تحل اليوم ذكرى إعدام الكاتب والشاعر والمستكشف البريطاني السير والتر رالي في 29 أكتوبر، ويعد رالي من رموز العصر الإليزابيثي البارزة، ففي سنة 2002 م، صنف ضمن البريطانيون المائة الأعظم.
ولد رالي في 22 يناير 1552 شرق بولديه، ديفون، بإنجلترا لأسرة بروتستانتية من النبلاء في ديفون، وهو ابن لوالتر رالي وكاثرين تشامبرنون نشأ رالي في منزل هايز بارتون (في أبرشية إيست بودليه الشرقية) في الجزء الجنوبي من مقاطعة ديفون الإنجليزية، كان والتر الابنَ الأصغر بين أبناء والتر رالي الأب وهو الأخ غير الشقيق الأصغر لهمفري جيلبرت، وابن عم ريتشارد جرينفيل.
نشأ رالي بعائلة متشددة هرب عدد من أفرادها من السلطة في عهد ملكة إنجلترا الكاثوليكية الرومانية ماري الأولى ، واختبأ رالي الأكبر من قبل في أحد الأبراج هرباً من تنفيذ حكم الإعدام لذا نشأ رالي الأصغر على عداوة مع الكاثوليكية الرومانية، وأظهر تلك العداوة أثناء حكم إليزابيث الأولى 1558.
غادر رالي إلى فرنسا 1569 ، ليخدم مع أعضاء كنيسة فرنسا الإصلاحية البروتستانتية في الحروب الأهلية الدينية الفرنسية، وأكمل تعليمه الثانوي والتحق عام 1572بكلية أوريل في جامعة أكسفورد، إلا أنه انسحب منها ولم يكمل تعليمه الجامعي بسبب سعيه وراء تحقيق رغباته وهواياته في الخروج في رحلات برية وبحرية ورحلات استكشافية فقد كان دائماً يسعى إلى روح المغامرة، وهو ما جعله يتوقف عن التعليم الجامعي وشرع بعدها في إكمال تعليمه ضمن الهيئات القانونية الأربعة في لندن لكنه ذكر أثناء محاكمته أنه لم يتلقى تعليم القانون قط.
قُبل رالي عام 1575 في جمعية ميدل تيمبل للمحامين، بعد أن كان عضوًا في هئية ليون القانوينة، واحدة من الهيئات القانونية الأربعة في لندن، وادعى في كتابه "تاريخ العالم"، أنه كان شاهد عيان في معركة مونكونتاور (التي وقعت في 3 أكتوبر من عام 1569) في فرنسا ، وعاد رالي إلى فرنسا في عام 1575 .
قضى جزء من حياته في جزيرة أيرلندا في مقاطعة وستميث، حيث شارك في قمع حركات التمرد ضد إنجلترا وشارك في حصار سميرويك، ثم أصبح من ملاك الأراضي التي صودرت من مُلاكها الأيرلنديين، وعلا شأنه بسرعة في عهد الملكة إليزابيث الأولى، وأصبح فارسًا في عام 1585، كما شارك رالي في الاستعمار الإنكليزي لفرجينيا، مما مهّد الطريق أمام المستعرات الإنجليزية اللاحقة في أمريكا الشمالية.
وتزوج رالي سرًا من إليزابيث ثروكمورتون إحدى وصيفات الملكة دون إذن الملكة، لذا سجن هو وزوجته في برج لندن، وبعد إطلاق سراحه، تقاعد وذهب ليقيم في أملاكه في دورست، وفي عام 1594، سمع رالي بـ "مدينة الذهب" في أمريكا الجنوبية وأبحر للعثور عليها وعلى بحيرة باريمي، ودوّن مغامراته في كتاب تناول فيه أسطورة «إل دورادو»، وبعد وفاة الملكة إليزابيث في عام 1603، سجن رالي مرة أخرى في البرج، هذه المرة بتهمة تورطه في التمرد على الملك جيمس الأول.
وفي عام 1616، أفرج عنه من أجل إرسال بعثة ثانية للبحث عن الذهب في أمريكا الجنوبية ، كانت البعثة غير ناجحة، ونهب الرجال الذين كانوا تحت إمرته موقعًا إسبانيًا، عاد رالي إلى إنجلترا، ولاسترضاء الإسبان، أُلقي القبض عليه وأعدم في عام 1618 بتهمة الخيانة.