الجمعة 3 مايو 2024

ما هي أفضل وأكرم العبادات عند الله؟

الدعاء

دين ودنيا29-10-2021 | 14:29

زينب محمد

يعد الدعاء أساس العبادة، وروحها؛ لأن الداعي لا يتوجه إلى ربه بالدعاء إلا لِعلمه اليقين بأن النفع وجلب الخير وكشف الضر بيد الله وحده، وهذا دليل على الإخلاص، والتوحيد؛ وهما من أفضل العبادات؛ فقد قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «الدُّعاءَ هوَ العِبادَةُ، ثمَّ قرأَ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ».

أهمية الدعاء

 التوجه لله -تعالى- بالدعاء له أهمية كبيرة تعود على المسلم بالنفع في الدنيا، والآخرة، ومنها ما يأتي:

استشعار قرب الله -تعالى-

 استشعار قرب الله -تعالى- واستجابته للدعاء؛ قال -تعالى-: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»، وقد قال السعدي في سبب نزول هذه الآية إنها نزلت رداً على تساؤل بعض الصحابة عن الله -تعالى-؛ فقالوا للنبي -عليه الصلاة والسلام-: "يا رسول الله، أقريب ربّنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟"، فبيَّنت الآية الكريمة أنّ الله -تعالى- قريب، ورقيب، وشهيد، يعلم ما يسر الداعي في صدره، وما يعلن، فيجيبه، ويعطيه.

استجابة الله -تعالى- للدعاء

إذا حقّق الداعي شروط الاستجابة وهي: تحقيق الإيمان بالله -تعالى-، وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، وحضور القلب، والدعاء بأمر جائز شرعاً؛ لأنّ الآية الكريمة السابقة ربطت حصول الرُّشد، والحصول على الإجابة بتحقيق هذه الشروط، بالإضافة إلى أنّ المسلم يدعو الله -تعالى- وهو مُوقِن بالإجابة، وواثق بها؛ فيدعو بعَزم، ورغبة، ورجاء؛ لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: «لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، فإنَّه لا مُكْرِهَ له».

معرفة أن الدعاء هو أفضل عبادة

 لأن في الدعاء استدعاء للعون من الله -تعالى-، واستمداد له منه، وفيه بيان لافتقار العبد إلى الله -تعالى-، كما أن الإنسان يتبرأ فيه من حوله وقوّته، ويلجأ إلى كرم الله -تعالى، وجوده، وحوله، وقوّته؛ قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ).

وقد حث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه على أن يسألوا الله -تعالى- حاجاتهم جميعها، وثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أيضاً أنّها قالت: (قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ابنُ جُدْعانَ كانَ في الجاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، ويُطْعِمُ المِسْكِينَ، فَهلْ ذاكَ نافِعُهُ؟ قالَ: لا يَنْفَعُهُ، إنَّه لَمْ يَقُلْ يَوْمًا: رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي يَومَ الدِّينِ)، وقد أشار النبي -عليه السلام- في الحديث إلى الدعاء على اعتبار أنّه مظهر من مظاهر الإيمان، وأثر من آثاره التي تُخرج المرء من دائرة الكفر إلى رحاب الإيمان؛ ليكون إيمان العبد سبباً في الانتفاع بأعماله الصالحة.

 معرفة أن الدعاء هو أكرم عبادة على الله -تعالى-

 وذلك لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليسَ شيءٌ أَكْرَمَ علَى اللَّهِ منَ الدُّعاءِ).

معرفة أن الدعاء ينفع فيما نزل من القضاء، وفيما لم ينزل

 لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا يُغْنِي حَذَرٌ من قَدَرٍ، والدعاءُ ينفعُ مما نزل، ومما لم يَنْزِلْ، وإنَّ البلاءَ لَيَنْزِلُ، فيَتَلَقَّاه الدعاءُ، فيَعْتَلِجَانِ إلى يومِ القيامةِ)؛ ولذلك كان الدعاء من أقوى الأساليب التي يمكن أن يستخدمها المسلم ليدفعَ عن نفسه البلاء، والمكروه، ويستجلب به النَّفع؛ فهو سلاح المسلم الذي يدافع به المصائب؛ إذ قد يدعو بدعاء قوي فيغلب البلاء، وقد يدعو بدعاء ضعيف فلا يغلب البلاء، إلا أنه يخفف منه، وقد يدعو بدعاء يتدافع مع البلاء ويعالجه.

 معرفة أن الإكثار من الدعاء من الأمور التي أرشد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه إليها

 وذلك بقوله -عليه الصلاة والسلام-: (ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ، ولا قطيعةُ رَحِمٍ ؛ إلا أعطاه بها إحدى ثلاثَ : إما أن يُعجِّلَ له دعوتَه ، وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ ، وإما أن يَصرِف عنه من السُّوءِ مثلَها . قالوا : إذًا نُكثِرُ . قال : اللهُ أكثرُ)، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يعلّم أصحابه صلاة الاستخارة التي يدعو فيها العبد ربّه؛ ليسخر له الخير؛ فإن كان ما يريده في المستقبل خيراً له، يسره الله -تعالى- له، وإن كان شراً، صرفه عنه، كما بين لهم أنه لا شيء يمكنه أن يرد القضاء إلا الدعاء؛ فقال: (لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ).

Dr.Randa
Dr.Radwa