التطرف الديني هو التعصب الشديد للدين الذي ينتمي إليه الشخص، فكل مجموعة منتمية لدين معين وأن بعض أشخاص هذه المجموعة قد تكون متعصبة جدًا لدينها، وهو يسمى في الإسلام بالغلو فقال -الله تعالى- «إيَّاكُم والغُلُوَّ في الدِّينِ فإنَّما هَلَكَ مَن كان قَبلَكُم بالغُلُوِّ في الدِّينِ»، والغلو هو مجاوزة الحدّ في الأمر ومخالفة المنهج، والتطرف هو نفسه التّعصب ومعناه عدم تقبل الحقيقة حتى ولو ظهر دليلها؛ لفرط الانحياز والميل إلى العقائد المتبنّاة.
أسباب التطرف الديني
- التّمسك بالمعنى الحرفي للنصوص الشرعية في مسائل العادات والمُعاملات.
- الالتفات إلى المسائل التي اختلف عليها أئمة أهل العلم والتمسك برأي واحد فيها.
- المبالغة في التحريم وتوسيع دائرة الحرام وتضييق الحلال.
- عدم التمييز بين المفاهيم الشرعية الي يُبنى عليها أساس الدين.
- اتباع النصوص المُتشابهة والعزف عن النصوص المُحكمة البيّنة.
- عدم تقبل الآخر أو الحوار معه.
- الإعراض عن أهل العلم والفقهاء واستقاء العلوم من الكُتب دون أن يشرحها أو يوضحها أحد.
- عدم الاطلاع على التَّاريخ الإسلامي وأخذ العِبر منه.
- عدم التّدرج في الوصول إلى الهدف وإقامة الدولة الإسلامية التي يطلبونها. حمية الشباب الملتزم التي قد تؤدي في بعض الأحيان للوقوع بالغلو نتيجة التفلّت في العالم الإسلامي.
علاج التطرف الديني
معاملة المتطرفين بإحسان
- هى أهم خطوة من خطوت العلاج لقضية التطرف هو معاملة المتطرفين بروح الأخوّة، فلا يتم الحديث معهم من فوق الأبراج العاجيّة التي يتخذها بعض النَّاس لهم، ومن ثم يُطلقون أحكامهم يمنةً ويسرةً ويشوهون صورتهم ولا يُنصفونهم في الأحكام، بل قد يكون المتهم لشخص آخر بالتطرّف هو نفسه مُتطرفٌ في حكمه عليهم، ولكنَّ الطريق الصحيح هو أن يعمد المرء إلى الحديث معهم ومناقشتهم بلطفٍ ولينٍ في القول، وتبيين الحجج دون استعلاءٍ عليهم ولا اتّهامهم بالأباطيل، فكل ذلك من شأنه أن يردِمَ الفجوة بين المتطرفين والنّاس.
عدم المبالغة في تصوير التطرف
- إنَّ من أولى خطوات علاج التطرف في المجتمع الإسلامي هو عدم المبالغة في تشويههم وأن يتم إنصاف الأشخاص في الحكم عليهم في مسألة التطرّف، فلو التمس المرء من أحدهم تطرفًا فعليه ألّا يُغلظ له في القول، ولا يقول له أنت مثل الخوارج تعتمد على فكرٍ فاسد؛ إذ ليس المتطرفون كلهم سواء، فمنهم من يعمد للتخلي عن تطرفه عند تجلّي الحقائق أمام ناظريه، وكذلك لا يجب تخويف النَّاس منهم والمبالغة في تصوريهم بالسو.
الابتعاد عن العنف معهم
- ما يقلّل التطرف الديني في أي مكان هو وهب الحرية للمجتمع بحيث يُعبّر عن آرائه وأفكاره كما يشاء، وللنّاس حرية الاتباع من عدمه، أمَّا العمد إلى الإيذاء الجسدي والتعذيب والتغييب القسري فذلك من شأنه أن يوّلد المزيد والمزيد من حركات التطرّف، ورحم الله عمر بن الخطاب حينما قال له أحد الرجال في مجلس: اتق الله يا أمير المؤمنين، فنهره أحد الرّجال، فقال له عمر: دعه فلا يزال فيكم خيرًا ما دمتم تقولونها، ولا يزال فينا خيرًا ما دمنا نسمعها، وهذا عمر بن الخطاب فكيف بغيره؟.
التزام المجتمع بتعاليم الإسلام
- ينشأ تطرف الشباب في بعض الأحيان نتيجة التفلّت الأخلاقي والديني في المجتمع الإسلامي، بل لا يكاد يُعرف المجتمع أنه إسلامي إلّا من خلال العودة إلى هُوية التعريف بأبنائه، فيكون حال المجتمع الإسلامي أشبه بحال بني إسرائيل عندما أخذوا ببعض الكتاب وتركوا بعضه فكان الويل والثبور لهم، لذلك فإنّه لا بدَّ من السعي نحو التزام المجتمع بتعاليم الإسلام كافة وتطبيقها تجنبًا لكوارث غير مرضية تترتب على ذلك التفلت.