يختلف الحكم على تربية الكلاب واقتنائها باختلافِ غاية المسلم، وفي هذا السياق، تقدم بوابة "دار الهلال"، حكم تربية الكلاب كالآتي:

ـ يجوز للمسلم أن يقوم بتربية الكلاب لغاية الحراسة، وهذا باتفاق أهل العلم، وما يدلُّ على ذلك ما جاء عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- حيث قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إلَّا كَلْبًا ضارِيًا لِصَيْدٍ أوْ كَلْبَ ماشِيَةٍ، فإنَّه يَنْقُصُ مِن أجْرِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطانِ)

ـ يجوز للمسلم اتخاذ كلبًا لغاية الصيد والقيامَ بتربيته، وما يدلُّ على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إلَّا كَلْبًا ضارِيًا لِصَيْدٍ أوْ كَلْبَ ماشِيَةٍ، فإنَّه يَنْقُصُ مِن أجْرِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطانِ)، كما أنَّ قول الله -تعالى-: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، يدلُّ دلالةً صريحةً على أنَّ الكلبَ يعدُّ أداةً للصيدِ، وعلى ذلك فيجوز للمسلمِ اتّخاذُها والقيامَ بتربيتها لغايةِ الصيدِ.

حكم تربية الكلب للهو والزينة

لا يجوز للمسلمِ اقتناءَ الكلبِ والقيامَ بتربيته للهوِ والزينةِ، وهذا الحكمُ مستنبطٌ من عدةِ أدلةٍ شرعيةٍ، منها:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إلَّا كَلْبًا ضارِيًا لِصَيْدٍ أوْ كَلْبَ ماشِيَةٍ، فإنَّه يَنْقُصُ مِن أجْرِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطانِ)، ووجه الدلالةِ من هذا الحديثِ أنَّ اقتناءَ الكلابِ لغير الصيد والحراسةِ يؤدي إلى انتقاصِ أجرِ المسلم كلَّ يومٍ. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ ولَا صُورَةٌ)، فإنَّ هذا الحديثِ يدلُّ على أنَّ من أضرار تربية الكلاب لغير حاجةٍ وضرورة أنَّ البيت يُحرم من دخول الملائكةِ، وهذا دليلٌ على حرمة اقتنائها لغيرِ حاجةِ، وقد ثبت أنَّ جبريل تأخر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبب وجودِ كلبٍ في بيته تحت السرير.