أشاد رئيس مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية التابع للسفارة المصرية لدى الصين المستشار الثقافي الدكتور حسين إبراهيم بالتعاون العميق بين العالم العربي، والصين في المجالات الثقافية، والعلمية، منوها بنتائج الدورة الثانية للخبراء العرب والصينيين في مجال المكتبات والمعلومات التي استضافتها مكتبة الصين الوطنية في العاصمة بكين تحت عنوان" التعارف والمشاركة والبناء المشترك في موارد المكتبات الصينية والعربية".
وقال مستشار مصر الثقافي في بكين ، في بيان له اليوم السبت، إنه اقترح خلال اجتماعات الدورة التي اختتمت أعمالها الأسبوع الماضي إنشاء رابطة لخبراء الترجمة بين الصين والدول العربية لتولي مشروع ترجمة مائة كتاب بين الصينية، والعربية، وإقامة ندوات للتبادل الثقافي بين الصين والدول العربية في إطار مبادرة (الحزام والطريق) داخل معرض الصين والدول العربية 2017 الذي ستتم إقامته في مدينة ينتشوان بمنطقة نينغشيا الصينية ذاتية الحكم في الفترة من 6 إلى 9 سبتمبر المقبل، والذي ستكون مصر هي ضيف الشرف فيه.
وأشار المستشار الثقافي إلى أن دورة الخبراء عقدت في إطار آلية التعاون العربي الصيني في مجال المكتبات والمعلومات، التي تعد إحدى آليات منتدى التعاون العربي الصيني وبرنامجه التنفيذي لعامي (2016-2018)، وشارك فيها رؤساء وكبار المسئولين بالمكتبات العربية والصينية، وممثلو السفارات العربية المعتمدة لدى جمهورية الصين الشعبية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ووفقا له استعرض المشاركون عروضا تفاعلية حول المكتبات العربية والصينية المشاركة في الاجتماع من حيث نشأتها ومواردها وإمكاناتها البشرية والفنية والتقنية، ودور المكتبات العربية والصينية في مجتمع المعلومات ومدى مواكبتها للتقنيات المستحدثة في هذا المجال ومشاركتها في تنمية المجتمع المحلي، وعددا من المقترحات لتفعيل التعاون العربي الصيني في مجال المكتبات والمعلومات، وسبل وآليات تفعيل بنود مذكرة التفاهم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومكتبة الصين الوطنية.
وتمت كذلك مناقشة مشروع البوابة الإلكترونية للمكتبات العربية والصينية، التي أشار إلى أنها أحد المشروعات التي نصت عليها مذكرة التفاهم المبرمة بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومكتبة الصين الوطنية بهدف تعزيز علاقات التوأمة والشراكة بين المكتبات في الدول العربية والصين.
وقال إن البيان الختامي للاجتماع أوضح اتفاق المشاركون فيه على الترحيب بالبدء في تنفيذ مشروع البوابة الإلكترونية للمكتبات العربية والصينية الذي يخدم إقامة مشروعات التوأمة المنشودة بين المكتبات العربية والصينية وتبادل مصادر المعلومات التقليدية وغير التقليدية وفقا للبنية التحتية المعلوماتية بالدول العربية ومدى تكيفها مع البنية المعلوماتية في الصين، تمهيدا لإنشاء مكتبة رقمية عربية صينية.
وأشار إلى أنه تم توجيه الشكر في هذا الصدد إلى مكتبة الملك عبد العزيز بالعاصمة السعودية الرياض على استضافة تلك البوابة الإلكتروني التي لم يحدد موعد إطلاقها على شبكة الإنترنت بعد.
وأضاف الدكتور حسين إبراهيم إنه تم خلال الدورة الترحيب بافتتاح فرع مكتبة الملك عبد العزيز العامة في جامعة بكين وأشاد بتلك الخطوة التي وصفها أنها تمثل نموذجا للتعاون الفاعل بين المكتبات العربية والصينية بهدف نشر التراث العربي والصيني.
وقال إنه تم الاتفاق على تفعيل مذكرة التفاهم المبرمة بين الجانب الصيني والأمانة العامة لجامعة الدول العربية فيما يتعلق بوضع برنامج تدريبي متخصص في مجالات المكتبات والمعلومات، وتطويع البيئة الرقمية للمواد والموروثات العربية المتوافقة مع المواصفات المعيارية في مجال المكتبات والمعلومات، للمهنيين في المكتبات العربية والصينية ومكتبة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بهدف الارتقاء بالمستوى المهني والفني للمكتبيين العرب والصينيين، بما يتماشى مع مشروع "المائة والألف والعشرة آلاف" المقترح من الجانب الصيني لتعزيز التعاون بين الجانبين.
وأشار إلى أن الجانبين الصيني والعربي رحبا بمقترح مكتبة الملك عبد العزيز العامة في جامعة بكين تنظيم دورة تدريبية في مجال المكتبات والمعلومات للمكتبيين الصينيين المعنيين بفهرسة الكتب العربية في بكين.
ونوه المستشار الثقافي المصري بالاتفاق بين الجانبين على تبادل الإهداءات بين المكتبات العربية والصينية لمجموعات الكتب باللغتين العربية والصينية، وذلك استكمالا وتأسيسا للمبادرة التي قام بها الجانب العربي في شهر أبريل عام 2015 بإهداء المكتبات الصينية مجموعات الكتب والمراجع العربية في مجالات التاريخ والحضارة العربية.
كما تم كذلك، ووفقا له، الاتفاق على تعزيز تبادل الزيارات والخبرات بين الجانبين لتعميق التعاون المشترك في مجال المكتبات والمعلومات والاستفادة من الممارسات الأفضل في هذا المجال.
وأشار الدكتور حسين إلى أن دولة الكويت ستقوم باستضافة الدورة الثالثة من اجتماع الخبراء العرب والصينيين في مجال المكتبات والمعلومات خلال الربع الثاني من عام 2019.
يذكر أن مشروع (المائة والألف والعشرة آلاف) هو مشروع للتبادل الثقافي والإنساني بين الصين والدول العربية كان أعلنه الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه الذي ألقاه بمقر جامعة الدول العربية خلال زيارته للقاهرة في شهر يناير من العام الماضي.
ويتضمن المشروع تبادل ترجمة 100 كتاب وعمل أدبي صيني وعربي، وتوجيه الدعوة لتبادل الزيارات بين مائة خبير وباحث، وتقديم ألف فرصة تدريب للقادة الشباب العرب وتوجيه الدعوة إلى 1500 قائد حزبي عربي لزيارة الصين، إضافة إلى تقديم عشرة آلاف منحة دراسية وعشرة آلاف فرصة تدريبية، وتنفيذ الزيارات المتبادلة بين عشرة آلاف فنان صيني وعربي من أجل تحفيز تداول أصحاب الكفاءات وتدفق الأفكار التي تصب في مصلحة مبادرة (الحزام والطريق).