ودّعت كوريا الجنوبية الرئيس الأسبق الراحل "روه تيه-وو" اليوم السبت، في ختام الجنازة الرسمية التي استمرت لمدة 5 أيام، وكان "روه" قد طلب في وصيته الأخيرة العفو من ضحايا الحملة العسكرية الوحشية التي شنها الجيش ضد انتفاضة 18 مايو والتي أسفرت عن أكثر من 200 قتيل و1,800 جريح، كما أن "روه" لن يدفن في مقبرة وطنية لأنه غير مؤهل لذلك بموجب القانون، حيث إنه أدين بالتمرد والفساد وقضى مدة في السجن قبل أن يتم العفو عنه في عام 1997.
وقد توفي "روه تيه-وو" عن عمر يناهز 88 عاما يوم الثلاثاء الماضي، وبدأت مراسم الجنازة في ساحة السلام في الحديقة الأولمبية الواقعة شرق سول، وتم اختيار الحديقة الأولمبية لمعناه الرمزي، حيث أقيمت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1988 بنجاح في سول خلال حكم "روه" ، وتم نقل جثمانه من مستشفى جامعة سول الوطنية حيث توفي بسبب أمراضه المزمنة بعد جراحة سرطان البروستاتا ومعاناته من الضمور الدماغي والربو.
وذكرت وكالة /يونهاب/ الكورية الجنوبية/ أنه في الطريق إلى الجنازة، توقفت سيارة الليموزين من طراز "لينكولن" التي تقل جثمان "روه" مع موكبها في مقر إقامته في غرب سول، كجزء من تقاليد الجنازة، وكان في الموكب أفراد عائلته ومساعدوه المقربون ، ثم دخل موكب الجنازة إلى الحديقة الأولمبية، حيث حمل حرس الشرف النعش بعناية إلى الساحة، وقامت أوركسترا الجيش بعزف الموسيقى الجنائزية.
وقال رئيس الوزراء "كيم بو-كيوم"، رئيس لجنة الجنازة الحكومية: إن جنازة اليوم يجب أن تكون مناسبة حداد على المتوفى، ومناسبة للتفكير في تاريخ جديد وتاريخ للحقيقة وتاريخ للمصالحة والوحدة .. مضيفا اليوم ندرك مجددا الحقيقة الجليلة أنه لا أحد متحرر من التاريخ.
وقد تعرض حكم "روه" السياسي المختلط لكل من الثناء والنقد الشعبي، حيث واجه انتقادات شديدة لدوره في الانقلاب العسكري لعام 1979 الذي ساعد سلفه "جون دو-هوان" على الاستيلاء على السلطة، والقمع الوحشي لانتفاضة "كوانغجو" المؤيدة للديمقراطية في عام 1980.
من ناحية أخرى، حظي الرئيس الأسبق الراحل بالثناء لدوره في استعادة التصويت المباشر في الانتخابات الرئاسية، وإقامة العلاقات الدبلوماسية مع الدول الاشتراكية في حقبة ما بعد الحرب الباردة، بما في ذلك الاتحاد السوفيتي والصين.