الخميس 16 مايو 2024

رسالة حب إلى «أبو فلة»

مقالات1-11-2021 | 13:02

«ما لم نتعلّم كيف نحبّ خلق الله، فلن نستطيع أن نحبّ حقاً ولن نعرف الله حقاً» تلك هي إحدى قواعد العشق الأربعون، ترجمها «أبو فلة» اليوتيوبر الكويتي حسن سليمان إلى عمل إنساني حقيقي، تمكن من أن يقدم نموذجا حقيقيا لاستغلال وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي، بعيدا عن المحتوى الخادش للكرامة الإنسانية واللعب على الغرائز، أو التجارة بأجساد النساء والحياة الخاصة.

استطاع «أبو فلة» خلال 27 ساعة ودون مغادرة لمكانة جمع مليون دولار بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بهدف مساعدة اللاجئين السوريين، «أبو فلة» بكي عندما بلغ الهدف، عندما تحققت رسالة الحب، عندما وجد المحبين عندما وجد أهل الخير، الباحثين عن الحب الحقيقي.

 درس «أبو فلة»

«أبو فلة» قدم درسا لكل صناع المحتوى حول ذلك العالم الافتراضي، عندما نجح في تقديم المساعدة لمن يحتاج إليها، لقد قدم درسا وأضاء الدرب لمن يبحث عن محبة الله .. فهي تبدأ من محبة الخلق، ثق عزيزي القارئ أننا حينما نحب نصنع المعجزات.. ثق أن هناك ضوء في نهاية الطريق لكن عليك أن تنظر إلي نفسك من الداخل، أن تبصر الحقيقة المجردة، أن تفكر في الآخر في تلك اللحظة فقط سوف تشعر بالسعادة الحقيقة.. تشعر بعطايا ومنح الرحمن لك تشعر بقيمة الحياة ورسالتك فيها فالسعادة الحقيقة تكمن فيما نصنعه من إسعاد للآخرين.

كيف تتحقق المعادلة الصعبة؟

حينما تابعت قصة «أبو فلة» شعرت بقيمة وأهمية الدرس فهو صانع محتوي متخصص في ألعاب الفيديو، ولديه أكثر من 20 مليون متابع وهو محتوي محبب جدا لدي الجمهور، وبالتالي هو شاب لا يبحث عن الشهرة، أو المال من خلف ذلك العمل النبيل الذي قدمه للآخر، لكن لأنه صادق فيما يقدمه من عمل إنساني استطاع أن يحقق الهدف، وبحكم وطبيعة عملي الصحفي الذي يتماس بشكل كبير مع وسائل التواصل الاجتماعي، كانت تدور أسئلة عديدة ومختلفة في عقلي حول صناعة المحتوى.

ومن أكثر الأسئلة التي أصبحت تدور في أروقة مختلف صالات التحرير، كيف نحقق المعادلة الصعبة كيف نقدم محتوي مفيد ومبني علي معايير مهنية ويحقق مشاهدات وزيارات مليونية وفق مفردات العمل الصحفي الإلكتروني، بينما خوارزميات «العم مارك» تتفاعل أكثر مع محتوى ذو طبيعة خاصة في المنطقة العربية، فنجد مثلا المقاطع الكوميدية التي يصنعها الشباب هي الأكثر متابعة أو ذلك المحتوي الذي يقتحم الحياة الخاصة ويجعلها متاحة علي قارعة منصات التواصل الاجتماعي في عالمنا الافتراضي، بينما لا يحصد المحتوي الجاد المرتبط بالثقافة والعلم نفس حجم المشاهدات أو حتي نسبة معقولة منها، لكن ما قدمة «أبو فلة» يفتح الباب أيضا للتفكير في صناعة المحتوي المهني.

أعتقد أن صناع المحتوي في ذلك العالم خاصة أبناء الجماعة الصحفية في حاجة للنظر لذلك المحتوي باعتباره نموذجا جيدا يمكن تطويره والبناء عليه من أجل تقديم صحافة بأدوات العصر الجديد، والارتقاء بعقول «المتفاعلين» نعم «المتفاعلين» فلم يعد هناك «القارئ» أو «المتلقي» فقط، لقد أصبح علينا أن نقدم قصص خبرية بأدوات العصر لـ«متفاعلين» يمكنه التعليق بالسلب والإيجاب، يمكنهم دفع الوسيلة الإعلامية إلي الأمام أو حذفها من الذاكرة.

تمنيت أن أجلس إلي «أبو فلة» كي أحاوره والقي عليه العديد و العديد من الأسئلة التي تدور في رأسي، لقد أسعدني كثيرا ومنحني فرصة كبيرة كي أسطر ذلك المقال عن شاب عربي يعرف طريق الحب ويقدم محتوى مهني هادف.