الإثنين 20 مايو 2024

أسامة زرعى يوضّح مصير الذهب بعد قرار الفيدرالي بتقليص التيسير الكمي

المحلل الفني أسامة زرعي

اقتصاد1-11-2021 | 20:00

حسن رزق

يعتبر الفيدرالى الامريكي هو الضاغط الأول والأخير علي سعر الذهب في العالم وذلك لأن كل أونصه تساوى ما في قيمتها للدولار الأمريكى، فإن ارتفع الذهب فسوف يؤثر بكل تأكيد علي قيمه الدولار الأمريكى وهو ما يفرضه الفيدرالى الامريكى، كما أن هناك دراسات عديدة من البنوك تؤكد بأن الذهب مقيم بأقل من قيمته، وإن كان مقيما بأقل من قيمته فإن الأسواق لها تسعيرات أخرى، وفي حالة بدء الفيدرالى في التقليص فسوف يهبط سوق الأسهم لسحب السيولة منه، وفي أغلب الأوقات عندما يهبط سوق الأسهم مع تحركات الفيدرالى يحدث هبوط ف الذهب وذلك لتلبيه نداء المارجن الذي سوف يحدث في سوق الأسهم.

الذهب أنهي تداولاته يوم الجمعه بخساره

وقال الباحث الإقتصادي والمحلل الفني أسامة زرعي، إن  الذهب أنهي تداولاته يوم الجمعه بخساره اقتربت من 1% من قيمته، حيث أغلقت الاوقيه عند مستويات 1783 دولار، واغلقت الأسعار المحليه عند 748 جنيها، لكل جرام من عيار 21 بعد تفضيل المتعاملين فى الأسواق امتلاك الدولار الأمريكى علي حسب امتلاك المعدن الأصفر، فصعد الدولار الأمريكي من مستويات 93.84 الى مستويات 94.13 بعد أن صدرت عدة بيانات اقتصادية تدعم قوة الدولار فجاء مؤشر الانفاق الشهرى عند نفس النسب التى توقعها الأسواق عند مستويات 0.6% ، كما أظهر تقرير مؤشر تكلفة التوظيف الأمريكي للربع الثالث ارتفاعًا بنسبة 1.3٪ وهو ما كان أعلى من التوقعات المرتفعة بنسبة 0.9٪.

وأضاف زرعي، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أنه تم الإبلاغ عن إرتفاع مؤشر أسعار نفقات الإستهلاك الشخصي الذي يتم مراقبته عن كثب بنسبة 0.3٪ عن أغسطس وارتفع بنسبة 4.4٪ على أساس سنوي، لافتا إلي أنه تقع هذه البيانات كأداه مساعده للأعضاء الفيدرالى الذين يرغبون في رؤية بنك الاحتياطي الفيدرالي، ويشدد سياسته النقدية عاجلاً وليس آجلاً.

وقال زرعي: أنه حدث ذلك بعدما بدأت أزمه كورونا، حيث قرر الفيدرالي دخول الأسواق بدعم الأسواق بمشتريات من الأوراق الماليه والسندات بقيمه 120 دولار امريكى، وصعد الذهب ف تلك الحاله علي أثر الخوف من التضخم ولكن بعد ذلك اصبح المتعاملون يفضلون الدخول ف سوق ذات عوائد ومضمون أكثر من قبل الفيدرالى الامريكى لانه يسانده "سوق الاسهم" فصعد سوق الأسهم علي حسب سوق الذهب.

التضخم لم يكن مؤقتا كما زعموا صانعو السياسيه

وأوضح المحلل الفني أن "جيروم باول" رئيس الفدرالي الأميركي كان من البدايه يخبر الأسواق بأن التضخم المتواجد هو تضخم مؤقت لا يسبب مشكله مع استمرار الفيدرالى في ضخه للأموال قرابة العام ونصف، لافتا أن التضخم لم يكن مؤقتا كما زعموا صانعو السياسيه ولكن أصبح شبح تخاف منه الأسواق فارتفعت الأسعار ربما دعم ذلك أزمه الطاقه ايضا ف انفجرت الأسعار ف الاتجاه الصاعد، فما الحيلة الان امام الفيدرالى ؟

مجيبا بأنه لا سبيل أمام الفيدرالى الآن حيلة واضحة وتم استخدامها على مدار الأزمنه السابقه وهي أن يقوم الفيدرالى بإيقاف عجله الأموال التي يضخها في الأسواق منذ مارس 2020، كما يتوقع أن تكون في منتصف الشهر القادم، وبأقصي تقدير ستكون في منتصف ديسمبر، ولكن يتوقع بأنه لن ينتهي العام قبل أن يبدأ الفيدرالى الأمريكى في بدأ عمليه التقليص فى آخر مؤتمر للسيد "جيروم باول" والذي أراد أن يخبر الأسواق بأنه سوف ينتهى من سحب كافة الاموال التى يضخها في الأسواق في منتصف العام القادم.

وتابع أن الفيدرالى الآن يضخ 120 مليار دولار، لذلك يتوقع أن يبدأ الفيدرالى في تقليل تلك السيولة في البداية من 15 إلى 20 مليار دولار شهريا ولكن يتوقع أيضا بأنه حتى وإن أنهي عملية التقليص في منتصف العام القادم، فمن الممكن أن التضخم سوف يصعب السيطره عليه لذلك من المتوقع أن يرفع الفائدة.

تراجعات في سوق الذهب بقيمه 7%

وأوضح أنه خلال الأسبوع المنقضي أيضا أعلن مجلس الذهب العالمي عن تراجعات في سوق الذهب بقيمه 7% أي إلى 831 طن، حيث حدث خلل ف قطاع الاستثمار في إجمالى الطلب لينخفض إلى 235 طنًا، بانخفاض أكثر من 50٪ عن الربع الثالث من عام 2020 وكان هذا الانخفاض مدفوعًا بفرار 27 طناً من الذهب من سوق الصناديق المتداولة في البورصة، ولكن زاد الطلب علي السبائك المادية فقد وصل  الطلب على سبائك الذهب والعملات المعدنية  261.70 طن بزيادة 18٪ عن العام الماضي.

وأشار "زرعي" إلي أنه كانت تلك الزياده بسبب الخروج المستمر من قيود COVID في العديد من البلدان واستمرار المخاوف بشأن ارتفاع التضخم  وتراجع الأسعار في أغسطس مما شجع العديد على امتلاك الذهب، لكن كان هناك جزئيه فى التقرير تم ملاحظتها وهي مدى الطلب علي الذهب ف قطاع التكنولوجيا والطلب الصناعي تحديدا، فقد أشار التقرير إلى نمو قوي في قطاع التكنولوجيا حيث ارتفع الطلب الصناعي على الذهب بنسبة 9٪ في الربع الثالث إلى 83.3 طن.

تحسن ثقة المستهلك 

وأكد المحلل الفني أن مع خروج أجزاء كبيرة من العالم من وباء COVID-19 ، أدى إلي تحسن ثقة المستهلك إلى خلق طلب قوي على سلع باهظة الثمن مثل المركبات والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية المتطورة ولكن تم التحذير من ذلك القطاع بسبب أنه سوف يعود العمال إلى المكاتب وينخفض الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية والمعدات وأشار المحللون إلى أن النقص المتزايد في الرقائق يمكن أن يؤثر أيضًا على طلب قطاع التكنولوجيا على الذهب لذلك نتوقع ان نشاهد بعض الاتجاهات الهابطه ف الذهب. 

كما أعلن الفيدرالى الأمريكى عن تباطئ في الاقتصاد ف الربع الثالث من العام الجاري، حيث أفاد مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي أن الاقتصاد الأمريكي تباطئ بشكل حاد في الربع الثالث حيث أظهر التقدير المسبق أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث ارتفع بنسبة 2٪ مقابل توقعات السوق بزيادة 2.7٪. في الربع الثاني ، جاء الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة عند 6.7٪، كما أنه تباطئ الاستهلاك الشخصي الحقيقي في الربع الثالث، حيث ارتفع بنسبة 1.6٪ فقط بعد قراءة قوية بلغت 12٪ في الربع الثاني. ساهم متغير دلتا ، وقضايا سلسلة التوريد ، والزيادات في الأسعار في الانخفاض،خلال الاسبوع المنقضي. 

تحركات الذهب الأسبوع القادم

أما علي صعيد تحركات الذهب الأسبوع القادم، فتوقع "زرعي" أن تتحرك الأوقيه في الاتجاه الصاعد إلى مستويات 1790 دولار لكل أوقيه، ومن ثم تعاود الهبوط مره أخرى إلى مستويات 1780 دولار ومن ثم 1770 دولار، وعلي صعيد السعر المحلي فتشير رؤيتنا إلى أنه من المتوقع أن يصل جرام 21 مع بداية تداولات الأسبوع إلى مستويات 788 جنيها، ومن ثم الهبوط مره أخرى الى مستويات 780 جنيه، وقد تصل الأسعار إلى 775 جنيه.