الإثنين 20 مايو 2024

دراسة تكشف أن حجم بؤبؤ العينين يتغير مع عدد الأشياء التي نراقبها

بؤبؤ العين

الهلال لايت 27-10-2021 | 21:52

داليا شافعي

إذا كنت تظن أن حجم بؤبؤ العين في أعيننا يتغير اعتمادًا على مدى جودة الإضاءة في بيئتنا  فقط فإنك لابد مخطئ، إذ تكشف دراسة حديثة على تأثير عدد الأشياء التي نرها أيضًا في حجم بؤبؤ العينين.

وأشار موقع «ساينس أليرت» المختص في العلوم أن دراسة جديدة وجدت أنه كلما زاد عدد الأشياء في المشهد، زاد نمو حدقة العين، كما لو كانت تستوعب بشكل أفضل كل ما عليها أن تنظر إليه. 

ويظهر البحث الجديد أن هذا «النمو المُلاحظ» هو رد فعل بسيط وتلقائي.

وفي دراسة جديدة، لاحظ الباحثون أحجام بؤبؤ العين من 16 مشاركًا أثناء نظرهم إلى صور النقاط. وفي بعض الصور، تم ربط النقاط معًا في أشكال، مما خلق الوهم بأن هناك عددًا أقل من الأشياء ثم تقلص حجم بؤبؤ العين.

وتقول عالمة النفس وعالمة الأعصاب إليسا كاستالدي من جامعة فلورنسا في إيطاليا: «تُظهر هذه النتيجة أن المعلومات العددية مرتبطة ارتباطًا جوهريًا بالإدراك».

وتضيف: «قد يكون لهذا آثار مهمة وعملية. على سبيل المثال، هذه القدرة ضعيفة في خلل الحساب وهو خلل في التعلم الرياضي، لذلك قد تكون تجربتنا مفيدة في التعرف المبكر على هذه الحالة عند الأطفال الصغار جدًا».

وعلى الرغم من أن عدد النقاط السوداء أو البيضاء في الصور التي يتم عرضها لم يتغير، فإن عدد العناصر المتصورة قد تغير، بسبب خطوط الربط. 

كما طُلِب من المشاركين النظر إلى هذه الصور بشكل سلبي، دون إيلاء اهتمام خاص للعدد الإجمالي للعناصر ودون مهمة محددة لإكمالها.

يشير الموقع العلمي أنه عندما يتعلق الأمر بالبشر، فإن القدرة على موازنة الأرقام هي شيء يبدو أنه يظهر بعد ساعات قليلة من الولادة، حتى لو كان الشخص سيئًا في الرياضيات، فالإنسان لديه قابلية مضمنة للحكم على العد ، ويبدو اتساع حدقة العين هو جزء من الاستجابة لذلك.

ويقول عالم النفس ديفيد بور من جامعة سيدني في أستراليا، والمنتسب أيضًا إلى جامعة فلورنسا: «عندما ننظر حولنا، فإننا ندرك تلقائيًا شكل المشهد وحجمه وحركته ولونه. وبشكل تلقائي، نحن ندرك عدد العناصر الموجودة أمامنا. هذه القدرة، التي يتم مشاركتها مع معظم الحيوانات الأخرى ، هي أساسية تطورية: فهي تكشف على الفور عن كميات مهمة، مثل عدد التفاح الموجود على الشجرة، أو عدد الأعداء الذين يهاجمون».

وأشارت الأبحاث السابقة إلى أن حجم بؤبؤ العين لم يتأثر بالضوء فقط، فالأوهام البصرية التي تتضمن السطوع والحجم والسياق لها تأثير أيضًا، مما يدعم فكرة أن هذا التمدد في أعيننا يتم التحكم فيه جزئيًا على الأقل بواسطة إشارات أعلى في المخ.

ويحرص الباحثون على التعمق أكثر في سبب حدوث ذلك، وما الذي يمكن أن يكون له تأثير على حجم بؤبؤ العين - مثل الحركة التي تتطلبها العين لاستيعاب كل ما يظهر في المشهد.

وتقول  عالمة الفسيولوجيا باولا بيندا من جامعة بيزا في إيطاليا: «تظهر الأبحاث الحديثة من مختبرنا أن حجم بؤبؤ العين ينظمه أيضًا عوامل معرفية وإدراكية».