قال الدكتور كريم عادل الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، إن القمة الحالية الخاصة لمناقشة قضية تغيير المناخ، تعد قمة استثنائية والتي يشهد حضورها كبار قادة العالم، لافتا إلى أنها استثنائية من حيث طبيعتها وذلك لأنها لا تقتصر فقط على مناقشة حلول تلك القضية ولكنها تتضمن أيضا تقييم ومراجعة لما تم اتخاذه من خطوات في اتفاقية باريس الخاصة بالمناخ لعام 2015.
وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أن قضية تغير المناخ تعتبر قضية شديدة الخطورة، لأنها وإن كانت قضية بيئية ولكنها تمثل تهديدات اقتصادية وتنموية، لافتا إلى أنها تؤثر على الأوضاع الاقتصادية في مختلف دول العالم من ناحية، كما تؤثر علي مسيرة التنمية وفقا للأهداف الأممية للتنمية المستدامة المعلنة من 2016 من الأمم المتحدة من ناحية أخرى.
وأوضح "عادل" أن القمة تتناول مدى إلزام الدول المتقدمة بمساندة الدول النامية في معالجة الأضرار البيئية الخاصة بتغيير المناخ، موضحا أن القمة وإن كانت تتضمن مجموعة من الدول إلا أنها دول صناعية تسببت بما نسبته 75% من الأضرار البيئية في مختلف دول العالم ككل بما فيهم الدول النامية.
وأشار إلي أن الدول النامية تمثل 75% من اقتصاد العالم، وبالتالي لابد من وجود فاتورة الأضرار البيئية تتحملها تلك الدول لأنها تعتبر المتسببة في تغير المناخ، لافتا إلى أن حجم الأضرار الناتجة عن تغير المناخ تصل إلي 3.6 تريليون دولار تقريبا، وبحلول 2050 متوقع أن تصل تلك القيمة من 40 دولار إلي 50 دولار فكان لابد من وجود حلول جذرية واتفاق ملزم بكافة الدول علي تطبيق المنظومة الخاصة بتقليل أضرار المناخ.
وقال: إن الدولة المصرية وفقا لرؤية مصر 2030 راعت البعد البيئي بكافة أحداثها الخاصة بتلك الرؤية، لافتا أنها وضعت استراتيجيتها التي تحقق هذه الأهداف، مشيرا إلي جهود الدولة في مبادرة حياة كريمة، التي تعد النموذج الأكبر والأهم والأكثر تطبيقا وتأثيرا في قضية تغير المناخ.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن منظومة الاقتصاد الأخضر التي تسعى إليها الدولة المصرية والتي ترتكز علي خمس عناصر أساسية وهي: إدارة النفايات، وإدارة الأراضي ، وإدارة المياة، والمباني الخضراء، والنقل المستدام، لافتا أن الخمس عناصر التي تقوم عليها منظومة الاقتصاد الأخضر يتحققوا في مبادرة حياة كريمة.
وأكد أن الجانب الذي تتطلع إليه مصر لاستضافة الدورة القادمة لقمة تغير المناخ خلال العام المقبل 2022، يعكس حرص الدولة المصرية واهتمامها بالقضايا الدولية، وكذلك حرص الدولة علي تقديم تجاربها الناجحة في هذا المجال، لافتا أن تلك الجانب يعمل علي وضع الدولة المصرية كقوى عظمى تناقش القضايا الدولية ذات الأضرار الكبرى مثل قضية تغير المناخ، لما تسببه من أضرار صحية واجتماعية وبيئية.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد وصل لمقر انعقاد قمة تغير المناخ بجلاسكو، في الدورة الـ 26 وكان في استقباله، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وأنطونيو جوتيرش، الأمين العام للأمم المتحدة، وتنطلق قمة المناخ اليوم في جلاسكو بمشاركة 190 دولة من أنحاء العالم، ويشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الدورة ٢٦ لقمة الأمم المتحدة لرؤساء الدول والحكومات لتغير المناخ والتي ستعقد على مدار يومي الأول والثاني من نوفمبر بمدينة جلاسكو.