صلاة العصر هي الصلاة الوسطى و لها مكانة خاصة، حيث ورد الحث بالمحافظة عليها في القرآن الكريم، فقال تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة.
سبب تسمية صلاة العصر
سُميَّت صلاة العصر باسم وقتِها، واشتُهر بين العرب قول: فلاناً يأتي صاحبه بالعَصْريْن؛ أي طرفي النَّهار في الغداة والعشيّ، والعصر هو وقت العشيّ، ويُطلق لفظ العصريْن على الليل والنهار، ويُعرف دخول وقت العصر عند العرب عندما يُصبح ظلّ كلّ شيءٍ مثله، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال لرجلٍ: (حافظ على العَصرينِ)، فما كان من الرّجل إلّا أن سأل عن مفهوم العصريْن، فأجابه أنها الصلاة التي تكون قبل طلوع الشمس، والصلاة التي تكون قبل غروبها، ونقل ابن فارس في مقاييس اللغة أنها سمّيت بالعصر لأنّها تُعصر؛ بمعنى أنها تؤخّر عن صلاة الظهر، ونقل صاحب تحفة المُحتاج أنَّها سُمِيّت بالعصر لمعاصرتها الغُروب، ويظل يُطلق على الوقت عصراً ما لم تَغرُب الشمس
مكانة صلاة العصر
تُسمَّى صلاة العصر بالصلاة الوُسطى، وهي الصلاة التي أوصى الله -سبحانه- بالمحافظة عليها في القرآن الكريم، قال -سبحانه-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ)،[ وكلمة الوُسطى تعني باللغة العربية: الصلاة الفُضْلى، وتُسبق صلاة العصر بصلاة الظُّهر.
أما الصلاة التي تليها فهي صلاة المغرب التي يدخل وقتها بغروب الشمس وغياب قرصها، وقد عَظُمَ ذنبُ تاركها؛ لِكثرة ما ورد في فضلها وأهمّيَّتِها، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ)، وتُعّد المواظبة عليها مع صلاة العشاء من أسباب دخول الجنة، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).
وقد تميَّزت صلاة العصر عن غيرها من الصلوات بأنها تكون في وقت مظنّة انشغال الناس وشعورهم بالتعب، فقد يؤدي ذلك إلى الإلهاء عنها، وإيثار الراحة على أدائها، لذلك كانت الوصيّة بالمحافظة عليها، كما أنَّها الصلاة التي يختِم بها العبد يومه، ويرجو بها رضا الله -تعالى-، فحيث إنه بمُجرَّد دخول وقت المغرب وغروب الشمس ينتهي اليوم ويبدأ اليوم الذي يليه، وقد شبَّه النبي -صلى الله عليه وسلم- المقصِّر في أداء صلاة العصر بالذي خسِر خسارةً تفوق خسارة فَقْد الأهل والمال، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (الذي تفوتُهُ صلاةُ العصرِ فكأنَّما وُتِرَ أهلُهُ ومالُهُ).