الأحد 19 مايو 2024

لحظة صدق.. أغلى صفر في التاريخ

مقالات30-10-2021 | 17:07

اليوم يجتمع قادة العالم من أجل الوصول إلى درجة صفر، هذا الصفر ثمنه ٣٠٠ مليار دولار، وهو المبلغ المطلوب صرفه لمواجهة التغيرات المناخية خلال ثمانية أعوام فقط.

 يتواجد الآن في مدينة جلاسكو الاسكتلندية أكثر من 170 من قادة العالم في الدورة 26 لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، ويشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي بوفد رفيع المستوى على أمل إنقاذ العالم والوصول إلى درجة صفر انبعاثات حرارية ملوثة للبيئة.

 الوقت يمر والساعات تدق وعلى القادة أن يثبتوا أن العالم المتحضر الحالي يستطيع أن يحد من الاحتباس الحراري ويعالج مشكلة المناخ وعلى الأقل بدلا من الوصول إلى صفر وهو الحلم المستحيل يخفض الانبعاثات درجة ونصف.

هذه المليارات الثلاثمائة يحتاجها العالم لإصلاح ما أفسدته الدول الصناعية الكبرى في مناخ الأرض، هي استفادت بتريليونات الدولارات وخسرت الدول الفقيرة صحة أبنائها وأرضها ومناخها.

 نحتاج هذا المبلغ لتقليل الخطر وإنقاذ الدول الفقيرة من توابع هذه الانبعاثات فهي تعاني بسبب تقدم دول أخرى، هذه الدول الغنية عليها مسئولية أمام التاريخ.. وعليها أن تتحملها كاملة سواء بدفع حصتها المالية أو بتخفيض انبعاثاتها الحرارية الناتجة عن الصناعة واحتراق الكربون، العالم في خطر حقيقي وعلى الجميع القيام بواجباتهم فهذه الانبعاثات تتسبب في 80% منها 17 دولة فقط ويدفع العالم كله الثمن. 

الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماع "رؤساء الدول والحكومات حول المناخ"، الشهر الماضي على هامش أعمال الدورة 76  للجمعية العامة للأمم المتحدة، نبه إلى خطورة التهاون في الحلول وطالب بوقوف البشرية صفا واحدا لمواجهة هذه الانبعاثات، وشدد على ضرورة التعامل بجدية مع أي إجراءات أحادية تساهم في تفاقم تبعات تغير المناخ.

الدعوة الكريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستضافة الدورة الـ27 لقمة تغير المناخ في 2022 بالنيابة عن القارة الأفريقية، ستعطي فرصة للعالم كله أن يرى كيف تغيرت مصر سيرى قادة العالم مشروعات عملاقة تم تنفيذها بهدوء ودون إعلان في زمن قياسي، سيرون طفرة في كل النواحي الشوارع والطرق والكباري وعاصمة جديدة عملاقة انتهاء العشوائيات وتحولها إلى منازل جميله محاطة بالحدائق تحقق للمصريين حياه كريمة خطوط جديدة لمترو الأنفاق ومونوريل.. سيرون مصر جديدة بكل معنى الكلمة.

أنا على ثقة في قدرة الرئيس على تنفيذ ما يعد به، وهو قادر بحنكته السياسية أن يدير هذا الملف انطلاقا من مصر والقارة الأفريقية خاصة وأن لدينا ثماني سنوات فقط لخفض الانبعاثات وهى كافية بالكاد لوضع الخطط والسياسات وتنفيذها المطلوب تحرك سريع وتكاتف لإنقاذ العالم فالوقت يمر والخطر حقيقي ويقترب.. وإذا لم نواجهه سيقضي على الجميع.