الإثنين 20 مايو 2024

زوجة قيثارة السماء محمد رفعت .. حنونة عاطفية وقوية الشخصية

3-6-2017 | 13:11

تعرض سيرتهن : سمر الدسوقي

أطلقوا على صوته قيثارة السماء وارتبط فى مسامع عشاقه بشهر رمضان المبارك، الشيخ محمد رفعت الرجل الصوفي رقيق القلب، الذي كان رحيما ذا مشاعر جياشة، عطوفا على الفقراء والمحتاجين، اختيرت له زوجة قوية الشخصية حتى تستطيع أن تقود زمام المنزل وتقوى على رعايته وأبنائه خاصة وأنه كان شيخا كفيفا.

ولد الشيخ محمد رفعت عام 1882 بحى المغربلن بالقاهرة، وفي طفولته فقد بصره وهو لم يتعد بعد عامين من عمره، وأرجعت إحدى الجارات التي رأته عند ولادته وكان جميلا جدا هذا الأمر إلى الحسد، ومع هذا حفظ القرآن الكريم وعمره لم يتعد بعد الخامسة، حيث التحق بكتاب مسجد «فاضل باشا » بدرب الجماميز بالسيدة زينب، ودرس علم القراءات وعلم التفسير ثم درس المقامات الموسيقية، وبعد وفاة والده محمود رفعت مأمور شرطة قسم الخليفة، أصبح مسئولاً عن أسرته وعائلا لها وهو في سن التاسعة، وتولى القراءة بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب عام 1918 ، حتى ذاعت شهرته وهو لم يتعد بعد الخامسة عشرة من عمره.

السند الأقوى للعائلة

تزوج الشيخ رفعت، من سيدة كانت بمثابة السند الأقوى للعائلة في ما بعد، ويروى عنها أحفادها أنها كانت عطوفة ورقيقة القلب مثله ولكنها في نفس الوقت قوية الشخصية وحازمة، وقد اختيرت - وفقا لروايتهم هكذا- حتى تكون قادرة على إدارة دفة الحياة ورعاية رجل كفيف.

رزق منها الشيخ بأربعة أبناء، ورث كل منهم سمة منه، فابنه الأكبر محمد كان شخصا يعتمد عليه ودائما ما كان يوصف بأنه العكاز الذي يعتمد عليه الشيخ، أما ابنه أحمد فورث عنه حلاوة الصوت، وورثت عنه بهية الابنة الوحيدة رقة القلب، أما ابنه حسن، فقد كان نصيبه تحمل المسئولية وجمال الصوت، لذا فقد كان المسئول عن قراءة القرآن لوالده.

إخلاص ودماثة خلق

كان الشيخ رفعت شديد الحرص على توفير معيشة طيبة لزوجته وأبنائه، شديد الإخاص في علاقته معهم، لدرجة أنه كان يرعى أبناءه بنفسه في مرضهم، وفي شهر رمضان كان يحرص على إيقاظهم بنفسه لتناول المياه قبل أذان الفجر، كما روي عنه رقته ودماثة خلقه مع زوجته، والتي كانت لا تقل عنه ورعاً ورقة مع قوة شخصيتها، لذا دفعت به نحو النجاح، فحينما أفتتح بث الإذاعة المصرية عام 1934 ، كان أول من افتتحها بقوله تعالى من أول سورة الفتح «إنا فتحنا لك فتحا مبينا »، ولما ذاع صيته جراء هذا وطلبته الإذاعة البريطانية «بي بي سي » العربية لتسجيل القرآن الكريم، رفض في البداية ظنا منه حرمة ذلك لأنهم غير مسلمين، وبعد ان استفتى أحد الشيوخ سجل لهم سورة مريم.

كان قيثارة السماء رجلا صوفيا رقيق القلب، فكانت له خلوة في منزله يناجي فيها ربه ويبكي، كما روى عنه أنه كان جياش العواطف حتي أنه كان يطمئن على فرسه كل يوم ويوصي بإطعامه. أصيب الشيخ محمد رفعت في عام 1943 بمرض سرطان الحنجرة، ثم رحل عن الحياة في عام 1950 تاركا لنا ميراثا لا يفنى من تاوة القرآن الكريم.