تقترب مصر من بدء الجمهورية الجديدة، والتي ستبدأ بافتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، وهو أمر اقترب تحقيقه بعد إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهاته ببدء انتقال الحكومة إلى العاصمة الجديدة الشهر المقبل، حيث أكد خبراء أن هذه الخطوة مهمة للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وأن تلك العاصمة تعد أيقونة للدولة الجديدة ومحرك مستدام للنمو.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد وجه الحكومة بالبدء في الانتقال الفعلي للحي الحكومي بالعاصمة الادارية الجديدة، اعتبارًا من شهر ديسمبر المقبل، لبداية العمل لفترة تجريبية لمدة 6 أشهر، عقب انتهاء المرحلة التجهيزية الحالية لمقار ومنشآت الحي الحكومي، وذلك بعد أن اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، مع رئيس مجلس الوزراء، ووزير الإسكان، حسبما صرح بذلك السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.
الارتقاء بجودة الخدمات
قال
قال الدكتور كريم عادل، الخبير الاقتصادي، إن انتقال الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة بعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم ببدء ذلك في ديسمبر المقبل يحمل أهمية كبرى، حيث سيجري ذلك تجريبيا لمدة 6 أشهر، استعدادا للانتقال الكامل فيما بعد، مضيفا أن الفترة التجريبية مهمة لتعريف الموظفين على آليات العمل في العاصمة الجديدة.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا التعرف سيكون على آليات العمل التكنولوجي ومنظومة التحول الرقمي التي هي أساس العمل في العاصمة الإدارية الجديدة والهدف منه، مضيفا أن نجاح هذه التجربة يتوقف على مدى نجاح الموظفين في تطبيق ما تم الحصول عليه واجتيازه من برامج تدريبية ودورات لتأهيل الموظفين تم إعدادها.
وأشار إلى أن هذه الدورات هدفها رفع كفاءة الموظفين وقدراتهم للتواكب مع منظومة العمل الجديدة في العاصمة الإدارية، مؤكدا أن الهدف من انتقال الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة هو رفع كفاءة الجهاز الإداري فهذا الانتقال يحقق منظومة الارتقاء بالعمل وجودة الخدمات المقدمة للمواطنين لأنه يرتكز على أسس التحول الرقمي.
وأكد أن الحكومة استعدت للانتقال للعاصمة الجديدة من خلال مجموعة من الخطوات منها تدريب وتأهيل الموظفين لأن العنصر البشري له دور أساسي في إنجاح عملية التحول التي تستهدفها الدولة، حيث وفرت الدولة كافة الوسائل اللوجيستية والمعيشية للمواطنين المنتقلين للعاصمة الجديدة.
أيقونة للجمهورية الجديدة
ومن جانبه، قال محمد نجم، الباحث الاقتصادي، إن انتقال الموظفين إلى العاصمة الإدارية الجديدة في ديسمبر المقبل بعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم له أهمية كبرى، حيث أن الخبر تم تناقله على مستوى وكالات الأنباء العالمية مما يثبت الصورة الذهنية أن مصر تبدأ مرحلة جديدة من العمل والنمو.
وأكد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر تقدم نفسها للعالم بشكل مختلف وحديث وعصري وذكي وبه خدمات أوتوماتيكية ويعتمد على الآلات والتقنيات أكثر من البشر، مضيفا أن مصر تبني عددا من المدن الذكية، وهي قضية طرحها الرئيس السيسي خلال مشاركته في قمة المناخ في جلاسجو خلال اليومين الماضيين.
وأشار نجم إلى أن الرئيس كشف مدى مساهمة المدن الذكية في تحسين المناخ وتقليل التلوث وكذلك العواصم تقليل عوادم السيارات والملوثات البيئية، مؤكدا أن العاصمة الإدارية هي أيقونة للجمهورية الجديدة، ومحرك للنمو في حد ذاتها ليس بشكل مؤقت ولكن محرك للنمو مستدام، وهذا هو الإنجاز الحقيقي.
وأوضح أن مصر استطاعت أن تخلق محركا جديدا للنمو بخلاف قناة السويس والسياحة وغيرها من القطاعات أو المحركات للنمو الاقتصادي التقليدية، فالعاصمة الإدارية الجديدة والمدن الذكية محرك جديد للاقتصاد.