يبدون أن الدول الغربية قررت اللجوء إلى حيلة جديدة؛ للتخلص من أزمة اللاجئين، وذلك بعد أن أثبتت السياسات السابقة فشلها الذريع.
وتحت شعار «العصا والجزرة»، بدأت، الولايات المتحدة، ومعها دول أوروبية، منها: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، تشديد إجراءاتها الاحترازية؛ لمنع تدفق اللاجئين إلى أراضيها، في الوقت الذي تعلن فيه عن مميزات تتعهد بتوفيرها للاجئين الذين يقررون العودة إلى بلادهم طواعية.
وتعتبر أزمة اللاجئين الحالية، الأكبر في التاريخ الحديث، حيث اضطر نحو 65,3 مليون شخص، في جميع أنحاء العالم، إلى الفرار من ديارهم، باتجاه أوروبا.
ترامب.. والكيل بمكيالين
رغم قرارات الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، بمنع دخول مواطني7 دول إلى بلاده، ووقف استقبال اللاجئين السوريين، فإنه أعلن موافقته على استقبال مئات اللاجئين التزاما باتفاق سابق مع أستراليا، والذي يقضي باستقبال الولايات المتحدة لأكثر من ألف لاجئ من مركز أسترالي للاجئين، على إحدى جزر المحيط الهادئ.
وبموجب هذا الاتفاق، الذي وقعه الرئيس السابق، باراك أوباما، في نوفمبر الماضي؛ ستستقبل الولايات المتحدة 1250 لاجئا، لكن بعد «تدقيق شديد».
وتعتبر أستراليا من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، وعضو بالمجموعة المعروفة بـ«العيون الخمس»، التي تتقاسم معها واشنطن بانتظام معلومات استخباراتية حساسة.
إيطاليا.. قرارات مرفوضة
حاولت الحكومة الإيطالية، إيجاد حل جذري لمشكلة اللاجئين، والهجرة غير الشرعية، فقررت تخصيص 200 مليون يورو؛ لمساعدة الدول الإفريقية للقضاء على الهجرة غير الشرعية، إلا أن القرار قابله رفض شديد في الداخل الإيطالي، بعدما تبين أن هذه المبالغ ستوجه إلى دعم الآليات الأمنية، التي تحارب الهجرة غير الشرعية، وليس إلى التنمية، وهو ما يهدد بإجهاض الجهود الإيطالية في هذا الشأن.
فرنسا تخصص 2500 يورو لكل لاجئ
من جانبها أعلنت الوكالة الفرنسية للهجرة والاندماج، عن منح 2500 يورو؛ لكل لاجئ يرغب طواعية، في مغادرة فرنسا، والعودة إلى بلاده قبل نهاية العام الحالى.
واعتبرته الوكالة هذه الاموال حافزا، إلى جانب سلسة من الفوائد الإضافية، للاجئين مثل: دفع قيمة تذكرة الطيران، ومنحهم إعانات مالية تصل إلى 10 آلاف يورو.
وأكد المدير العام للوكالة «ديدييه ليشي» أن هذا الإجراء يساعد الأشخاص الراغبين في العودة إلى بلادهم، مشيرا إلى أن حوالى 4 آلاف شخص، استفادوا من هذه الحوافز في الماضى.
ألمانيا.. حوافز مقابل العودة
بدورها خصصت الحكومة الألمانية 40 مليون يورو، كمعونات إضافية تُصرف للاجئين؛ الذين يقررون العودة طواعية إلى بلدانهم خلال العام الحالي، ويتم بموجب البرنامج، منح 1200 يورو لكل لاجئ يزيد عمره عن 12 عاما، ويقرر سحب طلب لجوئه والعودة إلى وطنه، ومنح 800 يورو لكل اللاجئين الذين رُفضت طلباتهم، شرط أن يقرروا العودة إلى بلدانهم، وألا يطعنوا في قرارات رفض طلبهم خلال المدة القانونية المقررة.
وتسعى الحكومة الألمانية، من خلال هذا الإجراء، إلى زيادة أعداد اللاجئين العائدين طوعا، بعدما أكد وزير الداخلية توماس دي ميزير أن الرحيل الطوعي يمثل بالنسبة لكل الذين ليس لهم فرص للبقاء، السبيل الأفضل من الترحيل.
بلجيكا تحقق النجاح
وفيما يبدو أنه أول بشائر نجاح سياسة «العصا والجزرة»، غادر قبل يومين، 106 مواطنين عراقيين الأراضي البلجيكية عائدين إلى بغداد، وذلك بفضل جهود برنامج المساعدة في العودة الطوعية، وإعادة الإدماج، بدعم من المنظمة الدولية للهجرة.
ويستفيد العائدون بمجرد وصولهم، من برنامج المساعدة في إعادة الإدماج بالوطن، التي قد تشمل دعم الأعمال التجارية الصغيرة، والإقامة المؤقتة، والتوظيف، وتوفير السلع المنزلية الأساسية.