سورة نوح هي أحد السور المكية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وترتيبها الحادية والسبعون في القرآن الكريم، وقد نزلت بعد سورة النحل، ويبلغ عدد آياتها ثماني وعشرون آية، ويبلغ عدد حروف السورة الكريمة تسعمائة وخمسين حرفاً، ويقال أنها نفس عدد السنوات التي دعا فيها سيدنا نوح قومه.
سبب تسمية سورة نوح بهذا الاسم
سميت سورة نوج بهذا الاسم لأن الله تعالى عرض فيها قصة سيدنا نوح عليه السلام، حيث تم ذكر قصة نبي الله نوح منذ بداية بعثه وعدم تصديق قومه له، حتى عاقبهم الله تعالى بالطوفان، وقد ذكر الله سيدنا نوح حين قال تعالى (إنا أرسلنا نوح).
وتتميز سورة نوح عن باقي السور التي سميت بأسماء الانبياء مثل سورة ابراهيم وسورة محمد، وسورة مريم، أنها لم يتم ذكر أي قصة اخرى سوى قصة سيدنا نوح عليه السلام، وقد ذكر الله تعالى المدة التي بعث فيها نوح وهي المدة الوحيدة التي تم ذكرها في القرآن الكريم، وهناك من أطلق عليها اسم (إنا ارسلنا نوح) لأنها أول آية في السورة الكريمة.
فضل فراءة سورة نوح
تعتبر سورة نوح من السور ذات الفضل الكبير، ولقراتها الكثير من الفضل والبركة ، حيث قال أبي عبد اللّه عليه السّلام: (من كان يؤمن باللّه ويقرأ كتابه، لا يدع قراءة : "إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ" فأيّ عبد قرأها محتسبا صابرا في فريضة أو نافلة أسكنه اللّه تعالى في مساكن الأبرار، وأعطاه ثلاث جنان مع جنّته كرامة من اللّه، وزوّجه مائتي حوراء، وأربعة آلاف ثيّب إن شاء اللّه تعالى).
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه السورة (من قرأها وطلب حاجة سهّل اللّه قضاءها)، وقال عليه السلام (ومن قرأ سورة ( نوح ) كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح عليه السلام)، وقال الصادق عليه السلام: (من أدمن قراءتها ليلا أو نهارا لم يمت حتّى يرى مقعده في الجنّة، وإذا قرئت في وقت طلب حاجة قضيت بإذن اللّه تعالى).
اسباب نزول سورة نوح
نزلت السورة الكريمة حتى يتم عرض قصة نبي الله نوح عليه السلام، منذ بداية إرساله إلى قومة كي يدعوهم لعبادة الله تعالى وينذرهم من عذاب الله حيث قال تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وقد نزلت السورة الكريمة حتى تعرض صبر سيدنا نوح في دعوة قومه، وقد سمي شيخ الأنباء لانه تحمل الكثير من الأذى ودعا قومه بالكثير من الطريق حيث كان يدعوهم ليلا ونهار دون أن يفقد الامل، لكن قومه كانوا يبتعدون عنه ويرفضون السماع له، ويضعون اصابعهم في آذانهم، استمر يدعوهم لمدة أَلْف سَنَة إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا، وكلما دعاهم كلما فروا منه.