الخميس 20 يونيو 2024

بهجة مسارح الغناء.. ما لا تعرفه عن صباح فخري

صباح فخري

فن2-11-2021 | 19:41

إسراء عاصم

في يوم تحزن فيه القلوب وتبكي الأعين، تغيب البهجة عن البهجة مسارح الغناء، حزنا على رحيل الفنان السوري صباح فخري رمز الطرب الأصيل، أيقونة غناء القدود الحلبية والموشحات، الذي توقف قلبه عن النبض، بسبب أزمة قلبية، على ما أفادت عائلته معلنةً خبر وفاته، اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 88 عاما. 


عاصر صباح أبو قوس، وهو الاسم الحقيقي لصباح فخري، الكثيرمن نجوم الغناء والفن العربي، وأحيا إلى جانب حفلاته في معظم الدول العربية العديد من الأمسيات الغنائية في مختلف أنحاء العالم، وذلك ليخلف إرثاً فنياً أصيلاً غنيا عبر مسيرته التي تجاوزت نصف قرن. 

ماذا عن صباح فخري 

ولد صباح فخري في مدينة حلب في مايو عام 1933، ودرس فخري في أكاديمية الموسيقا العربية في حلب ودمشق، وتخرج من المعهد الموسيقي الشرقي عام 1948، كما أنهى دراسة الموشحات والإيقاعات ورقص السماح والقصائد والأدوار والصولفيج والعزف على العود، على يد شيوخ الفن كالشيخ علي درويش ومجدي العقيلي.  

والتحق بالتعليم في المدرسة القرآنية في حلب حيث تعلم مبادئ العربية وعلوم البيان والتجويد والدين الإسلامي حتى عام 1947، حفظ القرآن غيباً، إضافةً إلى عددٍ كبيرٍ من دواوين الشعراء العرب، وكان في صغره مؤذناً في جامع الروضة في حلب. 

والده مقرئ للقرآن الكريم ومنشدٌ صوفي، ووالدته من أسرةٍ دينيةٍ ذات تقاليد في الإنشاد الديني وحلقات الذكر الصوفي. 

وفي سن المراهقة، التقى بفخري البارودي، مؤسس المعهد الشرقي بدمشق، و أعجب البارودي بصوته وحثه على تنمية موهبته بشكل أكاديمي، ومنحه لاحقاً لقب صباح فخري كونه الأب الروحي له، كما كان له دور في ثنيه عن مغادرة سوريا إلى إيطاليا في تلك المرحلة، حيث حمل صباح فخري الكثير من الألقاب خلال مسيرته التي تجاوزت سبعة عقود مثل أمير الطّرب، وسلطان الطّرب، والعندليب، والكروان، وملك الطّرب والفنّ الأصيل، وبلبل الشّرق. 

وثم أطلق عليه أحد عازفي الكمان في مدينة حلب أسم "محمد صباح" واصطحبه معه في عدة جولات موسيقية وغنائية في دمشق وحمص وحماه وحلب عام 1947. 

وترك صباح فخري إرثاً فنياً غنياً للعالم العربي من موشحات ومقامات وقدود حلبية، وتميز بصوته وأدائه الفريد على خشبة المسرح. 

وكانت أولى حفلاته في عام 1948، في القصر الرئاسي في دمشق في زمن الرئيس شكري القوتلي.

ودخل اسم صباح فخري موسوعة جينيس للأرقام القياسية، عندما غنى في عاصمة فنزويلا كاراكاس لمدة عشر ساعات متواصلة دون توقف في عام 1968. 

كما ورد اسمه في موسوعة ميكروسوفت "أنكرتا" بصفته رمزا من رموز الغناء العربي الشّرقي الأصيل. 

وتميز صباح خري بقدرته على الحفاظ على تفاعل جمهوره معه أثناء الغناء على المسرح لساعات طويلة، وكان قد قال في مناسبات عديدة بأن تفاعل جمهوره معه، يلعب دورا مهماً في إبداعه. 

وأدى فخري العديد من أغاني حلب التراثية في العديد من المهرجانات العربية والدولية إلى جانب أغان من قصائد أبو فراس الحمداني والمتنبي، وغنى لابن الفارض والرواس وابن زيدون وابن زهر الأندلسي ولسان الدين الخطيب. بالإضافة إلى تلحين قصائد لشعراء معاصرين مثل فؤاد اليازجي. 

أشهر أغاني صباح فخرى 

مالك يا حلوة مالك، وخمرة الحب اسقينيها، ويا طيرة طيري، وقدك المياس، ويا مال الشام، وأنا في سكرين من خمر وعين، وموشحات، يا شادي الألحان، وابعتلي جواب، وآه يا حلو وغيرها من الأغاني التي لاقت شعبية واسعة في العالم العربي. 

كما شارك في أعمال سينمائية معروفة مثل فيلم "الوادي الكبير" مع المطربة الراحلة وردة الجزائرية، كما شارك في فيلم "الصعاليك" عام 1965 مع دريد لحام ومريم فخر الدين. 

ومن بين أعماله التلفزيونية "أسماء الله الحسنى" مع الفنان الراحل عبد الرحمن آل رشي ومنى واصف وزيناتي قدسية، ومسلسل "نغم الأمس" مع الراحل رفيق سبيعي وصباح الجزائري. 

وثق فخري ما يقارب 160 عملا فنيا بين ألحان وقصائد وموشحات ومواويل للحفاظ على التراث الموسيقي الذي تنفرد به مدينة حلب. 

جوائز ومناصب 

منح صباح فخري الكثير من الجوائز وشهادات التقدير من هيئات دولية منها شهادة تقدير لغنائه في قاعة نوبل للسلام في السويد على إحيائه للطرب العربي الأصيل، إلى جانب أدائه في قاعة بيتهوفن في مدينة بون الألمانية وقاعة قصر المؤتمرات في باريس. 

و نال وسام تونس الثقافي الذي قلده إياه الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة عام 1975، ووسام التكريم من السلطان قابوس عام 2000، والميدالية الذهبية في مهرجان الأغنية العربية في دمشق عام 1978، ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة في عام 2007،  وذلك تقديراً لإنجازاته الكبيرة والمتميزة في خدمة الفن العربي السوري الأصيل.  

كما شغل مناصب عدة فانتخب نقيباً للفنانين، ونائباً لرئيس اتحاد الفنانين العرب  وسفير الغناء العربي، ومديراً لمهرجان الأغنية السورية. 

وفي عام 1998، أصبح صباح فخري عضواً في مجلس الشعب السوري في تلك الدورة النيابية، كممثلٍ عن الفنانين. 

ومنح عدداً كبيراً جداً من الجوائز وشهادات التقدير من جامعات وهيئات أميركية تقديراً لجهوده المبذولة في إحياء التراث العربي الأصيل، ففي عام 2019 ألّفت الكاتبة السورية شذى نصار كتاباً عن سيرة حياة فخري تحت عنوان "صباح فخري سيرة وتراث". 

ومن أبرز الجوائز التي نالها، غناؤه في قاعة نوبل للسلام في السويد، وفي قاعة بيتهوفن في بون، ألمانيا، وغنى في قاعة قصر المؤتمرات في باريس.