أعد الله الجنة لعباده الصالحين، دارً يخلدون فيها، ووصف الله عز وجل الجنة، بأنها الثواب العظيم، لما فيها من نعيم لا يوجد به نقص وبها، كما جاء على لسان أشرف الخلق، إن الجنة بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر، ولا يوجد بها عناء ولا تعب ولا مشقه.
وصف الجنة وما فيها
ورد في الأحاديث، أن الجنه لها ثمانية أبواب، وبناؤها لبنة من ذهب، وأخرى من فضة، وفيها جنتان من ذهب، وكل ما فيهما من ذهب، وجنتان كل ما فيهما من فضة، وأما عرضها فهي كعرض السماء والأرض، وطولها لا يعلمه إلا الله تعالى، وأول من يدخلها أمة النبي عليه الصلاة والسلام، وترابها من المسك الأبيض الخالص، والزعفران، وحصباؤها من اللؤلؤ الكبير، ووجوه من فيها بيضاء، ضاحكة، ومستبشرة، كالقمر ليلة البدر، وتكون الجنة درجات، أعلاها الوسيلة، و الدخول إلى الجنة يكون جماعات تلو جماعات.
وتصف الأحاديث النبوية الشريفة، أن ماء الجنة غير "آسن" أي غير متغير أو منتن، كما أن فيها خمر لذيذ لم يدنس، وكذلك الأنهار من العسل المصفى، ومن جميع الثمرات، وفيها من ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
ووصف الله عز وجل الجنة في كتابه العزيز حيث قال: "مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ" «سورة محمد»، وفي استكمال وصف الله عز وجل فإن الجنة فيها ما يشتهيه الإنسان ويتمناه، حيث قال تعالى في سورة الزخرف : "وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ".
إن ماء الأنهار في الجنة أعذب من المياه، وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن بعض هذه الأنهار بقوله: (سَيْحانُ وجَيْحانُ، والْفُراتُ والنِّيلُ كُلٌّ مِن أنْهارِ الجَنَّةِ)، وتجري هذه الأنهار من غير أخاديد، وحوافها من اللؤلؤ والياقوت، وطينته من المسك، كما أن من أنهارها الكوثر الذي قبابه من اللؤلؤ، وكذلك حصاه، ومن أنهار الجنة أيضا ما ورد في قول النبي عليه الصلاة والسلام: (إنَّ في الجنَّةِ بَحرَ الماءِ، وبَحرَ العَسلِ، وبَحرَ اللَّبنِ، وبَحرَ الخمرِ، ثمَّ تُشَقَّقُ الأنهارُ بعدُ).
فرش الجنة من السرر المرفوعة، وتتكون من الياقوت الأحمر، ولها جناحان من الزمرد الأخضر، وعليها سبعون فراشا محشوة بالنور، وظاهرها السندس، ومن داخلها الاستبرق، وأرائكها من اللؤلؤ، حيث قال الله تعالى-: "فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ"، ويعد خدم أهل الجنة هم الولدان الذين ينشئهم الله تعالى لخدمتهم، ويكونون في غاية الكمال والجمال، ووصفهم الله تعالى بقوله: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ* بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ).