الأربعاء 5 يونيو 2024

أهمها اللاجئين والبيئة والأمن .. مشاكل وقضايا العالم تطغي علي الدورة 70 لـ«كان»

4-6-2017 | 11:52

كتبت : نيفين الزهيري

بالرغم من القبلة الحارة التي أشعلت بها النجمة العالمية مونيكا بيلوتشي أجواء مهرجان كان السينمائي إبان افتتاحه عندما منحتها للفنان الكوميدي الفرنسي أليكس لوتز في إطار الاستعراض الذي قامت به علي المسرح، حيث نالت هذه القبلة تصفيقاً حاراً من الحضور، ولكن بعد انتخابات الرئاسة الفرنسية وماقبلها من أحداث إرهابية طالت العديد من المدن الفرنسية منها حادث مدينة نيس، كان هناك العديد من التهديدات التي تلقتها إدارة مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته السبعين من أجل عدم إقامة هذه الدورة، وقال إيف داروس قائد الشرطة المحلية لرويترز "سنطبق الإجراءات بحذافيرها دون أن نحيد عنها لضمان أن يكون المهرجان آمنا".

ولكن السينمائيين كالمحاربين يواجهون كل مايحدث بأفلامهم التي تحارب كل مايحدث في العالم من أحداث بشعة، وكان من أهمها ما قام به صناع السينما ومحبوها عندما وقفوا دقيقة حدادا على ضحايا تفجير مانشستر الذي أدانه منظمو المهرجان المرموق بوصفه "هجوما على الثقافة والشباب والمرح".

وعبر منظمو المهرجان عن "الهلع والغضب والحزن الشديدين" بسبب التفجير الانتحاري الذي راح ضحيته 22 شخصا على الأقل بينهم أطفال بعد حفل للمغنية الأمريكية أريانا جراندي في مانشستر بشمال انجلترا ليلة الاثنين الماضى.

وقال الممثل كولين فاريل الذي يشارك باثنين من أهم الأفلام التي تخوض المنافسة في «كان» هذا العام إن الهجوم على حفل يحضره بالأساس أطفال ومراهقون هو "هجوم على الإنسانية وهجوم على المجتمع وهجوم على قلوب وأرواح وعقول الأبرياء".

قنبلة Redoubtable

واستكمالا للأحداث العجيبة التي طالت المهرجان أثار بلاغ بوجود قنبلة داخل مسرح "ديبوسي" مخاوف كبيرة، ما أدى إلى إخلاء المسرح لفترة وجيزة، قبل انطلاق العرض الأول لفيلم "Redoubtable"، والذي شهد عودة المخرج الفرنسي ميشيل هازنافيسيوس - الحائز جائزة أوسكار عن فيلم "الفنان"- لمهرجان كان مرة أخري بعد سنوات طويلة من الغياب، ولكن قبل دقائق من بدء عرض الفيلم، قام رجال الأمن بإخلاء مسرح ديبوسي، لفترة وجيزة بعد العثور على حقيبة "مجهولة المصدر" في الداخل.

وقالت المتحدثة باسم المهرجان، أوريلي فوشورت إنه على الرغم من انتشار أنباء عن وجود تهديد أمني لمهرجان كان، على موقع تويتر، فإن الأمن كان يتبع بروتوكول السلامة، حيث تم إخلاء بهو المسرح "كإجراء احترازي"، وعاد الجمهور إلى الداخل بعد حوالي 15 دقيقة.

وأضافت ان مركز شرطة المدينة أكد بأن بلاغا كاذبا كان وراء إخلاء قصر المهرجانات في حين أكد أحد رجال الشرطة عند بوابة الدخول أن بلاغا وصلهم لكن الأمر انتهى، وعبر بعض جماهير الأفلام عن شعورهم بالإحباط نتيجة لانتظارهم خارج قصر المهرجانات في ظل غياب للمعلومات عما يحدث.

وشوهد آل جور نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، الموجود في كان للترويج عن آخر فيلم وثائقي له عن البيئة، يغادر قصر المهرجانات بعد فترة وجيزة من إعلان زوال التحذير الأمني.

عطل فني

أصدر المهرجان بياناً رسمياً يعتذر فيه للصحفيين عن العطل الفني الذي حدث أثناء عرض فيلم - أوكجا - للمخرج للمخرج الكوري الجنوبي بونج جون هو، حيث تسبب عطل فني استمر لما يقرب من 15 دقيقة بعد عرض 6 دقائق فقط من الفيلم مما أدي إلي تذمر الصحفيين الذين هتفوا ضد المهرجان، واتهمه البعض بأنه ينتهج تشويهاً متعمداً بهذا الفيلم خاصة أنه يشهد أول مشاركة لشركة نيتفلكس بالمهرجان، ولكن كشف المهرجان أن هناك موظفا يعمل لدي المهرجان تسبب في ذلك وقام بدوره بالاعتذار لإدارة المهرجان وشركة نيتفلكس والجمهور أيضا.

وكانت الممثلة تيلدا سوينتون قد صرحت خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته نتيفلكس قبيل عرض الفيلم بأن تواجدها وفريق الفيلم في المهرجان لم يكن بغرض المنافسة على جوائز المهرجان، وانما بهدف تقديم تجربتهم الجديدة للجمهور، تصنيف فيلم "اوكجا" يأتي تحت اطار الخيال العلمي والمغامرات، وأحداثه تدور حول فتاة شابة تخاطر بكل شيء في حياتها، لمنع شركة متعددة الجنسيات من اختطاف حيوان ضخم يدعي - اوكيا - والذي تبني معه صداقة قوية. والفيلم تأليف جون رونسون، بطولة تيلدا سوينتون وجيك جيلنهال، وليلى كولينز وبول دانو وديفون بوستيك وستيفن إيان.

لجنة موسكو

شهد المهرجان العرض التقديمي لـ"لجنة موسكو للأفلام السينمائية» التي أنشئت لمساعدة صانعي الأفلام العالميين على تصوير أفلامهم في العاصمة الروسية، ووفقـــا للخــــبراء في مجال السينما الروســية "تم استحداث فكرة لجنة موسكو للأفلام السينمائية أو Moscow Film _ommission، في شهر مارس 2017، بموجب قرار محافظ مدينة موسكو، بهدف إيجاد منظمة أو هيكلية موحدة لتسهيل الإجراءات للمنتجين والمخرجين العالميين ليتمكنوا من تصوير أفلامهم في موسكو، ووضع قواعد بسيطة للتعامل معهم، فقبل استحداث هذه اللجنة كانت هناك 30 منظمة مختلفة، تعمل على توفير تأشيرات الدخول وتصاريح التصوير لصناع الأفلام الأجانب من أجل تصوير الأفلام في العاصمة الروسية".

أول لجنة من نوعها

وأضافوا: "هدف اللجنة المساعدة في تصوير الأفلام الأجنبية في موسكو، فعملها يشمل العديد من التفاصيل، ابتداء من المساهمة في منح تأشيرات الدخول للأجانب، وانتهاء بإغلاق شوارع المدينة التي سيتم فيها تصوير الأفلام، مشروع هذه اللجنة التي اعتمدتها محافظة موسكو، يلقى أيضا دعم وزارة الثقافة الروسية ومجلس الدوما، كونها أول لجنة من هذا النوع في مدينة موسكو معتمدة من قبل الحكومة".

ووفقا ليفجيني جيراسيموف، رئيس لجنة الثقافة والإعلام في مجلس مدينة موسكو: "لم يتم إلى الآن استحداث أي حوافز أو استثناءات ضريبية لصناع السينما الأجانب، إلا أنه سيتم منح صانعي الأفلام مبالغ 50 أو 30 أو 20 مليون روبل، حال اختيار موسكو مكانا لتصوير أفلامهم".

شوارزنيجر والبيئة

بعد 40 عاما من عرضه فيلم "ضخ الحديد" حيث يعتبر الأول من نوعه الذي يتناول حياة لاعبي كمال الأجسام، عاد الممثل الأمريكي وحاكم ولاية كاليفورنيا السابق ولاعب كمال الأجسام أرنولد شوارزنيجر إلي مهرجان كان السينمائي، وفي حديث مع الصحفيين، قال أرنولد: "في تلك الأيام كانت صحة وقوة الجسم، الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لي، أما الآن، فإن حماية العالم من أهم الأشياء التي أسعى إليها".

وكانت عودة شوارزنيجر من خلال عرض فيلم يتناول حماية المحيطات من التلوث، حيث انضم إلى الباحث ومنتج الأفلام، جان ميشيل كوستو، من أجل تقديم "عجائب البحر" بنسخة ثلاثية الأبعاد، والذي يمثل أيضا عودة كوستو، إلى مهرجان كان، ويستخدم كوستو العرض ثلاثي الأبعاد، لحشد العالم من أجل إنقاذ الحياة في المحيطات، حيث حاولا إجبار الجمهور على حماية المحيطات، بعد الوقوع في حبها، بدلا من الشعور بالذنب إزاء التلوث، ويأتي الفيلم متزامنا مع دخول الحاجز المرجاني الكبير في أستراليا، عامه الثاني على التوالي من تراجع المرجان، وتزايد تحذيرات الخبراء من الأضرار التي لحقت بالشعاب المرجانية.

دياب والفيشاوي وصبا

كان للمخرج محمد دياب دورا كبيرا في هذه الدورة ليعلن عن التواجد المصري بشكل مميز من خلال مشاركته في لجنة تحكيم مسابقة "نظرة ما" والتي شهدت عرض فيلمه "اشتباك" العام الماضي في الافتتاح، ورغم خروج فيلمه بلا جوائز الا أنه حظي باهتمام إعلامي ونقدي كبير في جميع وسائل الإعلام العالمية، ولكنه هذا العام شارك في لجنة التحكيم بين عدد من نجوم العالم منهم أوما ثورمان والممثل الفرنسى رضا كاتب، والمخرج البلجيكى جواشيم لافوس، وكاريل أوش وهو المخرج الفنى لـ_Festival International de Karlovy Vary_ ليشارك في اختيار الافلام الفائزة هذا العام، وليدخل ضمن أفراد هذا المهرجان الضخم والأكبر عالميا.

أما أحمد الفيشاوي والمخرج عمرو سلامة فقد أثاراً الجدل ببوسترات فيلم "الشيخ جاكسون" والتي زينت سوق المهرجان للفيشاوي وهو يرتدي جلباباً ويرقص بطريقة جاكسون المميزة، حيث تم الإعلان عن الفيلم وأقيم له عرض من أجل توزيع الفيلم خارجيا في دور العرض العالمية وقد شهد الفيلم إقبالا من الصحافة العالمية التي أشادت به.

أما صبا مبارك والتي تألقت علي السجادة الحمراء للمهرجان فقد تركت التصوير لتشارك في التسويق لفيلمها الجديد «مسافر: حلب - إسطنبول» الذي تقوم ببطولته وتشارك في إنتاجه من خلال شركتها Pan East Media، ضمن مشاركتها في فعاليات مهرجان كان من خلال مركز السينما العربية، الفيلم تأليف وإخراج التركية أنداش هازيندار أوغلو، وتشارك في بطولته إلى جانب «صبا» الطفلة روان سكيف، وباستثناء صبا، كل فريق التمثيل في الفيلم لاجئون سوريون حقيقيون ويمثلون للمرة الأولى.