الجمعة 3 مايو 2024

محسن محي الدين.. فتى يوسف شاهين المدلل.. والده أوصى بزواجه من نسرين

محسن محي الدين

فن1-11-2021 | 08:55

محمد أبو زيد

يمتلك ملامح هادئة ووسامة جعلت منه أحد أبرز فناني الثمانينيات وأكثر جيله حظاً بالعمل مع المخرج يوسف شاهين وبات الفتى المدلل في أفلامه، وجسد شخصية يوسف شاهين نفسه في دور "يحيي شكري مراد" في "إسكندرية ليه" و"حدوتة مصرية" وهو "عوكة" في "اليوم السادس"، و"علي" في "وداعا يا بونابرت" خرج من تحت عباءة "شاهين" ليعمل مع مخرجين غيره، يتنقل بين الأدوار بخفة ليثبت أنه قادر على تجسيد أشدها صعوبة هو الفنان محسن محي الدين.  

 

ولد محسن محي الدين في 1 نوفمبر 1959 بالقاهرة، دخل التلفزيون ليشترك في برامج الأطفال والتي كانت تضم عدة فنانين من بينهم ممدوح عبد العليم وعبد الله محمود بينما كانت الفنانة إنعام الجريتلي هي المسؤولة عن تعليم الأطفال التمثيل وكانت المذيعة رتيبة الحفني تقدم برنامج "يلا نغني" وكانت حينها عميدة الموسيقى العربية وتذهب الفرقة معها لتعلم الموسيقى والرقص.

كانت برامج الأطفال هي البوابة التي دخلت منها الفرقة إلي قصر ثقافة الطفل ويتبادل أعضائها الأدوار إذ كان يقوم أحمد سلامة بالكتابة بينما محسن محي الدين بالإخراج وكان من بين أعضاء الفرقة مغني يدعى "ربيع" وعرفت حينها الفرقة باسم "فرقة ربيع"، تجربة "محي الدين" جعلت منه فناناً شاملاً يجيد التمثيل والإخراج والإستعراض وتشبع من فنانين كبار تعلم على يدهم فنون التمثيل وهو في مرحلة الطفولة، وكان بعض المخرجين يذهبون لبرامج الأطفال ليختاروا من بينهم من يصلح لأداء الأدوار في أعمالهم.

شارك محسن محي الدين في مسرحية "حرم معالي الوزير" 1970 للمخرج كمال ياسين، وقدم بعدها عدة عروض على مسرح الطفل، وفي 1976 شارك في مسرحية "علي بيه مظهر" مع محمد صبحي، وفي السينما بفيلم "عالم عيال عيال" مع رشدي أباظة، وفي العام التالي في فيلمي "من أجل الحياة" و"أفواه وأرانب"، وبعده "شفاه لا تعرف الحب" 1978، نحو 5 أفلام سينمائيا كانت حصيلة محسن محي الدين قبل أن يدخل عالم يوسف شاهين.

درس الإخراج في معهد السينما، وكانت بداية تعارفه على المخرج يوسف شاهين بترشيح من الفنانة رجاء حسين والتي شارك معها في "أفواه وأرانب" وزوجها الفنان سيف عبد الرحمن الذي كان يعمل مع "شاهين" الباحث في ذلك الوقت عن شباب جدد للمشاركة في فيلم "إسكندرية ليه"، قابله "شاهين" وطلب منه لو يعرف أصدقاء له للمشاركة بأدوار في الفيلم فأحضر له أحمد سلامة وعبد الله محمود، كان يوسف شاهين مبهوراً بـ"محي الدين" عندما وجده يؤدي الرقصات بحرفية في وقت قصير، وجسد في الفيلم دور "يحيي شكري" المراهق المولع بالتمثيل ويحلم بالسفر من الإسكندرية إلي أمريكا لدراسة التمثيل رغم ظروف والده الصعبة.

كان الفيلم بمثابة الإنطلاقة الحقيقية له في السينما بعدما وقف أمام كبار الفنانين محمود المليجي، وهدي سلطان، ومحسنة توفيق، وفريد شوقي، وحصد الفيلم العديد من الجوائز ودخل في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، وبات "محي الدين" فتى يوسف شاهين المدلل في فترة الثمانينيات وقدم معه 3 أفلام "حدوتة مصرية" ليواصل معه سيرته الذاتية التي بدأها بـ أسم "يحيي شكري" ويجسد محسن محي الدين الدور في فترة المراهقة بينما نور الشريف في فترة الكبر. 

أصبح محسن محي الدين حاضرا في أفلام شاهين وقدم معه "الوداع يا بونابرت" في شخصية "علي"، وفي "اليوم السادس" الذي تناول تفشي وباء "الكوليرا" وظهرت به النجمة العالمية داليدا، جسد "محي الدين"شخصية "عوكة" وبالرغم من الانقادات التي تعرض لها الفيلم من جانب النقاد وعدم تحقيقه النجاح التجاري إلا أن محسن محي الدين جسد شخصيته بحرفية شديدة ليثبت أنه قادر على الجمع بين التمثيل والرقص وأداء الاستعراضات بخفة وهو ما جعل "شاهين" يختاره في أفلامه، وكان "اليوم السادس" هو بداية الصدام بينه وبين يوسف شاهين حسبما ذكر في حواره ببرنامج "أسرار النجوم" وقال أنه كان يريد منه التمثيل بطريقته الخاصة، ويحاول فرض شخصيته وأسلوبه عليه، وعند وفاة "شاهين" لم يحضر محسن محي الدين جنازته.

قدم في الثمانينيات بجوار السينما عدة أعمال مهمة أبرزها دور "محسن" في مسرحية "سك على بناتك" مع شريهان، واشتهر بجملة "أنا بص" التي كان دائم ترديدها كلما سأله فؤاد المهندس عن شئ، ودور"جلال" في مسلسل "ليلة القبض على فاطمة" مع فاتن حمامة، وبداية التسعينيات قدم عدة أفلام لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة أبرزها "شباب على كف عفريت، إلا أمي، اللعب مع الشيطان".

اعتزل الفن وقضى فترة غياب طويلة حتى فاجأ جمهوره بالعودة في 2014 وشارك في مسلسلي "المرافعة" و"فرق توقيت" وتوالت أعماله مرة آخرى إذ شارك في العديد من المسلسلات أبرزها "قمر هادي، نمرة اتنين، ليه لأ" و"النهاية" مع يوسف الشريف، وتألق في السينما من خلال فيلمي "صابر وراضي" و"صاحب المقام" وينتظر عرض فيلم "التاريخ السري لكوثر" مع ليلي علوي، وفي المسرح شارك في مسرحية "زقاق المدق". 

كان شديد الاعجاب بالفنانة" نسرين" منذ صغره ولكنها تزوجت في سن مبكر من الملحن محمد ضياء، وتوفى وأصبحت أرملة وهي في الـ 18 من عمرها، وفي إحدى المرات قابلها في فرنسا وطلب منها أن يرسل معها دواء والده وتعطيه لشقيقه ولكنها أصرت أن تذهب إلي منزل والده وتسلمه الدواء بنفسها، وتوطدت علاقتها بأسرته، وبعد فترة توفي والده وكان حينها في فرنسا وعند عودته أخبرته والدته بأن والده أوصى بأن يتزوج من نسرين وتزوجها وأنجب منها "أحمد" ويعمل مهندس جرافيك، واعتزلت نسرين الفن في التسعينيات ومن أبرز أعمالها "الشهد والدموع" و"رحلة أبو العلا البشري".

مراحل مرت بها حياة محسن محي الدين بين نجومية في الثمانينات أعقبها قرار بالاعتزال وبين عودة للفن في منتصف الألفية، ومع الاحتفال بعيد ميلاده الـ 62 تبقى أعماله شاهدة على موهبته وحبه للسينما لا ينقطع.

Dr.Randa
Dr.Radwa