريا» في إستعادة جميع ممتلكاتها بمساعدة عبدالسلام تاجر التحف القديمة الذي سيقع في حبها دون رجوع.
الفيلم ينجح في تقديم مشاعر حقيقية، حب ينمو بصمت، وخوف يطلّ من الزوايا المظلمة، بدت الانفعالات صادقة إلى حد يجعل المشاهد يشعر بأنه داخل الزنقة، يسمع خطواتهم، ويدرك وجعهم وحنينهم.
«زنقة مالقة» Calle Málaga هو الفيلم الروائي الطويل الثالث للمخرجة (والممثلة) المغربية مريم التوزاني، بعد «آدم» (2019)، و«القفطان الأزرق» (2022)، بعد عرضه في مهرجان فينيسيا السينمائي، ثم مهرجان تورونتو، وبمشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يضع «زنقة مالقا» نفسه بين الأعمال التي تراهن على قوة الإحساس قبل صخب الصناعة.