لم يبق سوى ساعات قليلة، وينطلق ماراثون امتحانات الثانوية العامة، جالبا معه مواجهة نارية، جديدة بين وزارة التربية والتعليم، التي ترغب في حماية مستقبل الطلاب، وشاومينج الغش الذي يصر على ضرب النظام التعليمي، والقضاء عليه.
وتؤكد الوزارة امتلاكها الأسلحة الكفيلة بعدم تكرار مهزلة تسريب أسئلة الامتحانات، التي وقعت العام الماضي، وذلك عبر سلسلة من الإجراءات، أهمها تغليظ عقوبة دخول لجنة الامتحان بالهاتف المحمول، بالإضافة إلى استخدامها أسلوب الـ«بوكليت» في ورقة الأسئلة.
في المقابل أكد أدمن صفحة شاومينج، حيازته أسئلة الامتحانات، وأنه سيواصل ما بدأه العام الماضي، وسينشر الأسئلة، وإجاباتها النموذجية، فور بدء الامتحانات، ولن يمنعه من ذلك شيء.
20 يوما أشغال شاقة
بداية الامتحانات هذا العام، تعد مبشرة بالخير للطلاب، بعدما استجاب الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، لمطالب أولياء الأمور بتغيير موعد الامتحانات إلى يوم 4 يونيو، بدلا من يوم 24 مايو، الذى حددته الوزارة سابقا، على أن تستمر الامتحانات لمدة 20 يوما، تمثل أشغالا شاقة للطلاب، وأولياء الأمور، والوزارة.
الوزارة تراهن على «بوكليت»
مع بزوغ فكرة تطبيق نظام «بوكليت»، أكدت وزارة التعليم أنه الحل السحري؛ للقضاء على فرص الغش فى الامتحانات، من خلال التصدي لوسائل الغش من سماعات وكاميرات التصوير، وتسريبها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعتمد فكرة هذا النظام على إرفاق الأسئلة والإجابة في الورقة نفسها، مع تبديل أرقام الأسئلة من ورقة لأخرى، مما يصعب الغش بين الطلاب، كذلك إلغاء الأسئلة الاختيارية، وإلزام الطالب بحل الامتحان بأكمله.
وإمعانا من الوزارة في إنجاح التجربة، تم تجهيز نماذج استرشادية لتدريب الطلاب عليها، خلال الفترة الماضية، وتكرار النماذج فى أكثر من امتحان تجريبي، حتى أعلنت عدم تلقيها أي شكاوى من جميع المديريات التعليمية في المحافظات.
حزمة قرارات لتأمين الامتحانات
وأصدرت وزارة التعليم، حزمة من القرارات استكمالا لإحكام قبضتها على لجان الامتحان، فقررت طبقا لتصريحات الدكتور رضا حجازي، رئيس الثانوية العامة، إلزام كل مديرية تعليمية بالمحافظات بتصنيع صناديق خاصة على مقاس كراسة الـ«بوكليت»، يتم من خلالها تسليم الكراسات إلى لجان السير في مظروفات مغلقة، بحسب عدد الطلاب في كل لجنة فرعية، ولا يتم فتحها إلا داخل اللجنة بمعرفة الملاحظين، في حضور جميع الطلاب.
وشدد حجازي على عدم السماح لأي فرد داخل اللجان بحيازة الهواتف المحمولة نهائيا، مع وجود تعليمات بتفتيش جميع الطلاب، قبل بدء الامتحانات بنصف ساعة، مع توقيع عقوبة مغلظة على الطالب الذي يتم ضبطه حائزا لهاتف محمول، تتضمن حرمانه من الامتحان في المادة، أما إذا تمكن الطالب من استخدام الهاتف، فتكون العقوبة هي الحرمان من الامتحان لمدة عامين.
شاومينج يثير الرعب
ورغم جميع تلك الإجراءات الجديدة، التي اتخذتها وزارة التعليم، فإن ظهور الصفحة الأشهر لتسريب الامتحانات «شاومينج بيغشش الثانوية العامة»، التي كانت سببا رئيسا في الإطاحة بوزير التعليم السابق، الدكتور الهلالى الشربيني؛ يثير الرعب داخل الوزارة، وسط شكوك حول قدرة الوزارة على وقف ما جرى العام الماضي، ومنع تكراره.
وتأتي هذه المخاوف بعد تأكيدات شاومينج على حيازته بالفعل لأسئلة الامتحانات، مما يضع الجميع في حالة ترقب، لتلك المواجهة النارية، على مستقبل طلاب الثانوية العامة بمصر.