الأحد 22 سبتمبر 2024

وداعًا صباح فخري.. «آه يا حلو يا مسلِّيني»

صباح فخري

فن2-11-2021 | 19:34

محمد أبو زيد

يقف على المسرح يفرد يديه وكأنه طائر يحلق في السماء، ثم يدور حول نفسه، يبدأ في الغناء ثم يطوف أرضية المسرح يمينا ويسارا وبداخله بركان فن لا يهدأ، يزادد مع حرارة التصفيق من الحاضرين، وعلى وقع نغمات صوته القوي ربما اهتزت خشبة المسرح من تحت قدميه، نظرات الإعجاب بصوته تلاحقه، يخرج منديلا من جيبه يجفف عرقه، يتمايل الحاضرين طرباً وهو يغني " آه يا حلويا مسلِّيني" بينما يردد من لم يفقد دهشته "ياللي بنار الهجر كاويني" هو ملك القدود الحلبية وصاحب الصوت الأصيل وأحد أيقونات الطرب في الوطن العربي المطرب الكبير صباح فخري. 

ولد صباح فخري في 1933 بمدينة حلب، في سوريا، بدأ بتجويد القرآن والإنشاد ورفع الأذان في مساجد حلب، كان يجالس كبار المنشدين والمؤذنين، تخرج من المعهد الموسيقي الشرقي في 1948، وفي نفس العام قدّم أول عروضه في القصر الرئاسي في دمشق،  أمام الرئيس السوري شكري القوتلي،  قدم "فخري" القدود للمرة الأولى من خلال أثير إذاعة دمشق وغنى "مالك يا حلوة مالك".


واشتهر بتأدية الموشحات والقدود الحلبية قدم نحو 160 لحنًا ما بين أغنية وقصيدة ودور وموشح وموال وكان أمينا على التراث الموسيقي العربي الذي تتفرد وتشتهر به حلب، لحن وغنى العديد من القصائد العربية لعدة شعراء "المتنبي، أبو فراس الحمداني، ابن الفارض، ابن زهر الأندلسي،" عمل " الرحابنية" وغنى مع فيروز، وفي الإذاعة سجل المسلسل الإذاعي "زرياب" ومع الفنانة وردة شارك في التمثيل في  مسلسل "الوادي الكبير" 1974.

شغل "فخري"مناصب عدة، إذ انتخب نقيباً للفنانين ونائباً لرئيس اتحاد الفنانين العرب ومديراً لمهرجان الأغنية السورية، وقلّد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة في 2007 "تقديراً لإنجازاته الكبيرة  في خدمة الفن العربي السوري ".

ملأت أغانيه كل الدنيا أبرزها "مالك يا حلوة مالك، خمرة الحب، يا طيرة طيري، فوق النخل، قدك المياس، يا مال الشام، يا شادي الألحان، ابعتلي جواب، آه يا حلو" طاف العالم بأغانيه وحفلاته في بلدان عربية وأجنبية ونال عن جدارة لقب "ملك القدود الحلبية"، رحل صباح فخري ولكن صوته القوي مازال يصدح في آذان كل من سمع مواويله وأغاني ويبقى في قلوب كل محبيه في الوطن العربي باق، وكما قال نجله بعد رحيله والده "عاش كأسطورة حية والأسطورة لا تموت".